وكان من آخر وصاياه يوم حجة الوداع .. "كلكم لآدم وآدم من تراب لا فضل لعربي على عجمي، ولا لعجمي على عربي، ولا لأبيض على أسود، ولا لأسود على أبيض .. إلا بالتقوى!! ".
25ـ وعلى عهد الراشدين رضوان الله عليهم ضمت أرض الإسلام أكبر إمبراطوريتين على وجه الأرض .. الروم والفرس .. فما فضل عربي .. على عجمي لعروبته أو جنسه أو لونه .. إنما كان الفضل بعد التقوى للعمل الصالح .. والعمل الصالح وحده، وعرفت علوم الإسلام في فروعها المختلفة .. فقهاء وعلماء من الأمصار ليس فيهم من العرب إلا النزر اليسير [25].
26ـ وفي الحديث .. عرفت أوربا فكرة القومية .. ثم صارت متخلفة عن العصر .. تشير إلى القرن الثامن عشر أو التاسع عشر .. وصارت دعواها بذلك دعوى رجعية لكن الأمة العربية ابتليت بها ..
عرفت: مشيل عفلق زعيما لحزب البعث العربي الاشتراكي
وأنطوان سعادة زعيما للقوميين السوريين
وجورج حبش زعيما للقوميين العرب
وقسطنطين زريق أحد الزعماء الآخرين .. ! [26].
وهكذا لم تعرف القومية العربية زعيما ممن يحمل أسماء المسلمين إلا .. واحداً لا يزال عمله في ذمة التاريخ .. [27]
27ـ وعرض الكاتبون في القوميات لما تقوم عليه القوميات من أسس ليكشفوا عن عدم صلاحيتها .. فعرضوا لنظرية العرق التي قامت عليها القومية الألمانية وما يزعمون عن العرق الآري الممتاز .. ليكشفوا عن أن الألمان ليسوا شعباً خالصاً .. بل خالط غيره.
وكذلك الشعب العربي .. خالط الروم والفرس والأتراك .. وفي كتاب كفاحي لهتلر جعل الأمة العربية في الدرجة 13!
وعلى نفس المنوال عنصر اللغة فسويسرا تضم 3 لغات .. والقارة الهندية تضم 300 لغة ..
وكذا سائر عناصر القومية من تاريخ وأرض ومصالح مشتركة ليس فيها عنصر خالص تقوم عليه القومية ..
هذا كله بالبحث العلمي الهادئ.
28ـ فإذا أضفنا إلى ذلك ما لابس إثارة القوميات من أحداث تاريخية لبان .. ما قدمنا له من أن القومية أحد العناصر التي استخدمها أعداء الإسلام لإبعاد الأمة عن دينها.
إثارة القومية الطورانية في تركيا اقترن بتمزيق تركيا وإبعادها عن الإسلام وإثارة القومية العربية في البلاد العربية .. اقترن بتمزيق دولة الخلافة …
ومؤامرات لورانس مكماهون .. قصداً إلى القضاء على الجسد الإسلامي الذي أسموه يومئذ بالرجل المريض!!
حتى الجامعة العربية .. كانت كما يعرف كل من عاصر أحداث العصر من صناعة وزير خارجية الإنجليز! لتكون بديلاً عن الجامعة الإسلامية .. وفي كتابات حديثة .. لكتاب غربيين .. أشاروا إلى أن القومية العربية التي رفع رايتها في مصر زعيم كبير .. كانت بديلا هاماً عن الشعار الإسلامي الذي كان يهدد بثورة في المنطقة فكان الانقلاب العسكري امتصاصاً لمشاعر الأمة المتوثبة للإسلام [28]!
ثالثاً: تحرير المرأة
مقدمة
29 ـ كما كانت العلمانية شعاراً خادعاً .. يخفي وراءه الحرب على الدين .. وكانت لقومية شعاراً خادعاً كذلك .. يستعمل في مواجهة الدين .. فلقد رفع هذا الشعار تحرير المرأة قصداً إلى اجتذاب المرأة المسلمة لاستخدامها حرباً على دينها.
وأول من أوصى به مؤتمر من مؤتمرات التبشير [29].
وكان الهدف .. أولا تنصير المرأة المسلمة ..
ثم انتقل الهدف إلى ..
إبعاد المرأة المسلمة عن دينها ..
ماذا يقصدون بالتحرير:
30ـ إن التحرير لا يكون إلا من عبودية .. ؟
فهل كانت المرأة المسلمة مستعبدة .. حتى تحتاج إلى تحريرهم .. أن العبودية لا يعطيها المسلم إلا للخالق ولا يعطيها لمخلوق
وإذا أعطى العبودية للخالق تحققت له الحرية الكاملة .. فلا يحني رأسه لمخلوق! وإذا أعطيت المرأة عبوديتها للخالق تحققت حريتها الكاملة فلا تحني رأسها لمخلوق .. ومن ثم فلا تكون بحاجة إلى تحرير أحد!
وفي مجال الحقوق العملية .. وبعيداً عن الكلام النظري
فقد أعطى الإسلام المرأة المسلمة من الحقوق ما لم تعطها أختها الأوربية!
وإلا فليسألوا المرأة الفرنسية (نموذج التحرر الأوربي) متى استطاعت أن تتصرف باسمها وحدها دون اعتماد التصرف من زوجها؟!
فماذا يعني التحرر .. ؟
قالوا إنه يعني التحرر من بيتها
والتحرر من زيها ..
فماذا يخدمهم تحرير امرأة من بيتها ومن زيها في مجال إبعاد المسلمين عن الإسلام؟
31ـ أما تحررها من بيتها ..
¥