تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

قال القس: وللعلم فى القرآن، كما لأهله، مكان مرموق ... وما أصحاب الأعراف إلا رجال يعرفون الناس بوجوههم ويدركون عنهم كل خفى مكنون: «وعلى الأعراف رجال يعرفون كلاً بسيماهم» (الأعراف 46). هؤلاء العالمون يرفعهم الله إليه ... وهم يفرحون بما لديهم من العلم: «فلما جاءتهم رسلهم بالبينات فرحوا بما عندهم من العلم» (غافر 83) ... وهم يلبثون فى كتاب الله متأملين فيه دون سواه من الكتب: «وقال الذين أوتوا العلم والإيمان لقد لبثتم فى كتاب الله» (الروم 56) ... أهل العلم هم فى القرآن النصارى المسلمون قبل المسلمين: «وأوتينا العلم من قبلها وكنا مسلمين» (النمل 42). اهـ.

أ - قال القس: وللعلم فى القرآن، كما لأهله، مكان مرموق ... وما أصحاب الأعراف إلا رجال يعرفون الناس بوجوههم ويدركون عنهم كل خفى مكنون: «وعلى الأعراف رجال يعرفون كلاً بسيماهم» (الأعراف 46). اهـ.

لازمت القس هنا لوثة تأليه البشر لأتفه الأسباب، فحسب أن «أصحاب الأعراف» آلهة يعرفون عن الناس «كل خفي مكنون». ولو رجع إلى المصحف لعلم لعلم أنهم مجرد بشر، وأن تسميتهم بذلك لم تكن لأنهم "أصحاب معارف" كما فهمها بجهله، ولكن لأنهم على حاجز عظيم بين الجنة والنار اسمه "الأعراف". قال تعالى: {وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ وَعَلَى الْأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيمَاهُمْ وَنَادَوْا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ (46) وَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَاءَ أَصْحَابِ النَّارِ قَالُوا رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (47)} [الأعراف/46، 47] وفي (التفسير الميسر): «وبين أصحاب الجنة وأصحاب النار حاجز عظيم يقال له الأعراف، وعلى هذا الحاجز رجال يعرفون أهل الجنة وأهل النار بعلاماتهم، كبياض وجوه أهل الجنة، وسواد وجوه أهل النار، وهؤلاء الرجال قوم استوت حسناتهم وسيئاتهم يرجون رحمة الله تعالى».

ب - قال القس: وللعلم فى القرآن، كما لأهله، مكان مرموق ... وهم يفرحون بما لديهم من العلم: «فلما جاءتهم رسلهم بالبينات فرحوا بما عندهم من العلم» (غافر 83). اهـ.

لو رجع القس إلى المصحف لعلم أن الآية الكريمة لا تتكلم عن «مكان مرموق» لأهل العلم، بل عن الجهل المذموم لأهل الكفر! .. قال تعالى: {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا أَكْثَرَ مِنْهُمْ وَأَشَدَّ قُوَّةً وَآَثَارًا فِي الْأَرْضِ فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (82) فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَرِحُوا بِمَا عِنْدَهُمْ مِنَ الْعِلْمِ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (83) فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا قَالُوا آَمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ (84) فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْكَافِرُونَ (85)} [غافر/82 - 85]. وفي (التفسير الميسر): «فلما جاءت هؤلاء الأمم المكذبة رسلُها بالدلائل الواضحات، فرحوا جهلا منهم بما عندهم من العلم المناقض لما جاءت به الرسل».

جـ - قال القس: وللعلم فى القرآن، كما لأهله، مكان مرموق ... وهم يلبثون فى كتاب الله متأملين فيه دون سواه من الكتب: «وقال الذين أوتوا العلم والإيمان لقد لبثتم فى كتاب الله» (الروم 56). اهـ.

سبحان الله قارئي الكريم! .. لن ننصح القس هنا بالرجوع إلى المصحف، فهل هذا المقطع من الآية يفيد أن أهل العلم هم الذين يتأملون في كتاب الله؟ .. إن المقطع واضح تمام الوضوح في أن القائلين هم أهل العلم، وأنهم يقررون أن مخاطبيهم لبثوا في كتاب الله، فكيف يصر عاقل بعد ذلك بأن الذين لبثوا هم أهل العلم؟! .. ولكن على قلوب أقفالها!

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير