قال القس: والآيات التى تدل على معرفة محمد بالقراءة كثيرة، نذكر منها: ... «اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبًا» (الإسراء 14). اهـ. وقال القس الهمام في موضع آخر عن القرآن العظيم: أُعطى فى اللغة العربية ليتمكن محمد من قراءته وحده دون الاتكال على سواه: «اقرأ كتابك. كفى بنفسك اليوم عليك حسيبًا» (الإسراء 14). اهـ.
لو رجع الكسول إلى المصحف لعلم أن المأمور بالقراءة في الآية الكريمة ليس نبينا عليه الصلاة والسلام، وأن الكتاب المذكور ليس هو القرآن، فلا داعي لكل القصص والأفلام التي يعيش فيها ويغر بها نفسه. قال تعالى: {وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنْشُورًا (13) اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا (14)} [الإسراء/13، 14].
><
10 - فرعون أو محمد .. لا يهم!
قال القس: فالوحى المحمدى إذن هو وحى لاحق لوحى سابق ... وإلهه هو إله بنى إسرائيل. قال: «لا إله إلا الذى آمنت به بنو إسرائيل» (يونس 90). اهـ.
لو رجع الأفندي إلى المصحف لعلم أن القائل ليس خير البشر صلوات ربي وسلامه عليه، وإنما هو شر البشر فرعون! .. قال تعالى: {وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آَمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آَمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ (90)} [يونس/90، 91].
><
11 - من القائل؟ .. هذا لا يعنينا!
قال القس: ولطالما صلى محمد إلى الله ليكون صادقًا أمينًا: ... «واجعل لى لسان صدق فى الآخرين» (الشعراء 84). اهـ.
لو رجع إلى المصحف لعلم أن العبارة ليست على لسان محمد صلى الله عليه وسلم، ولكن القائل هو إبراهيم عليه السلام: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ إِبْرَاهِيمَ (69) ... قَالَ أَفَرَأَيْتُمْ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ (75) أَنْتُمْ وَآَبَاؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ (76) فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ (77) الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ (78) وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ (79) وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ (80) وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ (81) وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ (82) رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ (83) وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآَخِرِينَ (84)} [الشعراء/69 - 84].
><
12 - القرآن يأمر بالغم عند ولادة الأنثى!
قال القس: وفيما يخص وضع المرأة وأحكام الزواج والطلاق، فالأمر شديد المشابهة فيما بين النصرانية والقرآن العربى، كما فى اليهودية سابقًا. جاء فى التلمود اليهودى أن "ولادة الأنثى سبب غم للأب"، وفى القرآن "وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسودًا وهو كظيم، يتوارى من القوم من سوء ما بشر به". اهـ.
تنبيه: طالت هنا العبارة القرآنية التي استشهد بها القس، حتى ظننتُ أنه لم يأخذها عن (المعجم المفهرس) وإنما عن مصنف آخر، لأن (المعجم المفهرس) يقتصر في الاستشهاد ولا يطيل، ثم وجدت فيه تحت مادة (ب ش ر) نفس العبارة التي استشهد بها القس على طولها، والسر أنها حوت لفظة (بُشِّر) مرتين، فجاءت متتالية كأنها عبارة واحدة، فعلمت أن القس هكذا وجد فنقل، وأنه لم يخالف عادته.
لو رجع إلى المصحف لعلم أن الحال المذكورة ليست تشريعًا يشرعه القرآن أو يستحسنه، بل هي نقيض ذلك، هي حال جاهلية للكافرين يذمها القرآن، قال تعالى: {وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ الْبَنَاتِ سُبْحَانَهُ وَلَهُمْ مَا يَشْتَهُونَ (57) وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ (58) يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ (59) لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ مَثَلُ السَّوْءِ وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلَى وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (60)} [النحل/57 - 61].
¥