فالماهر الذي إذا ما وقفا
يعطف أقربا به فأقربا
يبدا بوجه من عليه وقفا
مختصراً مستوعباً مرتبا
ضابط القراءة بالجمع: مراعاة حسن الوقف والابتداء، والبعد عن التلفيق وتركيب الأوجه في القراءة.
قال ابن الجزري:
وجمعنا نختاره بالوقف
بشرطه فليرع وقفا وابتدا
وغيرنا يختاره بالحرف
ولا يُرَكِّب وليُجد حسن الأدا
حكم التلفيق في القراءة:
الجمع بالحرف: وهو أن يقرأ القارئ الآية فإذا مر على كلمة فيها خلاف كرر الكلمة بحسب أوجه الخلاف فيها ثم يكمل القراءة لقارئ واحد، وهكذا.
طرق القراءات في عصرنا:
التيسير في القراءات السبع: ألفه الإمام أبو عمرو الداني (المتوفى444) نسبة إلى دانية بالأندلس، وقد اشتهر هذا الكتاب بالأندلس شهرة عظيمة وصار الطلبة يحفظونه ويروون القراءات بمضمنه.
ومما زاد في شهرة هذا الكتاب ما قام به الإمام الشاطبي من نظم له في منظمته حرز الأماني.
متن الشاطبية (حرز الأماني ووجه التهاني):
منظومة لامية مكونة من 117 بيتا، نظمها الإمام القاسم بن فيرُّه الشاطبي الأندلسي المتوفى سنة590هـ بمصر، وأصله من مدينة شاطبة بالأندلس، وقد ضمن الشاطبي كتاب التيسير للداني في هذه المنظومة وزاد عليه بعض الخلافات، وهي ما عرف فيما بعد بزيادات القصيد، أي ما زادته الشاطبية على التيسير، يقول الشاطبي رحمه الله:
وفي يسرها التيسير رمت اختصاره
وألفافها زادت بنشر فوائد
وسميتها حرز الأماني تيمنا
فأجنت بعون الله منه مؤملا
فلفت حياء وجهها أن تفضلا
ووجه التهاني فاهنه متقبلا
وقد استخدم رحمه الله تعالى في منظومته رموزا حرفية خاصة للدلالة على أسماء القراء
حيث رمز لكل قارئ بحرف، ولكل مجموعة من القراء برمز
يقول رحمه الله:
جعلت أبا جاد على كل قارئ
ومن بعد ذكري الحرف أسمي رجاله
دليلاً على المنظوم أول أولا
متى تنقضي آتيك بالواو فيصلا
والمقصود بـ أبا جاد، هجاء الحروف الأبجدية (أبج، دهز، حطي، كلم، نصع، فضق، رست، ثخذ، ظغش). كل ثلاثة حروف لقارىء وراوييه، والثاء للكوفيين، والخاء لغير نافع (وهم ستة قراء) والذال للكوفيين وابن عامر، والظاء للكوفيين وابن كثير، والغين للكوفيين وأبي عمرو، والشين لحمزة والكسائي (الأخوين).
كما خص بعض مجموعات القراء برموز كلمة وهي:
صحبة: شعبة وحمزة والكسائي. صحاب: حفص وحمزة والكسائي.
عم: نافع وابن عامر. سما: نافع وابن كثير وأبو عمرو.
حق: ابن كثير وأبو عمرو نفر: ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر.
حرمي: نافع وابن كثير (الحرميان) حصن: نافع والكوفيين.
وإذا سمح له النظم بذكر اسم القارئ الصريح أو لقبه فإنه يسميه وفي ذلك يقول:
وسوف أسمي حيث يسمح نظمه به موضحاً جيداً معماً ومخولا.
وإذا اختص القارئ بمذهب معين فإنه يخصه بباب خاص مثل:
الإدغام لأبي عمرو والوقف لحمزة وهشام على الهمز، وفي ذلك يقول:
ومن كان ذا باب له فيه مذهب فلا بد أن يسمى فيدرى ويعقلا.
واصطلح على ألفاظ عدها من الأضداد ليكتفي بذكر أحد الضدين ولعرف الآخر منه: فيقول:
وما كان ذا ضد فإن بضده غني فزاحم بالذكاء لتفضلا.
وقد مالت هذه المنظومة شهرة عجيبة، فهي علاوة على كونها منظومة عليمة قيمة، فهي من عيون الشعر العربي وتحتوى على وصايا جمة لقارئ القرآن، ومنها قوله رحمه الله:
وعش سالماً صدراً وعن غيبة فغب
وهذا زمان الصبر من لك بالتي
ولو أن عينا ساعدت لتوكفت
ولكنها عن قسوة القلب قحطها
تحضر حظار القدس أنقى مغسلا
كقبض على جمر فتنجو من البَلا
سحائبها بالدمع ديماً وهطلا
فيا ضيعة الأعمار تمشي سبهللا
من أشهر شروح الشاطبية:
فتح الوصيد في شرح القصيد للإمام علم الدين السخاوي (ت643) وهو تلميذ الإمام الشاطبي.
إبراز المعاني من شرح حرز الأماني. لأبي شامة المقدسي وهو تلميذ السخاوي.
إرشاد المريد إلى مقصود القصيد، للعلامة المحقق علي محمد الضباع، وله شرح آخر مختصر اسمه (تقريب النفع في القراءات السبع).
الوافي في شرح الشاطبية للشيخ عبد الفتاح القاضي.
تقريب المعاني في شرح حرز الأماني لكل من سيد لاشين أبو الفرح، وخالد الحافظ.
متن الدرة المضية في القراءات الثلاث:
¥