تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

فإنه يعني حرمان البيت .. من جامعة تخرج جيلاً .. فتح من قبل .. أوربا وآسيا .. وإفريقيا .. !

إنه يعني .. أن هذا الجيل لن يتكرر!

إنه يعني .. أن جيلاً .. آخر .. سوف يتخرج ..

ليمسك بزمام الأمة وزمام الأمور

جيل .. ربما لا يعرف أمه .. أو لا يعرف أباه

جيل يتصدره في مجال الفكر أو في مجال السلطة

من كانت أمه راقصة في ناد ليلي

أو كانت أمه تعمل في البغاء

وليس بين الاثنين كبير اختلاف

32ـ أما تحريرها من زيها ..

فإنه يعني بصراحة كشف ما أمر الله أن يستر .. !

يعني إثارة اللحم والدم .. ونتائجه .. معروفة .. !

لكن المتحررين .. قد يعنيان فوق النتائج السابقة .. نتائج أخرى

.. أقلها الانحلال .. الذي قال عنه رئيس وزراء فرنسا وهي يومئذ دولة عظمى .. عن فرنسا هزمها الانحلال قبل أن يهزمها الاحتلال!

إن أمة إسلامية .. هي اليوم أمة تبغي بناء نفسها .. ماذا يحدث بها الانحلال .. وقد فعل ما فعل في دولة كانت يومئذ إحدى دولتين كبيرتين .. !

33ـ أما المرأة الريفية ..

.. فلم يشأ المخططون لتغريب المسلمين أن يتركوها في حالها .. وحيائها .. أصروا على أن يغزوها في عقر دارها .. ليذهبوا بما بقي من حيائها.

فتحت شعار الأمم المتحدة .. يباشر التبشير .. الانحراف بالمرأة الريفية تحت اسم التربية الأساسية التي تعترف أحد سدنتها أنها تعني تغيير الأفكار والنزعات [30] والأمر يجري في قرية سرس الليان .. في محافظة المنوفية ويجري في قرية بياض العرب .. في محافظة بني سويف

تحت اسم .. التنمية الاجتماعية [31]

ويجري في أماكن أخرى في الوطن العربي

34ـ أما قضايا المرأة ..

فإثارات متعددة ـ لأمر لا يرتفع إلى مستوى المشكلة لينشغل بها الناس عما يتهدد الإسلام!

فنسبة تعدد الزوجات .. التي يثيرونها .. لا تعدو واحداً في الألف ونسبة الطلاق كذلك ضئيلة!

وحل هذه المشاكل على فرض وجودها ليس بالتشريعات .. ولكن بالعودة: .. إلى أخلاق الإسلام

ثم التزام كل طرف .. بأحكام الإسلام ..

{إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ}

وبعد

35ـ فتلك كانت وسائل التبشير الحديثة

علمانية: في التعليم

والإعلام

والقانون

قوميات: تمزق الأمة الواحدة

وتمزق الدولة الواحدة ..

تحرير المرأة: ليسقط المجتمع في حماة الرذيلة

ويقضي بنفسه على نفسه

وآثار ذلك كله بادية في مجتمعاتنا

انحراف عن الإسلام

وابتعاد عنه .. تختلف درجته بين بلد .. وآخر .. !

ويستجيب لهذا الانحراف:

الطامعون في السلطة .. يدفعون الثمن من مصائر شعوبهم الراغبون في السقوط .. لأنهم لا يقدرون على الارتفاع وأخيراً السذج الجاهلون الذين يحسبون ذلك الانحراف وذلك السقوط تقدماً ومدنية!

لكن .. ما علاقة ذلك كله ..

بالتخطيط السياسي .. الذي يجربه أعداء الإسلام هذا ما نحاول الإجابة عنه تحت عنوان: التغيير السياسي

المطلب الثاني

التغيير السياسي

أو علاقة التبشير بالسياسة

تقدمة:

36ـ في البداية كان الأمر واضحاً

السياسة التي حركت الحروب الصليبية .. هي التي تحرك التبشير والمبشرين قصدا إلى تنصير المسلمين وردتهم عن دينهم!

ولم تكن السياسة وقتها غير فرع .. من فروع التعصب الديني المقيت ولا تزال! لكن الأمر ليس بالوضوح السابق .. فقد كثرت ألاعيب السياسة، واكتست بوجه ديبلوماسي رقيق!

وأصبح الأمر بحاجة إلى كثير من البحث والتدقيق ..

ونظرة سريعة إلى الماضي القريب .. تكشف الحاضر الأليم!

أولاً: نظرة سريعة إلى الماضي

37ـ حين قرر الغرب العدول عن الحروب الصليبية .. ليحل محلها التبشير لم يعدل عن منطق القوة تماما .. بل رآها لازمة لمساندة الباطل .. فإن الباطل بغير قوة لا يقف على قدمين!

وكان احتلال فرنسا .. للجزائر 1830

وتونس 1881

ولمراكش 1912

وللشام 1920

وكان احتلال بريطانيا .. للهند 1857

ولمصر 1882

وللعراق 1914

ولفلسطين 1920

وغير هذه من أوطان الإسلام. احتلها أعداء الإسلام حتى لم ينج منها إلا السعودية والأفغانستان ..

38ـ وفي ظل ذلك الاحتلال .. عمل التبشير لقديم في هذه الجهات وفي غيرها من الجهات الأخرى .. التي منيت كذلك بالاحتلال أو بالسيطرة السياسية الأجنبية على أي لون من الألوان!

وطور التبشير أساليبه ..

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير