تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

عارا أما شوراكى فقد ترجم العبارة على النحو التالى: " une affaire surprenante: أمرا غريبا غير متوقع".

كذلك ترجم الدكتور الذيب كلمة "بَغِىّ" فى قوله عز شأنه: "يا أخت هارون، ما كان أبوكِ امرأ سَوْءٍ، وما كانت أمك بغيا" إلى " abusée ومعناها: "المغرَّر بها"، فهل "البغىّ" هى التى يُغَرَّر بها؟ أم هل هى بالأحرى التى تريد إيقاع الرجال فى حبائلها؟ وفى بلاشير وأبو بكر حمزة وماسون والترجمة السعودية وزينب عبد العزيز: " une prostituée"، وهذه ترجمة صحيحة ومباشرة. وفى ترجمة بيرك: " une gaupe وعند شوراكى: " impudique" ( صفةً لا اسمًا)، وكلتاهما تؤدى المعنى المطلوب. وكذلك تؤديها ترجمة كشريد، ولكن بأسلوب المجاز والإشارة، إذ جاءت على النحو التالى: " une femme aux mœurs légères ومعناها بأسلوب المجاز مرة أخرى: "امرأة منحلّة".

وفى قوله جل جلاله عن اختلاف الفرق النصرانية حول طبيعة السيد المسيح بعد أن أعلن عليه السلام، وهو صبى فى المهد أمام الجموع التى أتت تتهم أمه بالعهر، بأنه ليس إلا عبدا لله آتاه الله الكتاب وجعله نبيا من أنبيائه: "فاختلف الأحزاب من بينهم ... " يترجم د. أبو ساحلية كلمة "الأحزاب" بـ" les coalisés"، وهى تعنى "المتحالفين"، على حين أننا هنا بإزاء فرق منقسمة متناحرة لا متحالفة. فالتحزب فى هذا السياق هو تحزب الفُرْقة والاختلاف، بخلاف التحزب فى غزوة الخندق مثلا الذى كان تحزُّب تحالفٍ ضد النبى والمسلمين، ومن هنا يصدق على من اشتركوا فى تلك الغزوة أن يسمَّوْا: " les coalisés"، ومن هنا أيضا أُطْلِق على تلك الغزوة اسم غزوة "الأحزاب". أما الأحزاب هنا فيمكن ترجمتها بـ" les sectaires" كما هو الوضع عند سافارى، أو " les partis" طبقا لما ترجمها به كل من مونتيه وحميد الله وكشريد وشوراكى، أو " les factions" حسبما نجد فى ترجمة كل من بلاشير والدكتورة ماسون وجاك بيرك والدكتورة زينب عبد العزيز، أو " les ligues" مثلما ترجمها جروسجان، أو " les sects" مثلما هو الأمر لدن أبو بكر حمزة ومازيغ وترجمة مجمّع الملك فهد.

أما ترجمته لقوله عَزَّتْ قُدْرَتُه بشأن الذين يؤلهون السيد المسيح: "أِسْمِعْ بهم وأَبْصِرْ يوم يأتوننا" إلى "& Eacute;coute-les et vois[-les]" بما يعنى "اسْمَعْهم وأَبْصِرْهم" (متبعا فهم جاك بيرك لها، وإن كان بيرك قد استخدم الفعل: " Entends" بدلا من "& Eacute;coute")، فليس لها إلا تفسير واحد: أن الأستاذ المترجم لا يعرف هنا من أمر اللغة العربية ما ينبغى أن يعرفه كل أحد لديه فكرة بسيطة عنها، إذ إن تلاميذ المدارس الصغار يدرسون فى النحو والصرف بابا اسمه باب التعجب يضم صيغتين مشهورتين لهذا المعنى هما: "ما أفعله! " و"أَفْعِلْ به! ". فأنت إذا أردت أن تعبر عن تعجبك من طول ليلة من الليالى قضيتها ساهرا لا يغمض لك جفن قلت: "ما أطول هذه الليلة! / أَطْوِلْ بها! وإذا أردت أن تتعجب من حسن منظرٍ ما قلت: "ما أحسن هذا المنظر! / أَحْسِنْ به! " ... وهكذا. وعلى ذلك فقوله سبحانه وتعالى يصف ما سوف يكون عليه يوم القيامة حالُ أولئك الكافرين الذين دمغهم فى نهاية الآية بأنهم يعيشون فى الدنيا فى ضلال مبين فلا يسمعون الحق ولا يستطيعون أن يبصروه: "أَسْمِعْ بهم وأَبْصِرْ يوم يأتوننا، لكنِ الظالمون اليوم فى ضلال مبين" معناه أنهم، وإن كانوا لا يسمعون ولا يبصرون اليوم بسبب ما يغشى بصائرهم من كفر غليظ، فإنهم يوم يَلْقَوْن ربهم سوف تكون مقدرتهم على السمع والإبصار والفهم عجبا من العجب، إذ ساعتها سوف ينقشع عنهم ما كان يطمس على أبصارهم ويسد نوافذ أسماعهم. أما ما قاله الدكتور المترجم فهو خطأ فى خطإ فى خطإ.

والعجيب أنه، رغم ذلك، قد أورد فى الهامش ترجمة حميد الله، الذى كتب يخطّئ جهوده فى ترجمة القرآن فى مقال له معلنا أنه قام بترجمة كتاب الله من جديد كى يضع حدا لما فى ترجمة العالم الهندى المسلم الكبير من عيوب. وهذه الترجمة تجرى هكذا: " Comme ils entendront et verrons bien le jour où ils viendront à nous!". وهو ما اتبعته بالحرف الترجمة السعودية، التى اتخذت من عمل محمد حميد الله أساسا لها ومنطلقا. ولقد كان ينبغى أن يقف د. سامى أمام تلك الترجمة مَلِيًّا ويتساءل عن السبب فى أنها جاءت هكذا، وبخاصة أن حميد الله قد أثبت

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير