أما وقد اتفقت آراؤكم على خطئي هنا فإني أكرر اعتذاري وأسفي لمن فهم من كلماتي تجريحاً في حقه أو تقليلاً من مكانته أو " غمزاً " أو " لمزاً " وخاصة لمن فهم أن أيماني وقسمي إنما كان للضجة الإعلامية والسبق الإعلامي أو غير ذلك مما قرأناه تحت السطور وانتبهنا له أو لم ننتبه إليه.
أدعو الله تعالى أن يغفر لي ولكم ويتجاوز عني وعنكم وأن يجعل كل ما كتبناه " خالصاً " لوجهه الكريم، فما فيه من خير و " صدق " يتقبله، وما فيه من حظ للنفس وشهوات للشيطان يمحه عنا ولا يعاقبنا عليه.
2 وأطمع من فضيلتكم التكرم بالسماح لي بهذه الكلمة أيضاً:
فَهِم الأخوة أن المقدمة التي كتبتها موجهة لشخص بعينه سواء صاحب هذا البحث أو غيره، وهي – علم الله - ليست كذلك، بل هذا وصف عام للأبحاث التي اطلعت عليها، وعندي ما يثبت هذا الكلام (خمسة) أخرى غير ما كتبته (غير مأسوف عليه) في هذا الملتقى، فاستعمالي لكلمة (التلاعب) التي لم تعجب الأخوة هي ليست وليدة من فراغ وليس " تهكماً " أو " سخرية " أو " إحراجاً للمحكمين " أو " امتهاناً للأساتذة " أو طعناً في مصداقية المجلات العلمية، وأبعد من كل ذلك أن تكون من باب " العجب " أو " التكبر " وأبعد من ذلك مرات ومرات أن تكون من باب " عرض العضلات " وكل هذه الأوصاف قد جاءت ضمن مداخلات الأخوة الكرام، ولو كتب الله لكم المجيء إلى المدينة المنورة وأطلعتكم على الملحوظات العلمية على بعض ما اطلعت عليه من تحقيق وتأليف في القراءات من بعض الباحثين لعرفتم أن وصف " التلاعب " قليل فيها، ولكن الأخوة الكرام استعجلوا من ناحيتين:
1 - أنهم فهموا ثم جزموا أني أقصد شخصاً أو شخصين على التعيين.
2 - أنهم لم ينتظروا حتى أنتهي من عرض كل الأبحاث التي تثبت صحة كلامي، ثم بعد ذلك وعندها لهم أن يقولوا ما يريدون قوله، ولكن "رُبَّ ضارة نافعة" فأراحوني وأراحوا الملتقى.
وإني أسألك أخي الكريم د/ عبد الرحمن:
أتظن أن كاتب هذه الحروف بهذه الغفلة " والدروشة " حتى يعطي هذا الحكم على ملأ من الناس وفي جهاز " الانترنت " الذي قد تقوم الساعة ولا يحذف ما فيه – من أجل هفوات علمية في بحث أو بحثين؟؟
وتقبلوا كامل التحية والتقدير من أخيكم وزميلكم:المحب لأهل الملتقى جميعاً.
السالم الجكني.
ـ[أبو المهند]ــــــــ[29 Sep 2007, 02:26 ص]ـ
بهذه الحلقة أرى ـ ومعي كل العقلاء ـ إسدال الستار على قضية مناقشة بحث الأجوبة السرية، حيث تم النقد البصير، وتم الرد المسدد عليه ـ إن شاء الله تعالى ـ، وبتعليق الدكتور الفاضل السالم الجكني، ومن قبله الأخ الألمعي الموفق ـ إن شاء الله ـ أبو عبد الله الشهري تكون الغاية من طرح هذه القضية قد حدثت فعلا، وبذا فأستميح أهل الملتقى عذرا أن يقف الأمر في التعليق عند هذا الحد.
وعلى استحياء شديد أقول: لا يخفى على أحد أن الترقية الوظيفية هي الغرض الرئيس من نشر البحوث في المجلات المحكمة، وعلى هذا فالنقد لبحث من البحوث التي هي على هذه الشاكلة يسبب إحراجا شديدا للباحث والمجلة والمحكمين , والحياة العلمية برمتها، فإن وفق الله صاحب البحث لعبور قنطرة النقد فقد أضاف مجدا وتخليدا لبحثه بين العلماء، وإن لم يتجاوز القنطرة فقد باء بما هو أهله، وليس بكثير عليه أن يسمع ويري ما يصب عليه مما لا يخفى على بصير.
وعلى هذا أفرع نقطتين:
الأولى: يكفي للنقد البناء مجرد صدوره من عالم يتحكم في كل ما يقول بالدليل، ولو قال في نهاية النقطة فأين الباحث أو المحقق من هذا ... لأصاب المحزَّ، ويكون قد خاطب الباحث و عاب من أجازه من المحكمين والإدارة بل والجامعة التي تنتمي إليها المجلة .... ويكون الناقد قد سلَّح نفسه ضد النقد لأسلوبه، وفي المعاريض مندوحة عن الكذب ـ هذه واحدة.
أما الثانية: فالذي نحن جميعا على يقين منه، أن توجيه الأمر أو النهي إلى الغير من الأمور المثتثقلة على النفس، لأن المأمور يجد في غيره فضيلة يفتقدها في نفسه أو يظن نقصاً في نفسه أمام آمره، ومن هنا كان من الواجب خفض الجناح وترقيق القول في النقد أو الأمر أو النهي ليُقبل الكلام ويؤتي أكله، مصداق ذلك قوله تعالى مخاطبا نبيه موسي وهارون عليهما السلام:" {فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَّيِّناً لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى} {طه44} فلا أحد من المسلمين ـ والله أعلم بعباده ـ أكفر من فرعون، ولا أحد أتقى من الأنبياء، ومن هنا أجزم بأن لليونة الكلام تأثيرات عجيبة لا نجدها في الشدة أو العنف، وفي خضم البحث العلمي نجد أننا في حاجة إلى اتباع هذا الأسلوب القرآني العظيم الذي تتنزل معه الرحمة وتتقبله النفوس مختارة.
هذا ما أردت أن أختم به هذه المناقشة العلمية الجادة،:" وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ} {هود88}.
¥