وقال البنا فى اتحاف فضلاء البشر:
(أما الروم فهو الإتيان ببعض الحركة وقفا فلذا ضعف صوتها لقصر زمنها ويسمعها القريب المصغي وهو معنى قول التيسير هو تضعيفك الصوت بالحركة حتى يذهب معظم صوتها فتسمع لها صوتا خفيا.
وهو عند القراء غير الاختلاس وغير الإخفاء والاختلاس والإخفاء عندهم واحد ولذا عبروا بكل منهما عن الآخر
والروم يشارك الاختلاس في تبعيض الحركة ويخالفه في إنه لا يكون في فتح ولا نصب ويكون في الوقف فقط والثابت فيه من الحركة أقل من الذاهب والاختلاس يكون في كل الحركات كما في (أرنا وأمن لا يهدي ويأمركم) ولا يختص بالوقف والثابت من الحركة فيه أكثر من الذاهب وقدره الأهوازي بثلثي الحركة ولا يضبطه إلا المشافهة) أ. هـ اتحاف فضلاء البشر
وأضاف المرعشى فرقا آخر بين الروم والإختلاس:
حيث قال: (الروم يخص بالوقف وبالاخر والإختلاس يخص بالوصل ولا يخص بالاخر). أ. هـ (جهد المقل للمرعشى)
ويقول ابن بالوشة: الروم تضعيف الصوت بالحركة حتى يذهب معظمها.
ويقول ابن برى: فالروم إضعافك صوت الحركة.::. من غير أن يذهب رأسا صوتُكَهْ
ولأن المحذوف من الحركة أكثر من الثابت فمن ثم ضعف صوتها لقصر زمنها.أ. هـ شرح ابن بالوشة على المقدمة الجزرية
فائدة:
الكلمات التى ورد فيها إختلاس فى القراءات العشر المتواترة قد جمعها الطيبى – رحمه الله – فى منظومته المفيد فقال:
والإختلاس فى نعما أرنا.::. ونحو باريكم ولا تأمنا
ولا تعدوا لا يهدى إلا.::. وهم يخصمون فادر لكلا
توجيه الروم:
إنما أرادت العرب بالروم الدلالة على الحركة الموجودة التى كانت قبل الوقف فإن التمييز بين الوصل والوقف يحصل بالسكون.أ. هـ (الكتاب الموضح لإبن أبى مريم الشيرازى)
قلت ــ سامح ــ: يبدو أن هناك كلمة سقطت قبل كلمة (يحصل) وهى (لن) فحينئذ يتضح الكلام فيصير (التمييز بين الوصل والوقف لن يحصل بالسكون). والله أعلم
ويقول سيبويه رداَ على سؤال لما إختار القراء الروم؟
قال: أرادوا أن يفرقوا بين ما يلزمه التحريك فى الوصل وبين ما يلزمه الإسكان على كل حال.أ. هـ (الموضح لعبد الوهاب القرطبى)
قلت – سامح –: مثل (ولا تنهر) الراء الساكنة فى الوصل وفى الوقف، أما (يعلمُ إنهم) الميم مضمومة فى الوصل وليست ساكنة فيظهر لك حينئذ الفرق فتعلم أن (تنهر) ساكنة فى الوصل، أما (يعلمُ) فهى مضمومة فى الوصل.
ويقول النويرى فى شرح الطيبة: أما وجه الروم فلأنه أدل على الأصل لأنه بعضه ولأنه أعم.أ. هـ
ثالثاَ: الإشمام:
عبارة عن الإشارة إلى الحركة من غير تصويت.
وقيل: أن تجعل شفتيك على صورتها إذا لفظت بالضمة وكلاهما واحد ... ولا تكون الإشارة إلا بعد سكون الحرف وهذا مما لا خلاف فيه .. والكوفيون يسمون الإشمام روماَ.أ. هـ (النشر).
ويرى المالقى أن الإشمام عبارة عن الإشارة إلى الحركة بالشفتين بإثر انقطاع الصوت على الحرف ساكنا. أ. هـ المالقى فى الدر النثير
وفى هذا دليل على أن الإشمام فى الآخر لا أثر له فى النطق لأنه قال: (بإثر انقطاع الصوت على الحرف ساكنا)
ويقول المرعشى: (الإشمام: أن تضم الشفتين بعيد الإسكان إشارة إلى الضم وتترك بينهما بعض الإنفراج ليخرج النفس فيراهما المخاطب مضمومتين فهو يحظى بإدراك العين دون الأذن إذ هو ليس بصوت يسمع وإنما هو تحريك عضو فلا يدركه الأعمى والروم لا يدركه الأصم.أ. هـ (جهد المقل بتصرف)
ويقول الملا على القارئ: (وإشتقاقه من الشم كأنك إشممت الحرف رائحة الحركة بأن هيأت العضو بالنطق بها).
وقال الشاطبى: وَالاِشْمَامُ إِطْبَاقُ الشِّفَاهِ بُعَيْدَ مَا.::. يُسَكَّنُ لاَ صَوْتٌ هُنَاكَ فَيَصْحَلاَ
وشرحه أبو شامة قائلا: (أي بعد ما يسكن الحرف المحرك والشفاه بالهاء جمع شفة وإنما جمع اعتبارا بالقارئين
¥