فالوقف التام: هو الوقف الذي يحسن الوقوف عليه والابتداء بما بعده، ويكون ما بعده غير متعلق بما قبله، ويُمثل لذلك بقوله تعالى: ? وأولئك هم المفلحون?) البقرة:5) وقوله تعالى: ?الله أعلم حيث يجعل رسالته?) الأنعام:124) وهذا الوقف أكثر ما يكون عند رؤوس الآيات، وانتهاء القصص.
والوقف الحسن: هو الوقف الذي يحسن الوقوف عليه، ولا يحسن الابتداء بما بعده، ويُمثل له بقوله تعالى? الحمد لله ? (الفاتحة:2) فالوقف عليه حسن ومقبول، لأن المراد من ذلك يفهم؛ إلا أن الابتداء بما بعده، وهو قوله تعالى: ?رب العالمين ? (الفاتحة:2) لا يحسن، لكونه صفة لما قبله، فهو متعلق به، لتعلق الصفة بالموصوف.
أما الوقف القبيح: فهو الوقف الذي ليس بتام ولا حسن، ولا يفيد المعنى المقصود؛ ويُمثل لهذا النوع من الوقف بقوله تعالى: ?لا تقربوا الصلاة) ?النساء:43) لما في ذلك من فساد في المعنى، ومخالفة لما هو من معهود الشرع الحنيف.
على أن للعلماء تقسيمات أُخر في هذا المجال، أعرضنا عنها، ونحيل طالبها إلى مكانها من كتب هذا العلم، إذ ليس هذا المقام مقاماً لها.
لكن من المفيد الإشارة هنا إلى مصطلح يُطلق عليه "الوقف الاضطراري" وهو مقابل لمصطلح "الوقف الاختياري" والمقصود من هذا المصطلح، أنَّ القارئ للقرآن الكريم إذا اضطر إلى أن يقف على موضع غير مناسب؛ لِضِيْقٍ في نَفَسه، أو انقطاع فيه، فإن له ذلك، لكن عليه أن يعاود الاستئناف من موضع يصح الابتداء به، ليستقيم المعنى، ويرتبط أول الكلام بآخره.
على أن الضابط في هذا الفن لَحْظُ المعنى، فهو المبتدأ وإليه المنتهى، فحيثما كان المعنى مستقيماً جاز الوقف أو الابتداء، وحيثما أدى الوقف أو الابتداء إلى فساد في المعنى وجب المنع من ذلك.
أما الابتداء فلا يكون إلا اختياريًا؛ لأنه ليس كالوقف تدعو إليه ضرورة، فلا يجوز إلا بمستقل بالمعنى، وافٍ بالمقصود، وهو في أقسامه كأقسام الوقف المتقدمة.
ومن أهم الكتب التي كتبت في هذا الفن، كتاب "الاهتداء إلى معرفة الوقف والابتداء" للإمام ابن الجزري ومن المناسب هنا، التنبيه إلى أن فن الوقف والابتداء لا ينبغي الاقتصار في تحصيله على ما جاء في مؤلفات أهل العلم، بل لابد - وهو الأهم - من تلقي هذا الفن عن أهل هذه الصنعة وأربابها، إذ عليهم التعويل في هذا الشأن أولاً وآخراً، وإليهم المرجع في ضبط وإتقان هذا الفن.
والله أعلم وصلى الله وسلم وبارك على النبي الأمي، وعلى آله وصحبه أجمعين.
غالب بن محمد المزروع
الإجازة العالمية العالية في القراءات العشر الكبرى والصغرى
ـ[غالب بن محمد المزروع]ــــــــ[03 Aug 2007, 05:25 م]ـ
توثيق لدورة المهرة الرابعة لإتقان القرآن الكريم، ودعوة لحفلها الختامي
يرعى فضيلة الشيخ الدكتور عثمان الصديقي مدير جمعيات تحفيظ القرآن الكريم بالمملكة العربية السعودية الحفل التكريمي لطلاب دورة المهرة الرابعة لإتقان القرآن الكريم عشاء يوم الجمعة 20/ 7/1428 هـ والتي استمرت لمدة خمسة أسابيع ابتداءاً من 15/ 6/1428 إلى يوم الأربعاء 18/ 7/1428هـ ويكرم فيها الطلاب الذين قد أتموا حفظ كتاب الله عز وجل كاملا وكذلك الطلاب الذين قد أتموا المنهج المطلوب منهم في الدورة ..
ويأتي تشريف سعادته امتداداً لدوره البارز في رعاية أهل القرآن الذين هم أهل الله وخاصته،،،
يتبع إرفاق مواضيع نشرة المهرة
تذكير بموعد الحفل الليلة بعد صلاة العشاء في جامع القاضي بحي التعاون بمدينة الرياض هذه الليلة بعد صلاة العشاء
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[03 Aug 2007, 06:29 م]ـ
جزاكم الله خيراً يا شيخنا الكريم على هذه الفوائد والتوثيق لهذه الدورة الموفقة. وأسأل الله أن يبارك في جهود القائمين عليها، ويكتب لهم الأجر والثواب. وقد سعدتُ بهذه الدورة عند زيارتكم كثيراً، وأعجبني التنظيم والترتيب ونوعية الطلاب ومنهجية الدورة. فالحمد لله رب العالمين.
ـ[غالب بن محمد المزروع]ــــــــ[03 Aug 2007, 07:42 م]ـ
¥