تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ولقد تكون القضية في موضوعها صحيحة .. لكن النتيجة التي تبنى عليها غير صحيحة إنهم يريدون أن يقولوا أن الحدود لم تمنع تلك المنكرات من وراء الجدران وأن .. منعتها من الشوارع .. أي أنها تخفت ولم تختف!

ونحن لا نقر ذلك الوضع .. ومن هنا نادينا وننادي .. شريعة حاكمة ليس بالحدود وحدها ..

بل قبلها بالتربية الصحيحة، وبالعلاج الاجتماعي، وبضرب القدوة .. ثم بإقامة الحدود على الشريف قبل الضعيف .. فبهذا .. وبهذا كله ينتهي الفساد .. في الشوراع .. ووراء الجدارن!!

لكننا مع ذلك لا نقر الجهر بالفاحشة .. فإن في ذلك إشاعة لها أيما إشاعة ولا نقر التعالن بالمعصية فإن في ذلك إغراء بها أيما إغراء .. وهو ما يساعد على سرعة الانتشار ويهون على المتردد في الجريمة اقترافها ..

ولذا كان لا بد من الحدود ـ يا دعاة الإباحية ـ لا بد منها حتى يرتدع أمثالكم فإن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن! [22].

3ـ علمانية القانون

22ـ الإسلام .. مصحف وسيف ..

والسيف ينبغي أن يكون في خدمة المصحف ..

وبعبارة أخرى .. إنه إذا زعمنا حكم الإسلام .. فلا بد من قانون إسلامي يقوم عليه حكام مسلمون

إن ذلك يولد الرغبة والرهبة

والرغبة تولدها القدوة .. في الحكام المسلمين

والرهبة تولدها السلطة .. التي تحكم بالإسلام .. ولم يكن الإسلام عبادة مجردة .. ولا رهبنة تفرض على الناس .. إنه يقام بالشرائع والشعائر معا.

وكما يكون إشراك بالله في الشعائر .. يكون كذلك إشراك بالله في الشرائع!!

{أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ .. } [23].

وإذا كان الجانب التشريعي يمثل مساحة في الإسلام أوسع مما تمثله فروع القانون المختلفة.

فلقد اهتم أعداء الإسلام بزحزحة الإسلام عن هذا المجال .. ليكون الحكم بغير ما أنزل الله .. من الظالمين والفاسقين والكافرين!

23ـ والأمثلة كذلك كثيرة ..

من تركيا ومن مصر [24].

ولم يبق في المجال القانوني بلد لم يطرح الإسلام إلا المملكة العربية السعودية وأفغانستان ..

بيد أن الأمانة تقتضي أن نقرر أنه ولئن كان إبعاد الإسلام عن مجال الحكم هو أول خطوة يخطوها أعداء الإسلام في كل بلد يسيطرون عليه .. فقد بدا لهم في الآونة الأخيرة مخطط خطير هو الزحف من المؤخرة إلى المقدمة .. بدلاً من العكس الذي فعلوه من قبل في تركيا ومصر وغيرها ليطبقوا الأثر تنقض عرى الإسلام عروة عروة أولها الحكم وآخرها الصلاة .. .

إن الأمر في البلاد التي لم تتخل بعد عن إسلامها في المجال القانوني يمضي وفقاً لخطة خطيرة تعمد إلى علمانية التعليم لإعداد جيل يؤمن بالعلمانية ومن بينها علمانية القانون.

ثم تعمد إلى علمانية الإعلام لإعداد رأي عام مهيأ لتقبل علمنة القانون بعد ذلك.

ثم يمضي الأمر حثيثاً نحو إحلال النظام محل الشريعة وتضييق دائرة القضاء الشرعي والإفساح للجان التي تطبق النظام الذي يضعه قانونيون يحتلون في أكثر المصالح والوزارات مكان الاستشارة والنصح بما يعملون طبعاً .. من قانون علماني!

وهكذا يمضي التخطيط .. علمنة التعليم .. علمنة الإعلام .. ثم علمنة القانون. لتنقض عرى الإسلام عروة عروة .. أوله الصلاة .. وآخرها الحكم!!

هذه .. عجالة عن العلمانية .. التي تعمل اليوم كمخطط تبشيري لئيم في وطننا الإسلامي!

وننتقل إلى القومية وما تفعل هي الأخرى في مجال التبشير ..

ثانيا: القومية

24ـ على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم .. آخى بين المهاجرين والأنصار على أساس من آصرة الإسلام .. وليس على أساس أي آصرة أخرى .. آخى بين بلال بن رباح وخالد بن رويحة الخثعمي، وبين مولاه زيد وعمه الحمزه بن عبد المطلب، وبين خارجة بن زيد وأبي بكر الصديق، وبين عمار بن ياسر وحذيفة بن اليمان ..

ولما أراد أحد المسلمين أن يثيرها عصبية ونادى .. يا للأنصار .. فنادى الآخر يا للمهاجرين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم غاضباً: "أبدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم .. ! " وفي حديثه صلى الله عليه وسلم أكد المعنى فقال: " ومن قاتل تحت راية عمية يغضب لعصبية أو يدعو إلى عصبية أو ينصر عصبية فقتل فقتلة جاهلية .. ".

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير