تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وبعضها غلط وانحراف وتحريف للأفهام، ويستثمرونها لإقناع الناس بأصحيَّة تلك الآراء المنبعثة من تلك القواعد، ومن ذلك:

1ـ إلغاء قاعدة: العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب.

2ـ المصالح المرسلة (الموهومة) وتقديمها على النص.

3ـ إلغاء الحدود استناداً لقاعدة درء الحدود بالشبهات.

4ـ نقض قاعدة: سد الذرائع.

5ـ نقض قاعدة: درء المفاسد مقدم على جلب المصالح.

6ـ الاقتصار على الاستحسان العقلي، وتعظيم العقل وتقديمه على النقل.

7ـ نبذ الجهاد القتالي سواء أكان دفعاً أم طلباً. (ومن يطالع فكر خالص جلبي في كتابه: (سيكولوجيَّة العنف وإستراتيجيَّة الحل السلمي) وكتاب شيخه جودت سعيد (مذهب ابن آدم الأول) فسيوقن حقيقة ما أقول.

* حتَّى لا نكون مشاريع أمريكيَّة:

لقد قال ـ تعالى ـ: (ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين)، ونحن المسلمين ينبغي أن نعلم أنَّ من أعظم أهداف أعداء المسلمين؛ حرْف المسلمين عن دينهم ليتَّبعوا مللاً ونحلاً ضالَّة أو كافرة، كما يقول الله تعالى عنهم: (ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتَّى تتَّبع ملَّتهم) ولهذا فإنَّه من اللازم أن نقابل مكر هؤلاء بما يبطل مكرهم ويدحض كيدهم، ونحسن مواجهتهم بطرق ووسائل وأساليب عدَّة ننصر بها مشروعنا الإسلامي الحق،ومن ذلك:

1ـ تشكيل مجموعة من العلماء والمفكِّرين والمثقفين المسلمين المنضبطين بأصول الشريعة لدراسة هذه الظاهرة التخريبيَّة، وكشف ولاءاتها بكلِّ صراحة.

2ـ فضح هؤلاء وتبيين خطرهم على الأمَّة المسلمة ومدى استفادتهم ـ شعروا أو لم يشعروا ـ من الحماية الأمريكيَّة والغربيَّة لهم، لا! بل الفرح بأقوالهم، ومحاولة جعل هؤلاء هم المسيطرين على المنابر الإعلامية وصناعة القرار.

3ـ من كانت لديه مقدرة على مناظرة هؤلاء وكشف أقوالهم والرد عليها بحكمة وعلم ويقين؛ فليقدم على ذلك؛ حتَّى لا ينخدع الناس بأقوالهم وخصوصاً العوام.

4ـ الولوج إلى الفضائيات ومحاولة إخراج برامج متخصصة في كشف الأصول التي يسير عليها أصحاب هذا الفكر المنحرف (لبرلة الإسلام)، ومن المهم جداً نقض أصولهم. وعليه فإني أقترح أن يكون هناك دور للعلماء الذين يجمعون بين العلم الشرعي مع إتقان علم الأصول ومتابعتهم لكتابات الليبراليين وطرق طرحهم واستدلالهم، بأن يقوموا مثنى وفرادى لتوضيح حقائق تلك القواعد الأصوليَّة والفقهيَّة على وجه الحقيقة بدون غلو أو تمييع، وكشف أهداف أولئك الليبراليين الجدد في طرحهم واستدلالهم بتلك القواعد وتبيينها للناس.

5ـ تبيين مدى ارتباط بعض هؤلاء وليس كلهم؛ حتى لا نجور في حكمنا ـ بالقوى الغربيَّة والاستعماريَّة؛ فالناس في البلاد الإسلاميَّة عموماً يكرهون المحتل ومؤسَّساته وعملاءه. وهذا جهد مهم ينبغي أن نستثمره نحن الإسلاميين لصالحنا، والزيادة عليه بتبيان خطورة طروحات هؤلاء وارتباطهم بمنظومات مشبوهة.

6ـ توضيح طرق أطروحات هؤلاء (الليبراليين) للناس، وشرح أبعاد مراداتهم ومقالاتهم وكيفيَّة تناولهم لأصول الشريعة الإسلاميَّة وثوابتها.

7ـ من الضروري ألاَّ تكون تقارير كتقرير (راند) مثلاً، مكوِّناً أساسيَّاً في نظرتنا للناس من خلاله، فهذا التقرير وغيره من التقارير، ينبغي أن يقاس بالمنهج الصحيح: (منهج أهل السنَّة والجماعة) ولا نقيس الأشخاص والأفكار التي وردت فيه، إلاَّ من خلال منهجنا: (منهج أهل السنَّة والجماعة).

8ـ ضرورة فتح علاقات جادَّة من أبناء المسلمين المتأصِّلين في الشريعة والفكر السياسي والاستراتيجي مع أولئك المعتدلين في الغرب، ومحاولة شرح حقوقنا الإسلاميَّة، وتعديل نظرتهم أكثر فأكثر لمناصرة حقوقنا، وأذكر أنَّه كان هناك حوار من مجلَّة البيان الإسلاميَّة مع نعوم تشومسكي، وقال كلاماً جيداً ضدَّ الإدارة الأمريكيَّة والعنجهيَّة الصهيونيَّة، ولكنَّه انطلت عليه إشكاليَّة أن لإسرائيل الحق في أن يكون لها دولة مستقلَّة على الأراضي الفلسطينيَّة، بجانب الدول الفلسطينيَّة. وهذا في الحقيقة أمر لا صحَّة له، من ناحية قانونيَّة وسياسيَّة وشرعيَّة ـ وليس هنا موضع الرد عليه ـ فأرض فلسطين وقف إسلامي لا يجوز إجماعاً أن يكون لليهود حق أخذ شبر منها، أو الاعتراف لحقِّ وجودهم في تلك الأراضي المقدَّسة.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير