تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

فلما أهلّت آخر الأمر أنباء الوحي الجديد فجأة من الصحراء، لم تعد المسيحية الشرقية التي اختلطت بالغش والزيف، وغرقت بفعل الانقسامات الداخلية، وتزعزعت قواعدها الأساسية، واستولي على رجالها اليأس والقنوط من مثل هذه الريب، لم تعد المسيحية بعد ذلك قادرة على مقاومة وإغراء هذا الدين الجديد الذي بدد بضربة من ضرباته كل الشكوك التافهة، وقدم مزايا مادية جليلة إلى جانب مبادئه الواضحة البسيطة التي لا تقبل الجدل .. وحينئذ ترك الشرق المسيح وارتمي في أحضان نبي بلاد العرب".

* وغير هذه "الشهادة ـ الوثيقة" لكايتاني على أن عقلانية الإسلام هي السر في انتشاره السريع، وانتصاره على اللاعقلانية المسيحية، قدم "أرنولد" شهادة الفيلسوف الأمريكي "جون تايلور" [1753 ـ 1824 م] .. والتي يقول فيها: " إنه من اليسير أن ندرك لماذا انتشر هذا الدين الجديد بهذه السرعة في إفريقيا وآسيا. كان أئمة اللاهوت في إفريقيا والشام قد استبدلوا بديانة المسيح عقائد ميتافيزيقية عويصة، وذلك أنهم حاولوا أن يحاربوا ما ساد هذا العصر من فساد بتوضيح فضل العزوبية في السماء، وسمو البكورية إلى مرتبة الملائكة، فكان اعتزال العالم هو الطريق إلى القداسة، والقذارة صفة لطهارة الرهبنة، وكان الناس في الواقع مشركين يعبدون زمرة من الشهداء والقديسين والملائكة، كما كانت الطبقات العليا مخنثة يشيع فيها الفساد، والطبقات الوسطي مرهقة بالضرائب، ولم يكن للعبيد أمل في حاضرهم ولا مستقبلهم، فأزال الإسلام ـ بعون من الله ـ هذه المجموعة من الفساد والخرافات.

لقد كان ثورة على المجادلة الجوفاء في العقيدة، وحجة قوية ضد تمجيد الرهبانية باعتبارها رأس التقوى. ولقد بين أصول الدين التي تقول بوحدانية الله وعظمته، كما بين أن الله رحيم عادل يدعو الناس إلى الامتثال لأمره والإيمان به وتفويض الأمر إليه، وأعلن أن المرء مسئول، وأن هناك حياة آخرة ويوما للحساب، وأعد للأشرار عقاباً أليما، وفرض الصلاة والزكاة والصوم وفعل الخير، ونبذ الفصائل الكاذبة والدجل الديني والترهات والنزعات الأخلاقية الضالة وسفسطة المنازعين في الدين، وأحل الشجاعة محل الرهبنة، ومنح العبيد رجاء، والإنسانية إخاء، ووهب الناس إدراكا للحقائق الأساسية، التي تقوم عليها الطبيعة البشرية".

http://www.almesryoon.com/ShowDetailsC.asp?NewID=39726&Page=1&Part=10

ـ[محمد العبادي]ــــــــ[18 Oct 2007, 12:49 م]ـ

أشكرك أخي الكريم على نقولاتك الرائعة التي تتحفنا بها ..

وإلى الأمام!

ـ[أبو أحمد عبدالمقصود]ــــــــ[19 Oct 2007, 02:04 ص]ـ

إذا كان عظيم الفاتيكان ـ أستاذ الفلسفة ـ قد جهل عقلانية الإسلام ـ كما جاءت في مصادره ـ فلماذا تجاهل ما كتبه علماء الغرب في هذا الميدان .. وهو شهير ومنشور بمختلف اللغات الغربية التي يتقنها عظيم الفاتيكان؟! .. أم أن " الغرض" هو "المرض"! الذي جعل الرجل يتجاهل هذا "المقال الغربي" في عقلانية الإسلام .. ولا عقلانية المسيحية التي انتصر عليها الإسلام؟!.

...

ويا ليت الأمر قد وقف بهذا البابا عند "الجهل" و"التجاهل"، ذلك أن بابا الفاتيكان ـ بنديكتوس السادس عشر ـ قد استند في حكمه على الإيمان الإسلامي بأنه لا عقلاني ولا منطقي .. وأنه "إيمان وثني أعمي"! .. استند إلى نص منسوب إلى الإمام الفيلسوف والفقيه ابن حزم الأندلسي [384 – 456 هـ / 994 – 1064 م] .. فقال: " لقد ذهب ابن حزم إلى حد الإقرار بأن الرب الله لا يلتزم حتى بكلمته الخاصة، وأنه ما من شيء يلزمه بكشف الحقيقة لنا .. ".

ثم علق البابا ـ في محاضرته ـ على هذه "الفكرة" المنسوبة لابن حزم، فقال ـ مقارناً هذه "الفكرة" باعتقاده المسيحي ـ: " إن القول الفصل في النقاش حول التحول العقائدي باستخدام العنف هو أن عدم التصرف وفقا للعقل هو أمر مناهض لطبيعة الرب .. ولكن بالنسبة للتعاليم الإسلامية فإن الرب مطلق السمو، فمشيئته لا تتماشي مع أي من خصائصنا، بما فيها العقلانية".

ثم خلص ـ هذا البابا ـ إلى وصف الإيمان الإسلامي بأنه إيمان وثني أعمي .. وبنص عبارته: " ففيما يتعلق بإرادة الله ـ في الإسلام ـ ينبغي علينا التعبد بشكل وثني أعمي"!!.

وأمام هذا الحكم الفاجر ـ وليس فقط الجائر ـ على الإيمان الإسلامي .. لابد من وقفات:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير