تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ءأنت على دراية بخطورة ما تقول؟ كلامك هذا يثفضي إلى القول بجواز ترقيق المفخّم وتفخيم المرقق وإدغام المظهر وإظهار المدغم ولا شكّ أنّ هذا الكلام لا يقبله منك أحد.

قال ابن الجزري " لقد تتبعت قصر المتصل فلم أجده لا في قراءة صحيحة ولا شاذّة ". لي سؤال: أيجوز قصر المدّ المتصل؟ وحتّى عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنكر ذلك عندما سمع الرجل يقرأ بقصر لفظ {الفقراء}. أيجوز تفخيم الراء في {فرعون}؟ أريد منك إجابة صريحة من غير أيّ حيدة. قال ابن الجزري (والأخذ لالتجويد حت لازم) سؤال: هل باب الترقيق والتفخيم والإدغام والإظهار والإخفاء والمدّ والفصر ووووووووووو مما يتعلّق بالهيئة يدخل في معنى التجويد الذي قصده ابن الجزري في هذا الشطر من البيت؟

أقول لك يا أخي هذا كلام خطير لا دليل عليه ولقد استدلت بأدلّة لا علاقة لها بالموضوع لأنّ ما ذكرته من الأدلة متعلّق بمسألة وهي: هل يشترط التواتر في جميع ما ثبت أداءً ونصاً أم لا؟. ولا شكّ أنّ هذا الموضوع لا علاقة له بموضوع الهيئة.

أمّا قضية التقليل فلا أجد شخصياً أيّ فرق بين المغاربة والمصريين وأهل الشام وإن وجد فهو فرق محدود جداً لا يظهر إلاّ بالتدقيق والإنصات الجيّد وكلّ ذلك لا يخرج من المنصوص، أمّا الذي تقول به أنت هو جواز الخلاف للهيئة مطلقا أي فتح الممال وإمالة المفتوح ما دام المعنى لم يتغيّر وهذا مخالف للنصوص.

فقد اتفق الأئمّة على إمالة راء {مجراها} لحفص عن عاصم ومن فتحها لحفص فقد أخطأ، ومن أمال ما لا يجوز إمالته مع التعمّد في ذلك على دراية فهو آثم.

أمّا كلام لذي نقلت عن الشيخ العلامة كريم راجح حفظه الله تعالى فأقول: إن كان المراد منه تقديم المشافهة على النصّ ففيه نظر لعدة أسباب:

أوّلاً: ليس هناك نصّ يؤيّد ما يقوله الشيخ العلامة وقد ثبت ما يخالفه ممن هو أعلم وأدري. منها ما قاله أبو عمرو الداني ومكي القيسي: العلم فطنة ودراية أحسن منه مساعاً ورواية. ومنها ما صرّح به العلامة المرعشي على تقديم ما أودعه العلماء في كتبهم، ونصه موجود في كتابه بيان جهد المقلّ.

ثانياُ: لو كانت المشافهة تفسّر النص فما الذي حمل القدامى على التدوين إذن؟

ثالثاً: كلامه هذا مخالف لمنهج المحققين الذين يعتمدون على النصوص لإثبات صحة الوجه المقروء به؟

رابعاً: عند وجود تعارض في التلقي والمشافهة فيما لم يرد فيه الخلاف عند الأئمّة فأيّهما يقدّم؟ وكيف يرجّح أحدهما على الآخر؟ إثبات الوجهين يفضي إلى الابتداع لعدم ثبوت أحدهما عند القدامى؟ بغير التراث لا يمكننا الترجيح.

أمّا إن قصد الشيخ كريم راجح حفظه الله تعالى من ذلك أنّه يتعذّر النطق بهيئة إلاّ بالمشافهة فهذا صحيح لأنّك لن تستطيع أن تقرأ بالإمالة إلاّ بمشافهة الشيخ أو السماع منه على الأقلّ.

أخي الحبيب أكتفي بما قلت وأسأل الله تعالى أن يحفظك وإنّي لأحبّك في الله حقاً، فقد ألفت التقاش معك كثيراً والسلام عليكم ورحمة الله ةبركاته

محمد يحيى شريف الجزائري

ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[01 Sep 2007, 12:50 ص]ـ

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم وبعد

الشيخ الفاضل محمد يحيي شريف

أحبك الله الذي أحببتني فيه وأنتم تعلمون أني أكن لكم كل حب وتقدير. ومهما اختلفنا فنحن إخوة في الدين، ولم أشعر في يوم أنك غريب عني وأنتم أقرب إليّ من كثير ممن في بلدي.

أما بالنسبة لمسألتنا .. أظن أن كل هذه التساؤلات التي سألت عنها قد كنت أجبتُ لك عنها.

يا أخي الكريم:

بالنسبة لقولك: ((قول الإمام الشاطبيّ عليه رحمة الله تعالى (وما لقياس في القراءة مدخل)

قال أبو شامة في شرحه لهذا البيت: وأما نفي أصل القياس في علم القراءة مطلقا فلا سبيل إليه))

وقد ذكرتُه لك تَكرارا ومرارا.

وقولك: قال ابن الجزري " لقد تتبعت قصر المتصل فلم أجده لا في قراءة صحيحة ولا شاذّة ". لي سؤال: أيجوز قصر المدّ المتصل؟ ............. ))

أخي الكريم هذه الأسئلة قمتُ بالجواب عليها كثيرا وجوابي واضح وصريح.

والمشكلة عندكم لا تفرقون بين أمرين مهمين فما عرفهما حلت له كل المشاكل:

الفرق بين أصل الحكم (أي هذا الحرف ممدود وهذا مفخم وهذا مرقق وهذا ممال وهذا مشم وهذا ..................... ))

وبين القدر الزائد علي الحكم الأصلي أي طريقة أداء هذه الأحكام.

وقد قمت بشرح الفرقين من قبل .. وعلي هذا لاتدخل عبارتك هذه في المسألة التي أتحدث عنها لأنها من القدر الزائد وليس أصل الحكم ((فقد اتفق الأئمّة على إمالة راء {مجراها} لحفص عن عاصم ومن فتحها لحفص فقد أخطأ، ومن أمال ما لا يجوز إمالته مع التعمّد في ذلك على دراية فهو آثم.))

فهناك عبارات عنهم في المد والإمالة والتسهيل وغيرها يقولون: لا يضبطه الكتاب. وقد أوردت لك الأمثلة. فإن قاموا بعد ذلك بوصفها فهو من باب التقريب لأن الأصوات لا توصف، بل تقرّب فقط.

وأذكر عندما كنتُ أقرأ وقت الطفولة (ميكي جيب ـ وقصص بطوط وغيرها من قصص هذا النوع)

إذا وقع ميكي مثلا في الماء يعبرون عنه بـ (طش) ولو فتح ميكي الباب يكتبون (ك1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - رراخ) أرجوا أن أكون قد عبرت بعبارات صحيحية. هل هذه أصوات صحيحة للوقوع في الماء أو لفتح الباب مثلا؟؟؟؟؟؟

وكل ذلك كان من باب التقريب لأن الأصوات لا توصف أبدا .. ولذا عبروا بقولهم (والمشافهة تضبط ذلك) ولو طال بكم الزمان ستقولون في نهاية أمرك بما أقول به لك الآن وسوف تدعوا لي وقتها وتقول (ربنا يرحمك يا عبد الحكيم)

لأن قراء مصر والشام يقولون بما أقول به كما سبق في الكلام.

والله أعلم

بارك الله فيكم وفي علمكم

والسلام عليكم

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير