ففي قوله تعالى {والذين يؤمنون بمآ أنزل إليك ومآ أنزل من قبلك وبالآخرة هم يوقنون}
نبدأ بقالون على وجه قصر المنفصل وسكون ميم الجمع لأنّ القصر والإسكان مقدّمان له على غيرهما
فالوجه الأوّل كما ذكرنا هو لقالون على النحو التالي:
الوجه الأوّل: التحقيق في {يؤمنون} مع قصر المنفصلين، والتحقيق مع التفخيم في {وبالآخرة} وسكون ميم الجمع في {هم يوقنون}. ويندرج معه: الدوري البصري في أحد وجهيه ويعقوب.
الوجه الثاني: كالوجه الأوّل مع الصلة في ميم الجمع. وهو لقالون ويندرج معه المكّي.
الوجه الثالث: توسّط المنفصلين مع سكون ميم الجمع: لقالون ويندرج معه الوجه الثاني للدوريّ أبي عمرو وابن عامر وعاصم والكسائي وخلف العاشر
الوجه الرابع: كالوجه الثالث مع الصلة في ميم الجمع لقالون فقط.
الوجه الخامس: طول المنفصلين مع السكت وعدمه وصلاً في {وبالآخرة} لحمزة فحسب.
الوجه السادس: الإبدال في {يؤمنون} لورش ثم للسوسي ثمّ لأبي جعفر، ونبدأ بورش لأنّه المقدّم في الترتيب مع طول المنفصلين والنقل مع ثلاثة البدل وترقيق الراء في {وبالآخرة}، وإسكان ميم الجمع.
الوجه السابع: قصر المنفصلين مع التحقيق وقصر البدل وتفخيم الراء في {وبالآخرة} للسوسيّ
الوجه الثامن: كالوجه السابق مع صلة ميم الجمع لأبي جعفر.
وهذه الأوجه تكون مع عدم مراعاة الوقوف على الكلمات لعدم وجود ما يحسن الوقوف عليه وإن كان معظم مشايخ الشام يعتمدون على رؤوس الآي للوقف و للانتقال إلى الوجه التالي.
ومن لاحظ جيّداً هذا الترتيب يظهر له أنّ الابتداء يكون دائماً لقالون ولذلك ابتدأنا بالتحقيق في {يؤمنون} ثمّ القصر في المنفصل لأنّه المقدّم لقالون ثمّ نأتي بجميع القراءات والروايات التي تندرج تحت هذه المظلّة وهو التحقيق مع قصر المنفصل ثمّ نعود إلى توسّط المنفصل بدءً بقالون ثمّ نعرّج على من كان تحت هذه المظلّة وما يترتّب عنها، ثمّ نأتي بوجه الطول لحمزة لأنّه تحت مظلّة تحقيق الهمزة وصلاً في {يؤمنون}. وبعد الانتهاء من أصحاب التحقيق نعرّج على أصحاب الإبدال وهذا ما يسمّيه البعض بقطار الإبدال وأوّلهم في الترتيب ورش ثمّ السوسي ثمّ أبوجعفر.
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين.
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[30 Jul 2007, 10:45 م]ـ
السلام عليكم
أما طريقة المهرة التي تكلم عنها ابن الجزري كالتالي:
إذا انتهي من جمع الآية يبدأ بقالون في الآية التي تليها هذا ما قلناه في الطريقة السابقة.
أما جمع المهرة ليس كذلك فإن انتهي من جمع الآية يبدأ في الآية التي تليها بآخر قارئ انتهي منه في الآية السابقة.
مثال: قد قرأنا هذه الآية: ففي قوله تعالى {والذين يؤمنون بمآ أنزل إليك ومآ أنزل من قبلك وبالآخرة هم يوقنون]
وآخر وجه قرأنا به الإبدال في {يؤمنون} لأبي جعفر بقصر المنفصل مع صلة ميم الجمع لأبي جعفر. ما دام أنه آخر قارئ قرأنا له هذه الآية، إذن هو ـ أي أبو جعفر ـ نبدأ له الآية التي تليها.
فإن قرأنا الآية التي بعدها (أولئك علي هدي من ربهم وأولئك هم المفلحون)
نبدأ بأبي جعفر بالتوسط في المتصل مع صلة ميم الجمع فيندرج معه ـ أي يوافقه ـ قالون بوجه الصلة وابن كثير. ثم نعطف إسكان ميم الجمع لقالون فيندرج معه جميع القراء من الموسطين للمتصل ثم نعطف قالون بالصلة مع التوسط في المتصل، ثم نقرأ بالطول في المتصل لورش ويندرج معه حمزة.
آخر وجه في هذه الآية لورش فنبدأ له في الآية التالية (إن الذين كفروا سواء عليهم ........... ) ثم نعطف أقربا به فأقربا ـ كما سبق مع مراعاة الترتيب العام لقراء عند كلمة الخلاف ـ
وهذا معني قول ابن الجزري في طيبته:
فالماهر الذى إذا ما وقفا ... يبدا بوجه من عليه وقفاً
يعطف أقربا به فأقربا ... مختصرا مستوعبا مرتبا
وفي الحقيقة لم أسمع عن شيخ ولم أر شيخا من شيوخنا يقرئ بهذه الطريقة سوي الشيخ عبد الله الجوهري رأيته يقرئ شابا سوريا ــ لا أذكر اسمه ــ بالطيبة بهذه الطريقة (يبدا بوجه من عليه وقفاً) وكان الشيخ السوري جيدا في قراءته، ووقتها كنتُ أفرد للقراء في الصغري.
وسألت الشيخ عبد الحكيم عبد اللطيف عن هذا الجمع فقال: (يابني دي عايزه واحد كمبيوتر.)
وأفادني فيها الشيخ المهندس خالد محمود ـ من طلبة الشيخ عامر عثمان ـ في فهم طريقتها إلا أنه لا يقرئ بها.
رحم الله مشيخنا وعلمائنا، وأمد الله في عمر من بقي منهم علي قيد الحياة وأحسن خاتمتهم جميعا آمييييييييييييييين.
والسلام عليكم
ـ[أبو الخير صلاح كرنبه]ــــــــ[25 Aug 2007, 08:05 م]ـ
لا يسعني إلا أن أشكر جميع من ساهم في الردود
وليس لدي ما أكافؤهم به إلا أن أقول:
جزاكم الله خيرا.