نعم .. هذه هي صورة الإسلام ورسوله صلى الله عليه وسلم .. وصورة المسلمين فى تراث أوروبا الكاثوليكية .. والتي نافستها فيه أوروبا البروتستانتية، تلك التي تحدث بلسانها كبيرها "مارتن لوثر" [1483 ـ 1546م] عن القرآن الكريم فقال: "إنه كتاب بغيض وفظيع وملعون، ومليء بالأكاذيب والخرافات والفظائع! .. وإن إزعاج محمد والإضرار بالمسلمين يجب أن تكون المقاصد من وراء ترجمة القرآن وتعرف المسيحيين عليه .. وإن على القساوسة أن يخطبوا أمام الشعب عن فظائع محمد، حتى يزداد المسيحيون عداوة له، وأيضا ليقوى إيمانهم بالمسيحية، ولتضاعف جسارتهم وبسالتهم فى الحرب ضد الأتراك المسلمين، وليضحوا بأموالهم وأنفسهم فى هذه الحروب "!! ..
أما صورة رسول الله صلى الله عليه وسلم .. الرحمة المهداة .. والنور والبشير للعالمين .. فإنها عند رأس البروتستانتية ـ وبألفاظه ـ صورة "خادم العاهرات وصائد المومسات"!!.
...
وإذا كان المرء يعجب كل العجب من أن يبلغ "الخيال المظلم والمريض" بالكنيسة الأوروبية ـ بابواتها .. وقساوستها .. وشعرائها .. وعوامها ـ هذا المستوى الغريب والعجيب والمريب فى الافتراء على الإسلام والمسلمين .. فإن هذا العجب يتزايد عندما يرى هذا التراث من ثقافة الكراهية السوداء لا يزال باقيا .. وفاعلأ .. دون نقد أو مراجعة .. بل يراه فاعلا وموجها لبابا الفاتيكان ـ أستاذ الفلسفة ـ بنديكتوس السادس عشر في القرن الواحد والعشرين!!.
...
ويا ليت الأمر قد وقف عند هذا البابا ـ ذي التوجهات المحافظة والأصولية ـ بالمعنى الغربي ـ وإنما الأدهى والأمر أننا أمام تراث من العداء للإسلام والافتراء على رموزه ومقدساته، يحرك هذه المؤسسة الكبرى التي يتربع على عرشها هذا البابا.
ـ فهذه الكنيسة هي التي هيجت أوروبا 0 وأعلنت وقادت أولى الحروب العالمية على الإسلام ـ الحروب الصليبية ـ التي دامت قرنين من الزمان [489 ـ 690هـ / 1096 ـ 1291 م].
ـ وهى التي زكت وصمتت صمت الرضا ـ بل وشاركت بالتنصيرـ فى الغزوات الأوروبية الحديثة لاستعمار العالم الإسلامي على امتداد القرون الخمسة الممتدة من إسقاط غرناطة والأندلس 1492م وحتى هذه اللحظات!.
ـ وهى التي أرسلت "كريستوفر كولمبس" [1451ـ 1506م] ليجمح الذهب ـ بعد إبادة سكان الأمريكتين ـ لإعداد حملة صليبية جديدة ضد عالم الإسلام، لإعادة اغتصاب القدس وفلسطين!! .. ويومها كتب "كولمبس" إلى البابا "إسكندر السادس" [1492 ـ 1503م] فقال:
"لقد اضطلعت بهذه المهمة ـ الرحلات إلى أرض الذهب فى أمريكا ـ لننفق ما سوف نكسبه منها فى رد الديار المقدسة .. وبعد أن ذهبت إلى هناك ورأيت الأرض كتبت إلى الملك "فرديناند" [1479ـ 1516م] والملكة "إيزابيلا" [1474ـ 1504م]: إنه منذ ذلك اليوم، وعلى مدار سبع سنوات، سوف أحتاج إلى خمسين ألفا من الجنود المشاة، وخمسة آلاف فارس لفتح الديار المقدسة "!!.
ـ وهى التي أرسلت "فاسكو دي جاما" [1469ـ 1524م] ليلتف حول العالم الإسلامي .. تمهيدا لضرب قلب العالم الإسلامي 1497م.
ـ وهى التي أرسلت "ماجلان" [1480 ـ 1521] ليحارب المسلمين فى الفلبين 1521م .. ولتنصير الفيلبين التي كانت مسلمة .. واسم عاصمتها "أمان الله".
ـ وهى التي أعلن مطرانها فى باريس ـ بحضرة الملك الفرنسي "شارل العاشر" [1824ـ 1830م]ـ عند احتلال الجزائر 1830م: "إنه يحمد الله على كون الملة المسيحية انتصرت نصرة عظيمة على الملة الإسلامية، وما زالت كذلك"!.
كما أعلن كرادلتها وقساوستها ـ وهم يحتفلون 1930م بمرور مائة عام على احتلالهم للجزائر ـ: "إن عهد الهلال فى الجزائر قد غبر، وإن عهد الصليب قد بدأ، وإنه سيستمر إلى الأبد .. وإن علينا أن نجعل أرض الجزائر مهدا لدولة مسيحية مضاءة أرجاؤها بنور مدنية منبع وحيها الإنجيل!! .. وإن مغزى هذه المهرجانات هو تشييع جنازة الإسلام بهذه الديار"!!.
ـ وهى التي عهد جنرالها "كليبر" [1753ـ 1800م]ـ إبان الحملة الفرنسية على مصرـ إلى المعلم "يعقوب حنا" [1745ـ 1 180م]: "أن يفعل بالمسلمين ما يشاء .. حتى تطاولت النصارى على المسلمين بالسب والضرب، ونالوا منهم أغراضهم، وأظهروا حقدهم .. وصرحوا بانقضاء ملة المسلمين وأيام الموحدين"!!.
¥