تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وإذا قدّرنا عقل البشر قدره، وجدنا غاية ما ينتهي إليه كماله إنما هو الوصول إلى معرفة عوارض الكائنات التي تقع تحت الإدراك الإنساني .. أما الوصول إلى كنه حقيقة فمما لا تبلغه قوته ..

ومن أحوال الحياة الأخرى ما لا يمكن لعقل بشرى أن يصل إليه وحده .. لهذا كان العقل محتاجا إلى معين يستعين به في وسائل السعادة في الدنيا والآخرة ..

فالعقل هو ينبوع اليقين في الإيمان بالله، وعلمه، وقدرته، والتصديق بالرسالة .. أما النقل، فهو الينبوع فيما بعد ذلك من علم الغيب، كأحوال الآخرة، والعبادات ..

والذي علينا اعتقاده: أن الدين الإسلامي دين توحيد في العقائد، لا دين تفريق في القواعد، والعقل من أشد أعوانه، والنقل من أقوي أركانه .. ". (48)

وعلى هذا الدرب .. درب العقلانية الإسلامية، المتميزة بإعلاء مقام العقل، مع الوسطية التي تجمع بين العقل لعالم الشهادة، والإيمان بالنقل المصور لعالم الغيب ..

أي العقلانية الجامعة بين العلم والغيب .. على هذا الدرب يسير الشيخ حسن البنا [1324 – 1368 هـ / 1906 – 1949 م] عندما يقول:

"إن الإسلام لم يحجر على أفكار، ولم يحبس العقول .. بل جاء يحرر العقل، ويجث على النظر في الكون، ويرفع قدر العلم والعلماء، ويرحب بالصالح النافع من كل شيء. "والحكمة ضالة المؤمن أنًّى وجدها فهو أحق الناس به".

"وقد يتناول كل من النظر الشرعي والنظر العقلي ما لا يدخل في دائرة الآخر، ولكنهما لن يختلفا في القطعي، فلن تصطدم حقيقة علمية بقاعدة شرعية ثابتة، ويؤول الظني منها ليتفق مع القطعي، فإن كانا ظنيين فالنظر الشرعي أولى بالإتباع حتى يثبت

العقلي أو ينهار ..

ولقد تذبذب تاريخ العقل البشرى بين:

اـ طور الخرافة والبساطة والتسليم المطلق للغيب.

2ـ وطور الجمود والمادية والتنكر لهذا الغيب المجهول.

وكلا هذين اللونين من ألوان التفكير خطأ صريح، وغلو فاحش، وجهالة من الإنسان بما يحيط بالإنسان، فلقد جاء الإسلام الحنيف يفصل القضية فصلا حقّا .. فجمع بين الإيمان بالغيب والانتفاع بالعقل ..

إن المجتمع الإنساني لن يصلحه إلا اعتقاد روحي يبعث فى النفوس مراقبة الله .. في

الوقت الذي يجب على الناس فيه أن يطلقوا لعقولهم العنان لتعلم وتعرف وتخترع وتكتشف وتسخر هذه المادة الصماء، وتنتفع بما فى الوجود من خيرات وميزات .. فإلى هذا اللون من التفكير الذي يجمع بين العقليتين: الغيبية والعلمية ندعو الناس" (49).

نقلا عن

http://www.almesryoon.com/ShowDetailsC.asp?NewID=39590&Page=1&Part=10

ـ[أبو أحمد عبدالمقصود]ــــــــ[17 Oct 2007, 01:54 ص]ـ

د. محمد عمارة: بتاريخ 15 - 10 - 2007

هكذا تبلورت فى الإسلام ـ الدين .. والحضارة .. والتاريخ ـ عقلانية مؤمنة متميزة عن غيرها من العقلانيات التي عرفتها شرائع أخرى .. وحضارات أخرى.

ـ فالإنسان كون عقلي .. سلطان وجود العقل ..

ـ والعقل هو جوهر الإنسان .. ومن أجل القوى الإنسانية .. بل هو قوة القوى الإنسانية وعمادها.

ـ ولقد تآخى العقل والدين فى القرآن لأول مرة فى تاريخ الشرائع السماوية.

ـ الله ـ فى القرآن ـ لا يخاطب إلا الفكر والعقل والعلم، بدون قيد ولا حد.

ـ والقرآن معجزة عقلية، عرضت على العقل، وعرفته القاضي فيها.

ـ والمسلم لا يكون مؤمنا حقا إلا إذا عقل دينه وعرفه بنفسه حتى اقتنع به.

ـ والعقل هو مشرق الإيمان الديني.

ـ والسعادة الإنسانية هي من نتائج العقل والبصيرة.

ـ وسعادة الأمم لا تتم إلا بصفاء العقول من كدرات الخرافات وصدأ الأوهام.

ـ والسببية .. والسنن والقوانين هي الحاكمة للكون والاجتماع.

ـ وأول واجب على الإنسان هو النظر .. والشك المنهجي هو الطريق إلى اليقين.

ـ والعقل هو ينبوع اليقين في الإيمان بالله .. والتصديق بالرسالة .. أما النقل فهو الينبوع فيما بعد ذلك من علم الغيب .. فالعقل من أشد أعوان الإسلام .. والنقل من أقوى أركان الإسلام.

...

ثم .. من أين جاء عظيم الفاتيكان ـ أستاذ الفلسفة ـ بهذه "البدعة " التي زعم فيها أن مسيحيته متفوقة في العقلانية على الإسلام؟!.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير