تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وأحاول أن أشرح الجمع بأيسر ما تيسر إليّ من الطرق،، وأكرر لن يفهم الجمع إلا من كان عنده معرفة بقراءة القراء.

قال ا. صلاح: ((الجمع بالحروف:بأن يشرع في القراءة فإذا مر بكلمة فيها خُلفٌ أعادها بمفردها حتى يستوفي ما فيها (أي من الخلاف). ثم يقف عليها إن صلحت للوقف وإلا وصلها بآخر وجه حتى ينتهي إلى الوقف وإن كان الخلف يتعلق بكلمتين كالمد المنفصل وقف على الثانية واستوعب الخلاف وانتقل إلى ما بعدها ـ وهذا مذهب المصريين ـ وهو أوثق في الاستيفاء وأخف على الأخذ لكنه يخرج عن رونق القراءة وحسن التلاوة.)) ا. هـ

قال تعالى ((والذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك وبالآخرة هم يوقنون))

علي شرح ما سبق يكون التطبيق العملي علي هذه الآية بالطريقة المذكورة أعلاه.

يقرأ القارئ (يؤمنون) بالتحقيق ثم يعيد الكلمة نفسها ـ قبل الانتقال لما بعدها ـ بالإبدال هكذا (يومنون) ويقرأ (بما أنزل) بالقصر ثم التوسط ثم الإشباع علي الترتيب ثم يفعل مثل ذلك علي (وما أنزل) ثم يقرأ كلمة (وبالآخرة) بالنقل لورش مع ثلاثة البدل ـ القصر والتوسط والإشباع ـ وترقيق الراء ثم بالسكت لحمزة علي "ال" ثم بإمالة الهاء للكسائي باعتبار الوقف، ثم "هم " بسكون الميم ثم صلتها. (أي يقرأ علي هذه الطريقة جميع الأوجه في كل كلمة فيها خلاف بين القراء)

قال أ. صلاح: ((الثاني: الجمع بالوقف: بأن يشرع بقراءة من قدمه حتى ينتهي إلى وقف، ثم يعود إلى القاريء الذي بعده إلى ذلك الوقف ثم يعود وهكذا حتى يفرغ ـ وهذا مذهب الشاميين ـ وهو أشد استحضاراً

وأشد استظهاراً وأطول زماناً وأجود مكاناً. وكان بعضهم يجمع بالآية على هذا الرسم.))

الجمع بالوقف معناه: أن يقف القارئ علي كلمة يحسن فيها الوقف ـ أي قبل تمام الآية ـ

والجمع بالآية: أن يتم الوقف علي رأس الآية ثم يبدأ بالجمع.

وقبل ذكر الجمع في الآية السابقة نقول:كيفية الجمع بهذه الطريقة؟؟

هناك طريقتان لمثل هذا الجمع: أن يبدأ لقالون في الآية الأولي فإن انتهي من جمع الآية الأولي ابتدأ الآية الثانية بقالون أيضا ثم يعطف أقربا به فأقربا.

والطريقة الثانية: أن يبدأ لقالون في الآية الأولي فإن انتهي من جمع الآية الأولي ابتدأ الآية الثانية بالقارئ الذي انهي به الآية السابقة ـ لو انتهي بأبي جعفر في الآية الأولي ابتدأ الثانية بأبي جعفر وليس بقالون ـ ثم يعطف أقربا به فأقربا. والطريقة الأولي هي الطريقة المعمول بها في مصر. ـ أي يأتي بقالون عند بدء أي آية ـ

كيفية الجمع؟؟

أضرب مثلا للتقريب:

إذا غرقت سفينة وخرج أولهم للشاطئ أول من يقوم بإنقاذه أقرب رجل للشاطئ .. هذا معني قولهم يعطف أقربا به فأقربا.

ومثال آخر: القراءة من أول الآية إلي آخرها مثل القطار المار علي عدة محطات وعدد المحطات من 5:1مثلا.

فعند نصل للمحطة الخامسة، وأردنا الرجوع من المحطة الخامسة إلي الأولي، أول محطة نمر عليها بعد الخامسة هي المحطة الرابعة، أي هذه الرابعة أقرب محطة من الخامسة. ثم الثالثة ثم الثانية ثم الأولي.

والمقصود بـ "المحطة" الكلمة التي اختلف فيها القراء فقط.

تنهي الآية بقالون ثم تنظر عند العودة من أقرب قارئ لقالون يكون هو القارئ الذي ستأتي بقراءته ثم تنظر للأقرب ثم للأقرب.

التطبيق العملي:

قال تعالى ((والذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك وبالآخرة هم يوقنون))

المحطات الموجودة في الآية (يؤمنون ـ بما أنزل ـ بالآخرة ـ هم)

((لاحظ أننا ذكرنا في المنفصل الأول فقط ولم نلتف للثاني لأننا لا يمكن أن نمد المنفصل الثاني دون الأول ولذلك اكتفينا بالأول، وكذلك كل كلمة متشابة نختار أول موضع فقط.))

نقرأ لقالون وعند كلمة يؤمنون يقف ورش والسوسي وأبو جعفر لأنهما يبدلان الهمزة.

وعند المنفصل يقف أصحاب التوسط (يقف عليها أصحاب التوسط من القراء لأننا نبدأ لقالون بالقصر مع إسكان الميم)

وكذا حمزة لأن له الإشباع (ولاحظ أننا لم نذكر ورش مرة ثانية ـ رغم أن له الإشباع مثل حمزة ـ لأننا نكتفي بالموضع الأول لأي قارئ في الآية إذا كان هذا القارئ له عدة كلمات مثل ورش في الآية له (يومنون ـ ومد المنفصل ـ والنقل في الآخرة) فعندما نصل إلي محطة ورش الأولي (يومنون) نأتي له بقراءته في الكلمات التالية.

ثم نصل لمحطة المنفصل (يقف عليها أصحاب التوسط من القراء لأننا نبدأ لقالون بالقصر مع إسكان الميم)

ثم نصل لمحطة ("هم" أي ميم الجمع) ثم نختم الآية.

وبعد ننظر من كلمة (يوقنون) أي المحطة أقرب لـ (يوقنون) بالتأكيد المحطة التي فيها "ميم الجمع" ـ لأننا اتفقنا عند العودة للاية المحطة الأخيرة هي المحطة الأولي ـ إذا نقرأ بصلة ميم الجمع، وبعد الانتهاء من "ميم الجمع " نعود من آخر الآية للمحطة التي بعدها نجد محطة (بالآخرة) وفيها وصلا النقل لورش مع ثلاثة البدل ـ القصر والتوسط والإشباع ـ وترقيق الراء ثم بالسكت لحمزة علي "ال" ولكننا لن نستطيع أن نقرأ بورش لأن أول موضع له "يومنون" وكذا حمزة أول موضوع له " المنفصل " فالمحطة غير محسوبة لأن أصحابها لهم محطتهم الرئيسية.

نعود إلي الوراء نجد محطة "المنفصل " نأتي بالتوسط لقالون فيذهب معه كل القراء الذين لايخالفون قراءة قالون.

ثم نقرأ بمد المنفصل لحمزة ونسكت علي "ال" ثم نقرأها لخلاد بعد السكت

ثم نقرأ لورش باللإبدال في "يؤمنون" ـ لأنها المحطة التي بعد المنفصل ـ ومعه السوسي وأبي جعفر وعند المد المنفصل يقرأ ورش بالإشباع ويقف السوسي وأبو جعفر لأن لهما القصر في المنفصل ونكمل لورش وعند كلمة الآخرة نقرأ له بالقصر في البدل والنقل وترقيق الراء ونعطف له من نفس الكلمة بالتوسط في البدل والنقل والترقيق ثم نعطف له باللإشباع والنقل والترقيق ثم نقرأ للسوسي وأبي جعفر من عند المد المنفصل بالقصر ويقف أبو جعفر عند الميم ثم نعطف أبو جعفر بالميم ....... انتهى

لا شك في الجمع بعض الصعوبة في البداية ولكن سرعان ما تتضح الطريقة بجلاء بإذن الله.

والسلام عليكم

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير