وقد أنكر ابن الجزريّ هذا الاصطلاح وهو التشبيه بالحركة فقال رحمه الله تعالى: " وقوِي الشبه في ذلك كون القلقلة في العرفي أبين وحسبانهم أنّ القلقلة حركة وليس كذلك فقد قال الخليل: القلقلة شدّة الصياج، والقلقلة شدّة الصوت " النشر 1/ 203.
أمّا قضية تبعيض الحركة والروم وغير ذلك فذلك ظاهر لأنّها حالات خاصّة في مواضع واضحة مذكورة عند الأئمّة عليهم رحمة ولم ينقل عنهم الروم والتبعيض في صوت القلقلة حال التسكين. والدليل على ذلك أننا عندما نقف على {الحقّ} فيجوز الوقف بالسكون المحض مع القلقلة ويجوز الوقف مع الروم من غير قلقلة كاملة والفرق بينهما جليّ ولا علاقة بين الحالتين فكلّ منهما على حدة.
ثمّ إنّ النطق بالقلقلة الساكنة الخالصة لا يخرج عن المنصوص لتحقق فيه الشروط وهي:
أوّلاً: سماع صوت زائد ناتج عن افتراق عضوي المخرج.
ثانيا: تخليص السواكن كما أوجبه أئمّتنا عليهم رحمة الله تعالى.
بخلاف القائلين بأنّ صوت القلقلة يقرب إلى الحركة، فإنّ في قولهم هذا خروج عن المأثور لعدّة أسباب:
أوّلاً: اعتمادهم على نصوص غير صريحة وقد بيّنّا أنّ المراد منها هو افتراق عضوي المخرج كما هو الحال عند التحريك وقد ضعّف ابن الجزري هذا التفسير وخطّأه.
ثانياً: أصل المسألة بُنيَ على اجتهادٍ محض لم يقطع به المرعشيّ ولم يعتمد فيه على نصّ أو مشافهة.
ثالثا: هناك الكثير من الأئمّة من عرّف القلقلة ولم يستعمل عبارة التحريك أو التشبيه بالحركة. وسأنقل أقوالهم إذا كانت هناك حاجة ماسّة في ذلك.
رابعاً: اختلاف المتأخرين إلى مذهبين ومعلوم أنّه عند النزاع لا بدّ من الرجوع إلى صريح النصّ بدلاً من الاعتماد على ما يحتمل التأويل.
وبالمناسبة أقول لأخي الشيخ المقرئ عبد الرازق: لماذا تنكرون القلقلة الساكنة الخالصة مع أنّ الخلاف في الهيئة جائز مطلقاً عندكم لعدم تغيّر المعنى؟ أليس هذا اضطراب في المنهجية؟ أيجوز الخروج عن المنهجية ما دام الأمر متعلّق بما هو عليه قراء مصر؟
وأريد لفت انتباه المشايخ الكرام في هذه المسألة على أمر مهم لنعتبر جميعاً وهو كالتالي:
من تمعّن في المسألة يجد أنّ منشأها اجتهاد محض يحتمل الخطأ وأول من قال به على سبيل الظنّ هو العلامة المرعشي عليه رحمة الله تعالى ثمّ صارت المسألة من المقطوع بها ووصل الأمر إلى العناد بين المدرسة المصرية والشامية في ذلك. ولو اكتفينا بما في تراثنا القديم لقضينا على هذا الخلاف الذي في نظري لا يحتاج إلى نظر.
ومن هذا الخلاف نشأ غلوّ وتنطع من الطرفين فنسمع البعض يقرأ بالصوت القلقلة حتّى تكاد تكون حركة خالصة وذلك في نحو {اقتلوا} فنسمع القاف مضمومة، والبعض من الطرف الآخر يتكلّف في تخليص السكون في القلقلة حتّى يُسمع قفزة أو ما يشبه ذلك وهذا كلّه خروج عن المقصود وعندما نسمع كبار المشايخ المصريين كالحصري والمنشاوي وغيرهما نجد اعتدالاً بل لا نتفطّن عند سماعنا لقرائتهم أنّ القلقلة تقرب من الحركة. والعلم عند الله تعالى.
أكتفي بما أقول والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
محمد يحيى شريف الجزائري
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[30 Aug 2007, 12:52 ص]ـ
السلام عليكم
وبالمناسبة أقول لأخي الشيخ المقرئ عبد الرازق: لماذا تنكرون القلقلة الساكنة الخالصة مع أنّ الخلاف في الهيئة جائز مطلقاً عندكم لعدم تغيّر المعنى؟ أليس هذا اضطراب في المنهجية؟ أيجوز الخروج عن المنهجية ما دام الأمر متعلّق بما هو عليه قراء مصر؟
.............
وعندما نسمع كبار المشايخ المصريين كالحصري والمنشاوي وغيرهما نجد اعتدالاً بل لا نتفطّن عند سماعنا لقرائتهم أنّ القلقلة تقرب من الحركة. والعلم عند الله تعالى.
أكتفي بما أقول والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
محمد يحيى شريف الجزائري
السلام عليكم
أخي الشيخ محمد
لقد ناقشتك في هذا الأمر من قبل ووضحت لك الجواب علي هذا الأمر من قبل، وشرحت لك بأن قراء الشام اعتادوا التناطح مع القراء المصريين، ويريدون استدراك أي شئ والسلام، فتحدثوا بأن حرف المد لا نقول فيه: بحركة أو حركتين.
¥