وقد انعكس هذا الخوف البابوي من الإسلام في صور تعلن عداءه لهذا الدين، وافتراءه عليه، وإساءته لعقائده ورموزه ومقدساته، حتى قبل هذه المحاضرة التي فجرت غضب المسلمين، فالإسلام الذي يبلغ القمة فى التنزيه للذات الإلهية عن التعدد والحلول والاتحاد والتجسيم والتشبيه، والذروة فى التوحيد الخالص لهذه الذات الإلهية (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ ولَمْ يُولَدْ (3) ولَمْ يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ) [الإخلاص 1 - 4] (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ) [الشورى:11] و"كل ما خطر على بالك فالله ليس كذلك".
هذا الإسلام، الذي تلخصه كلمة التوحيد، وتعبر عن شعاره شهادة أن لا إله إلا الله، يقول معه البابا: "إنه ليس دين توحيد على نمط اليهودية والمسيحية، لا ينتمي إلى الوحي نفسه الذي تنتمي إليه اليهودية والمسيحية "!!
فالتوحيد ـ برأي البابا ـ موجود فى اليهودية، التي جعلت الله خاصا ببني إسرائيل، وللشعوب الأخرى آلهتها! وموجود فى المسيحية التي تقول بالتثليث، وتعبد عيسى بن مريم ـ باعتباره الرب ـ وتقول عنه: إنه "الألف والياء، والبداية والنهاية، القادر على كل شيء .. خالق كل شيء، وبه كان كل شيء .. وبدونه لم يكن شيء مما كان"!! [يوحنا: 1: 3، 11].
أما الإسلام، الذي يجعل الواحدية والأحدية فقط للذات الإلهية، وينزهه عن المثيل والند والشريك والشبيه والصاحبة والوالد والولد، فهوـ بنظر البابا بنديكتوس ـ ليس دين توحيد!! ..
* وإذا كان الكاردينال "جوزيف راتزينجر" قد اتخذ لنفسه اسما بابويا ينم عن التوجهات المحافظة والأصولية ـ بالمعنى المسيحي الغربي ـ فإن عداءه هذا للإسلام .. وإعلانه السافر لهذا العداء .. واتخاذ هذا العداء صور الإساءة والتهجم .. هو الآخر له تاريخ .. بل وتاريخ طويل مليء بثقافة الكراهية السوداء للإسلام والمسلمين.
ـ ففي تراثه الكاثوليكي، يقول أبرز قديسي وفلاسفة الكاثوليكية ـ فى العصور الأوروبية الوسطي ـ "توما الأكوينى" [1225ـ 1274 م] عن رسول الإسلام صلى الله عليه وسلم: " لقد أغوى محمد الشعوب من خلال وعوده لها بالمتع الشهوانية .. وحرّف جميع الأدلة الواردة فى التوراة والأناجيل من خلال الأساطير والخرافات التى كان يتلوها على أصحابه، ولم يؤمن برسالته إلا المتوحشون من البشر الذين كانوا يعيشون فى البادية"!.
ـ وفى التراث الفني والأدبي الكاثوليكي الأوروبي ـ تراث بابا الفاتيكان ـ وضع "دانتى" [1295 ـ 1321 م] صاحب "الكومديا الإلهية" رسول الإسلام صلى الله عليه وسلم وعلي بن أبى طالب رضي الله عنه "فى الحفرة التاسعة، في ثامن حلقة من حلقات جهنم، لأنهما ـ بنظر دانتى ـ من أهل الشجار والنفاق، الذين تقطعت أجسادهم فى سعير الكوميديا الإلهية"!.
ـ وفي تراث البابا ـ الذي يتهم الإسلام بأنه ليس دين توحيد ـ تزعم "ملحمة رولاندا" ـ الشعبية ـ التي نظمت حوالي 1300م أن المسلمين يعبدون ثالوث:
1ـ أبولين ـ Apollin
2 ـ وتيرفاجانت ـ Tervagant
3 ـ ومحمد ـ Mohamed (18)
نقلا عن
http://www.almesryoon.com/ShowDetails.asp?NewID=39329
ـ[أبو أحمد عبدالمقصود]ــــــــ[08 Oct 2007, 11:24 م]ـ
بشهادات علماء الغرب الذين قارنوا بين حقيقة الإسلام وبين الصورة البائسة والكريهة والشوهاء التي صنعتها المسيحية الغربية لهذا الإسلام .. فإن الخيال الغربي المسيحي المريض قد أطلق لنفسه العنان فى تشويه صورة الإسلام، ليشحن العامة والغوغاء فى الحروب الصليبية التي شنتها الكنيسة الغربية لإعادة اختطاف الشرق من التحرير الإسلامي.
ويشهد على هذه الحقيقة المستشرق الفرنسي "مكسيم رودنسون" [1915 - 2004م] فيقول: (لقد حدث أن الكتاب اللاتين ـ الذين أخذوا بين 1000م 1140 م على عاتقهم إشباع حاجة الإنسان العامي ـ باتوا يوجهون اهتمامهم نحو حياة محمد دون أي اعتبار للدقة، فأطلقوا العنان "لجهل الخيال المتنصر" ـ كما جاء فى كلمات "ر. وساوثرن" ـ فكان محمد "في عرفهم": ساحرا، هدم الكنيسة فى إفريقيا والشرق عن طريق السحر والخديعة، وضمن نجاحه بأن أباح الاتصالات الجنسية .. وكان محمد "فى عرف تلك الملاحم" هو صنمهم الرئيسي، وكان معظم الشعراء الجوالة يعتبرونه كبير آلهة السراسنة ـ البدو ـ وكانت تماثليه "حسب
¥