كذلك يشهد البابا شنودة للخليفة الأموي هشام بن عبد الملك [71 – 125 هـ / 690 - 743 م] فيقول: "إنه ابتنى للبطريرك فى أيامه بيتا إلى جوار قصره، وكان يستمع منه إلى صلواته وعظاته".
ويشهد ـ كذلك ـ للعصر العباسي، فيقول عن أبى جعفر المنصور [136 - 158هـ / 753 - 774م]: " إن طبيبه الخاص كان مسيحيا اسمه " جرجس بن بختيشوع"، وكان الخليفة هارون الرشيد [149 – 193 هـ / 766 – 809 م] يقول للناس: من كان منكم له حاجة عندي فليكلم فيها جبرائيل؛ لأني لا أرد له طلبا .. وكان يوحنا مشهورا من أيام الرشيد إلى أيام المتوكل [206 – 247 هـ / 821 – 681 م]، وكان هؤلاء الخلفاء يدعونه إلى موائدهم، وما يأكلون شيئا إلا في حضرته .. وكان حنين بن إسحق من أشهر الأطباء في العصر الإسلامي، حتى قيل عنه إنه أبوقراط عصره وجالينوس دهره. وحنين بن إسحق هذا تعلم الفقه على يد الإمام أحمد بن حنبل [164 – 241 هـ / 780 - 855م] وكذلك اللغة على يد سيبويه [148 – 180 هـ / 765 – 796 م] ونبغ في اللغة العربية نبوغا عظيماً .. ".
كما شهد البابا شنودة للدولة الطولونية، ومؤسسها أحمد بن طولون [220 – 270 هـ / 834 ـ 884م] "الذي كان من المحبين للأقباط كثيرا، والذي اختار مسيحيا لكى يبنى له مسجده .. واختار مسيحيا لكي يبنى القناطر وكثيرا من منشآته. . وكان يذهب كثيرا لزيارة دير القصير، وكان على صلة وثيقة برهبانه هناك. . فلقد كانت الأديرة المصرية دائما مجالاً لالتقاء الخلفاء والولاة، وكانوا يحبونها ويقضون فيها الكثير من الوقت، ويصادقون رهبانها وأساقفتها".
كما شهد البابا شنودة للدولة الإخشيدية، ومؤسسها محمد بن طغج الإخشيد [268 – 334 هـ / 882 – 946 م] "الذي كان يبنى الكنائس بنفسه وتولى ترميمها".
كما شهد البابا شنودة للدولة الفاطمية .. فقال: " ولا أستطيع أن أذكر مقدار اهتمام الخلفاء الفاطميين بالكنائس وبنائها وترميمها .. ".
ثم يختم البابا شنودة شهادته للتاريخ الإسلامي والسماحة الإسلامية، فيقول: " كما تولى الخلفاء والحكام إقامة الوحدة الوطنية ورعايتها .. ".
http://www.almesryoon.com/ShowDetailsC.asp?NewID=39851&Page=1&Part=10
ـ[أبو أحمد عبدالمقصود]ــــــــ[21 Oct 2007, 02:21 ص]ـ
بقلم: د. محمد عمارة: بتاريخ 20 - 10 - 2007
هل قرأ عظيم الفاتيكان هذه الشهادات ـ التاريخية والمعاصرة ـ على هذه الحقائق .. قبل أن يفترى على الإسلام ورسوله صلى الله عليه وسلم فرية الانتشار بحد السيف؟! ..
وإذا كان الرجل قد جهل هذا التراث الشرقي القديم .. والحديث .. والمعاصر .. فلماذا تجاهل الكتابات الغربية الحديثة التي أنصفت الفتوحات الإسلامية .. وأعلنت أن الانتشار الإسلامي إنما تم سلمًا، بل وحتى دون وجود "مؤسسة دعوية تبشيرية" تقوم على نشر الإسلام! ..
لقد قال "جورج سيل" [1697 - 1736 م]ـ وهو مترجم القرآن إلى الإنجليزية ـ: " لقد صادفت شريعة محمد ترحيبا لا مثيل له في العالم .. وإن الذين يتخيلون أنها انتشرت بحد السيف إنما ينخدعون انخداعا عظيما".
* وقال العلامة "سير توماس أرنولد": " إن الفكرة التي شاعت أن السيف كان العامل فى تحويل الناس إلى الإسلام بعيدة عن التصديق .. إن نظرية العقيدة الإسلامية تلتزم التسامح وحرية الحياة الدينية لجميع أتباع الديانات الأخرى .. ولقد قيل إن "جستنيان" [483 - 565 م]ـ الإمبراطور الروماني ـ أمر بقتل مائتي ألف من القبط فى مدينة الإسكندرية، وإن اضطهادات خلفائه قد حملت كثيرين على الالتجاء إلى الصحراء.
وقد جلب الفتح الإسلامي إلى هؤلاء القبط حياة تقوم على الحرية الدينية التى لم ينعموا بها من قبل ذلك بقرن من الزمان .. ويظهر أن حالة القبط في الأيام الأولى من حكم المسلمين كانت معتدلة نوعا ما.
وليس هناك شاهد من الشواهد على أن ارتدادهم عن دينهم القديم ودخولهم في الإسلام على نطاق واسع كان راجعا إلى اضطهاد أو ضغط يقوم على عدم التسامح من جانب حكامهم الحديثين. . بل لقد تحول كثير من هؤلاء القبط إلى الإسلام قبل أن يتم الفتح، حين كانت الإسكندرية ـ حاضرة مصر وقتئذ ـ لا تزال تقاوم الفاتحين، وسار كثير من القبط على نهج إخوانهم بعد ذلك بسنين قليلة .. ".
¥