تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

* وحررت دور العبادة النصرانية ـ الكنائس والأديرة ـ من الاغتصاب الروماني، لا ليتخذها المسلمون مساجد، وإنما أعادوها إلى النصارى الوطنيين حتى "ليروي أنه خرج للقاء عمرو بن العاص من أديرة وادي النطرون ـ بمصر ـ سبعون ألف راهب، بيد كل واحد عكاز، فسلموا عليه، وأنه كتب لهم كتاباً ـ بالأمان ـ هو عندهم ... ".

* وحررت هذه الفتوحات الإسلامية الناس فأشركتهم في حكم بلادهم وأعادت إليهم استقلالهم القانوني .. والقضائي .. والمدني .. الذي حرموا منه طوال قرون الاستعمال الروماني.

* كما أعادت العدالة الاجتماعية إلى هذه البلاد، عندما نظمت الضرائب وجعلتها على أقساط .. وفي آجال محددة .. وحصرتها في ضريبتين بعد أن كان المواطن يدفع أربع عشرة ضريبة للرومان!.

* وعاد الطابع الوطني للنصرانية الشرقية وكنائسها ورئاساتها .. فعزل عمرو بن العاص "البطرك ـ الاستعماري" الروماني وأعاد البطرك "بنيامين" إلى كرسي كنيسته الوطنية المصرية.

* وإذا كان المستشرق الألماني الحجة "آدم متز" قد وصف حال النصاري في ظل الدولة الإسلامية فقال: " لقد كان النصارى هم الذين يحكمون بلاد الإسلام" .. فإن هؤلاء النصارى قد حرموا حرياتهم المدنية والسياسية والقانونية والقضائية والثقافية واللغوية طوال القرون التي ابتليت بلادهم فيها باستعمار الرومان والبيزنطيين.

* ولذلك كان استقبال شعوب الشرق للفاتحين الإسلاميين كمحررين .. وبعبارة المؤرخ النصراني "جاك تاجر" [1918 – 1952]: " فإن الأقباط قد استقبلوا العرب كمحررين، بعد أن ضمن لهم العرب ـ عند دخولهم مصر ـ الحرية الدينية، وخففوا عنهم الضرائب .. ولقد ساعدت الشريعة الإسلامية الأقباط على دخولهم الإسلام وإدماجهم في المجموعة الإسلامية، بفضل إعفائهم من الضرائب .. أما الذين ظلوا مخلصين للمسيحية فقد يسر لهم العرب سبل كسب العيش .. إذ وكلوا لهم أمر الإشراف على دخل الدولة".

* وحتى البابا شنودة الثالث [1923 - ] بابا الكنيسة القبطية الأرثوذكسية ـ أكبر كنائس الشرق وأعرقها ـ والذي كتب عن عدل الإسلام وسماحته، وعن عدل الخلفاء والحكام المسلمين مع غير المسلمين .. فقال عن عدل الراشد الثاني عمر بن الخطاب [40 ق.هـ - 23 هـ / 584 – 644 م]:

" لقد رأينا في التاريخ الإسلامي أمثلة واضحة للسماحة الإسلامية، نذكر منها أن الخليفة عمر بن الخطاب حينما اقترب من الموت أوصي من يأتي بعده في الخلافة من جهة أهل الكتاب بأمرين:

الأمر الأول: وفاء العهود التي أعطيت لهم.

والأمر الثاني قال فيه: ولا تكلفوهم فوق ما يطيقون.

. . وحينما كان الوليد بن عقبة واليا على بني تغلب ومن فيهم من نصارى. . ورأى عمر أن الوليد هدد هؤلاء الناس وتوعدهم، عزله من الولاية حتى لا يلقى بهم شرا .. وهكذا كان المسلمون يسلكون فى العدل بين رعاياهم، أيا كان مذهبهم.

ولقد انتهت حياة عمر بن الخطاب على الأرض، وانتهت مدة خلافته، ولكن الخير الذي عمله لم يمت بموته إطلاقا، ولا يزال حيا الآن يملأ الآذان ويملأ الأذهان .. ويحيا مع الناس على مدى الأزمان".

كما تحدث البابا شنودة عن سماحة الخليفة معاوية بن أبي سفيان [20ق. هـ - 60 هـ / 603 – 680 م] مع غير المسلمين .. فقال: " لقد كان طبيبه الخاص نصرانياً. . واختار رجلا مسيحيا لكي يؤدب ابنه يزيد .. ويزيد هذا اختار كاهنا مسيحيا لكي يؤدب ابنه خالداً".

وتحدث عن الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان [26 - 86 هـ / 646 – 705 م] فقال: " لقد اتخذ يوحنا الدمشقي [55 - 122هـ / 675 - 740م] مستشارا له. . وقد اختار رجلاً معلماً مشهورا اسمه " أطانا سيوس" لكي يؤدب أخاه عبد العزيز. . ولما صار عبد العزيز بن مروان حاكما لمصر أخذ "أطانا سيوس" معه كمستشار له. . ونجد أن الأخطل [19 – 90هـ / 640 – 708 م] كان من الشعراء المسيحيين المشهورين، واندمج فى مجموعة متلازمة مع جرير [28 - 110 هـ / 640 - 708م] والفرزدق [110 هـ / 728 م] واشتهرت هذه المجموعة في العصر الأموي. . وكان الأخطل المسيحي حينما يدخل إلى مساجد المسلمين يقوم المسلمون له إجلاًلا لعلمه وأدبه، كما يروي التاريخ الإسلامي".

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير