ـ وهى المؤسسة الكنسية التي يقود كرادلتها فى واقعنا المعاصرـ وليس فقط البابا بنديكتوس السادس عشرـ حرب التخويف من الإسلام .. فيقول الكاردينال "بول بوبار" ـ مساعد بابا الفاتيكان يوحنا بولص الثاني .. ومسئول المجلس الفاتيكاني للثقافة ـ: "إن التحدي الذي يشكله الإسلام يكمن فى أنه دين وثقافة ومجتمع وأسلوب حياة وتصرف، فى حين أن المسيحيين فى أوروبا يميلون إلى تهميش الكنيسة .. إن الإسلام يمثل تحديا لأوروبا وللغرب عموما .. وإن المرء لا يحتاج إلى أن يكون خبيرا ضليعا لكي يلاحظ تفاوتا متزايدا بين معدلات النمو السكاني فى أنحاء معينة من العالم، ففي البلدان ذات الثقافة المسيحية يتراجع النمو السكاني بشكل تدريجي، بينما يحدث العكس في البلدان الإسلامية .. وفى مهد المسيح، يتساءل المسيحيون بقلق عما سيحمله لهم الغد، وعما إذا لم يكن موتهم مبرمج بشكل ما".
أما الكاردينال:"المونسنيور جوزيبي برناردينى" فإنه يقول ـ في حضرة البابا يوحنا
بولص الثاني ـ: "إن العالم الإسلامي سبق أن بدأ يبسط سيطرته بفضل دولارات النفط .. وهو يبني المساجد والمراكز الثقافية للمسلمين المهاجرين فى الدول المسيحية، بما فى ذلك روما عاصمة المسيحية .. فكيف لنا ألا نرى فى ذلك برنامجا للتوسع وفتحا جديدا"؟!.
إذن .. فنحن لسنا بإزاء عداء فردى لبابا جديد، يمثل تيار "الأصولية الكاثوليكية" أو تراث محاكم التفتيش .. ومواقف الصليبية القديمة من الإسلام والمسلمين .. وإنما ـ مع ذلك، وفوق ذلك ـ أمام تيار قائد فى مؤسسة كنسية، هي كبرى مؤسسات المسيحية الغربية .. تحمل العداء ذاته للإسلام .. وتروج للتخويف منه باعتباره يفتح أوربا فتحا إسلاميا جديدا!! ويهدد بتحويل أوروبا إلى جزء من "دار الإسلام " في هذا القرن الذي نعيش فيه!.
...
أما عن محاضرة البابا بنديكتوس السادس عشرـ التي مثلت أحدث فصول الإساءات للإسلام ولن تكون آخر هذه الفصول ـ فلقد تناول الرجل فيها أربع نقاط:
1ـ الافتراء على رب العالمين وإله المسلمين .. وذلك فى معرض حديثه عن علاقة الإيمان بالعقل .. إذ ادعى أن الإيمان المسيحي عقلاني .. بينما المشيئة الإلهية لإله المسلمين متسامية ولا علاقة لها بالعقل ولا بالمنطق!! الأمر الذي يجعل الإيمان الإسلامي بإله المسلمين إيمانا "وثنيا أعمى"!!.
2ـ والافتراء على رسول الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم، وذلك عندما استشهد بعبارة الإمبراطور البيزنطي "مانويل الثاني" [1391 ـ 1425م] التي زعم فيها أن محمداً لم يأت إلا بما هو سييء وشرير ولا إنساني، ومن ذلك أمره نشر دينه بالسيف!.
3ـ وخلطه بين الجهاد الإسلامي وبين الحرب المقدسة ـ التي عرفتها ومارستها النصرانية الغربية لعدة قرون ـ ومن ثم ادعاؤه أن الدين الإسلامي والإيمان به إنما يؤسس لممارسة العنف والإرهاب ضد الآخرين!.
4ـ والافتراء على القرآن الكريم، ووصف آياته بأنها "تعليمات أوامر اللئام التي أثبتت فى القرآن "!!.
ولما كنا قد سبق وكتبنا الكتب والدراسات في الرد على جميع هذه الافتراءات والشبهات .. فإننا ـ مراعاة للمقام وعدم التكرار ـ سنقدم هنا نقاطاً موجزة تدحض هذه الافتراءات.
نقلا عن
http://www.almesryoon.com/ShowDetails.asp?NewID=39429
ـ[أبو أحمد عبدالمقصود]ــــــــ[10 Oct 2007, 01:43 ص]ـ
د. محمد عمارة: بتاريخ 8 - 10 - 2007
فيما يتعلق بمقام العقل فى الإيمان الإسلامي وفى الفكر الإسلامي .. فقد تجاهل عظيم الفاتيكان ـ الذي درس الفلسفة ودرّسها ـ أن الله سبحانه وتعالى فى الإيمان الإسلامي من أسمائه (الحَكِيمُ) .. وأنه (العَزِيزُ الحَكِيمُ) و (العَلِيمُ الحَكِيمُ) .. وأنه هو الذي [أنزل الكتاب والحكمة] .. وأنه ـ سبحانه وتعالى ـ إنما بعث رسوله محمدا صلى الله عليه وسلم ليعلم الناس (الكِتَابَ والْحِكْمَةَ) .. وحتى نساء النبي صلى الله عليه وسلم أشار القرآن الكريم إلى ما يتلى فى بيوتهن (مِنْ آيَاتِ اللَّهِ والْحِكْمَةِ) .. وأن (ومَن يُؤْتَ الحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً)، (سُبْحَانَكَ لا عِلْمَ لَنَا إلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إنَّكَ أَنتَ العَلِيمُ الحَكِيمُ) [البقرة: 32]، (إنَّكَ أَنتَ العَزِيزُ الحَكِيمُ) [البقرة: 129]، (فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) [
¥