والصلة والقصر مع الفتح هي قراءة الداني على أبي الفتح.
والصلة مع المدّ والتقليل من طريق الوجه الثاني التلخيص لابن بليمة وصاحب التبصرة.
وهذه النتيجة التي توصلنا إليها هي نفسها الأوجه الخمسة التي حررها أصحاب المذهب الثاني. وهذا ما يبيّن أنّ المذهب الثاني لم يأخذوا برأيهم في المسألة بل كان لهم مستند معتبر وهو الذي بيّناه وأثبتناه.
والراجح في المسألة والعلم عند الله هو ما ذهب إليه أكثر المحققين وهو الأخذ بجميع الأوجه الثمانية لعدّة أسباب:
أوّلاً: ثبوت جميع الأوجه في الشاطبية والتيسير بحلاف ما إذا كان الوجه ثابتاً في الشاطبية دون التيسير كقصر البدل وطوله لورش إذ يلزم من ذلك التحرير والتحقيق في المسألة.
ثانياً: إذا قرأ الداني على أبي الفتح بالصلة والقصر مثلاً هذا لا يعني أنّه لم يقرأ عليه غيرهما إذ الحصر يحتاج إلى دليل. وهذا ما استدلّ به المنصوري في كتابه إرشاد الطلبة.
ثالثاً: جرى عمل أكثر المحققين على الأخذ بالأوجه الثمانية لا سيما أولائك الذين يطلق عليهم بالمتشددين في التحريرات كالأزميري والمتولّي عليهما رحمة الله تعالى.
رابعاً: هناك بعض مصادر الشاطبية التي مذاهبها مجهولة في هذه المسألة ككتاب الإعلان والروضة للظلمنكي ولم يتعرّض لها المحررون. فيحتمل أن يكون فيها ما ليس موجوداً في الأوجه الخمسة.
سادساً: أكثر المشايخ قد تلقوا رواية قالون من طريق الشاطبية بالأوجه الثمانية وبذلك قرأت.
وهذه الأوجه الثمانية تجري مع جميع ما ورد الخلاف فيه لقالون من طريق الشاطبية كالإدخال وعدمه في {أؤشهدوا}، والإبدال والتحقيق في {لأهب}، والإدغام والإظهار في {اركب معنا} و {يلهث ذلك} وغير ذلك. والعلم عند الله تعالى.
وصلى الله على سيّدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلّم وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين.
محمد يحيى شريف الجزائري.
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[07 Aug 2007, 10:55 م]ـ
أخي الكريم:محمد يحي شريف:
لو اعتبرنا أن كل طرق " الشاطبي " هي طرق " الشاطبية" - وهذا ما أميل إليه شخصياً - لما كان هناك شيء اسمه "تحريرات".
آمل التكرم بالوقوف عند تعبير ابن الجزري رحمه الله:
أحيان يقول:طريق الشاطبي كما هنا.
وأحيانا يقول:"الشاطبية " وما ذاك - والله أعلم إلا للفرق بين الاثنين.
السلام عليكم
قال في النشر:
أما قراءة نافع
من روايتي قالون وورش عنه. رواية قالون طريق أبي نشيط عن قالون من طريق ابن بويان من سبع طرق (الأولى) إبراهيم بن عمر عنه من طريق الشاطبية والتيسير. فمن التيسير قال الداني قرأت القرآن كله على شيخي أبي الفتح فارس بن أحمد بن موسى المقري الضرير وقال لي قرأت بها على أبي الحسن عبد الباقي بن الحسن المقري وقال قرأت على إبراهيم بن عمر المقري.
ومن الشاطبية قرأ بها الشاطبي على أبي عبد الله محمد بن علي بن أبي العاص النفزي وقرأ بها على أبي عبد الله محمد بن الحسن بن محمد بن غلام الفرس وقرأ بها على أبي داود سليمان بن نجاح وأبي الحسن علي بن عبد الرحمن ابن الدوش وأبي الحسين يحيى بن إبراهيم بن البياز وقرؤا بها على الداني
وقرأ بها الشاطبي أيضاً على أبي الحسن علي بن محمد بن هذيل وقرأ بها على أبي داود على الداني بسنده.
فلا أظن شيخنا أن هناك فرقا بين التعبير بالشاطبي والشاطبية كما سبق.والله أعلم
والسلام عليكم
ـ[فايز طعمة]ــــــــ[08 Aug 2007, 11:30 م]ـ
نعم أخي أيمن العبد.
كلامك صحيح باعتبار " الشاطبي " أما باعتبار " الشاطبية " فليس إلا طريق ابن بويان.
من أين أتيت بهذا الكلام