ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[30 Aug 2007, 02:39 ص]ـ
أخي الشيخ السلام عليكم
المشكلة في هذه المسألة هو أن يأمر المشايخ بإمالة صوت القلقلة إلى الحركة مع التعمّد والتصنّع في ذلك وهذا هو المحضور لأنّه يصير بذلك حكماً من أحكام التجويد والحكم الذي فيه أمر أو نهي يحتاج إلى نص ودليل صريح في ذلك. ولأجل ذلك فأنّ القدامى ما أمروا بذلك أي ما أمروا بالتعمّد والتصنّع في إمالة صوت القلقلة بل قالوا أنّ صوت القلقلة يشبه الحركة وتركوا الأمر على طبيعته مهما كانت الكيفية سواء بالإمالة أم بغير إمالة، والدليل على ذلك انّهم جعلوا خروج الصوت الزائد لازماً لا ينفك عن الحرف المقلقل لاشتراط افتراق عضوي المخرج في جميع الأحوال إذ هو لازم في كلّ مقلقل وليس هناك لزوم للتصنّع في إمالة صوت القلقلة.
وممّا يؤكّد ذلك، وجود الكثير من النصوص التي ليس فيها إشارة إلى قرب صوت القلقلة من الحركة إذ لو كان شرطا لنقل في جميع النصوص التي عرّفت القلقلة. فمن العلماء من عبّر بأنّها نبرة وهو ابن القاصح وطاش كبري زاده رحمهما الله تعالى ومنهم من عبّر عنها بأنّه صوت يشبه النبرة وهو النويري في شرح الطيّبة والقسطلاني في اللآلئ السنية. والواسطي (ت740) في كتابه الكنز في القراءات العشر، والشيخ الضباع في شرح الطيّبة وغيرهم. ومنهم من عرّف القلقلة بتحرّك العضو واضطرابه إذ التحرّك معناه التقلقل ومنهم من عبّر عنه بشدة الصياح وشدّة الصوت، ومنهم من عبّر عنه بشبه التحريك وكلّ هذه الاصطلاحات تفضي إلى نفس المعنى ولا يكون ذلك إلاّ بافتراق عضوي المخرج للحرف المقلقل.
أزيدك أخي الشيخ فأقول: التقلقل معناه التحرّك كما قال العلامة الموصلي في كتابه شرح شعلة. فاعتمد العلماء في تعريف القلقلة على معانيها اللغوية كالاضطراب والتحرّك وغير ذلك مما نجده في تعاريفهم للقلقلة.
إذن فالخلاف هو خلاف اصطلاح وألفاظ لا أكثر ولا أقلّ والكلّ يفضي إلى نفس المعنى. وليس في جميع هذه المصطلحات ما يوجب التصنّع في إمالة صوت القلقلة إلى الحركة.
ولا نتناسى إنكار ابن الجزري للفظ التحريك في تعريف القلقلة ولا ينبغي إهمال النصوص الملحّة على تخليص السواكن وعدم إمالتها إلى الحركة أو إلى بعض الحركة.
وإذا ثبت تصريح للعلامة الجعبري على إمالة صوت القلقلة إلى الحركة فأهلاً وسهلاً بالنصّ لأنّي لم أقطع بأنّ المرعشيّ هو أوّل من قال بذلك بل قيّدتّ ذلك بحسب ما اطلعت عليه ولم أدع استقراء جميع النصوص في ذلك، وحتّى لو سلمنا ثبوت النصّ عن الجعبري عليه رحمة الله تعالى فلا دليل على التعمّد والتصنّع في ذلك بل هو مجرّد اصطلاح كبقية الاصطلاحات الاخرى الثابتة في تعريف القلقلة.
وعلى ما سبق فإنّه يظهر جلياً إنّ في المسألة خلاف في الألفاظ فقط وقد قرأت على أحد المشايخ الكبار الذين يقولون بإمالة صوت القلقلة إلى الحركة وهو الشيخ عبد الرافع بن رضوان عليّ في موسم الحجّ منذ سنتين سورة طه برواية ورش عن نافع وعندما وصلت إلى قوله تعالى {أن اقذفيه في التابوت فاقذفيه في اليمّ} تعمّدت إسكان قلقلة القاف إسكاناً محضاً فلم يعترض عليّ وبذلك قرأت على الشيخ لاشين المصري جميع القرءان برواية ورش عن نافع وهؤلاء من مشايخ مصر. فتيقنت حينها أنّ الخلاف لفظيّ لا يستحقّ هذه الضجة والعلم عند الله تعالى.
وأمّا مسألة خلاف في الهيئة فأقول كيف ترشدني إلى الصواب والكلّ صواب عندك ما دام الأمر متعلّق بالهيئة.
أكتفي بما قلت والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
محمد يحيى شريف الجزائري
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[31 Aug 2007, 12:21 م]ـ
السلام عليكم
أخي الشيخ محمد يحيي
أيام وسنبدأ في العام الدراسي الجديد في مصر ولعلني لا أجد وقتا للكتابة، بل سأكتفي عند بقاء الوقت بالكتابة في منتداي، ولذا أريد أن اختصر معك هذه المسألة.
¥