تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ َوالمحصنات مِنْ الْمُؤْمِنَاتِ والمحصنات مِنْ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلا مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ فيقول الأوباش الجهلة: "الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمْ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ وَنيك المتزوجات مِنْ الْمُؤْمِنَاتِ وَنيك المتزوجات مِنْ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلا مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ". ومثل هذا فى الجهل والعامية تصوُّرهم أن كلمة "الأعراف" فى السورة التى تحمل هذه التسمية معناها، كما كتبوا تفسيرا لها، "العادات والتقاليد"، وهو خطأ فاحش، إذ معناها فى السورة هو المكان الذى يفصل بين الجنة والنار، ويستطيع الموجود فوقه أن يعاين أهل كل منهما. ومن ذلك أيضا تفسيرهم "الحِِجْر" فى السورة المسماة بهذا الاسم بـ"الحضن"، مع أنه لا علاقة بين الكلمتين، إذ "الحجر" فى السورة موضع من المواضع فى بلاد العرب، أما "الحضن" فشىء آخر. ولعلهم بجهلهم يظنون أن الحِجْر هنا هو حِجْر الإنسان، وهو الموضع المعروف من الجلباب. وحتى هذا لا علاقة له بالحضن كما هو بين. لكن ماذا نقول فى الأوباش الذين يُقْدِمُون على أمر دون أن يستعدوا له ويدرسوه كما ينبغى؟ إن للقرآن بركاته التى أعيت المؤسسات العالمية الراعية لما يسمى بـ"الفرقان الحق"، فكان ما كان من فضيحة مدوية عَفَّتْ على ذلك الضلال المبين وجعلته أثرا بعد عين. ولقد كان الأوغاد الذين لفقوا ما يسمى بـ"الفرقان الحق" أذكى بكثير من خرفاننا الحاليين، ومع هذا لم يشفع لهم ذكاؤهم وخبثهم وما تلقَّوْه من مساعدات هائلة من الاستخبارات الصليبية والصهيونية بشىء فى مواجهة بركات القرآن، فكيف يمكن أن ينجح هؤلاء الأوباش فيما فشل فيه من يفوقونهم ذكاء ودهاء بمراحل؟ وفى سورة "التكاثر" نراهم يشرحون هذه الكلمة بـ"النيك"، ولا أدرى لماذا، إذ لا علاقة بين الأمرين، إلا من فرط انشغال ذهنهم بتلك الكلمة لأنهم مآبين مغتلمون، فهى ملتصقة على الدوام بلسانهم لا يستطيعون عنها فكاكا.

بل إن تركيبا لغويا بسيطا كالذى فى قوله تعالى فى سورة"الأعراف": "فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ افْتَرَى عَلَى الله كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ؟ " نجد الأوباش يغيرونه إلى "فَأظلم واحد مِمَّنْ افْتَرَى عَلَى اللات كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ"، محولين بذلك الجملة الاستفهامية التامة إلى نصف جملة خبرية غير تامة لأن المبتدأ فيها ليس له خبر، ومن ثم فليس لكلام هؤلاء البهائم معنى. وواضح أنهم يعانون من جهل مبين صارخ. ولكن ما العجب فى أن يكون هؤلاء الخرفان على هذه الدرجة المفحشة من الجهل؟ وإلا فكيف سَمَّوْهم: "خرفانا" إذن بالله عليكم؟ ولأنهم خرفان نراهم يرتكبون هذا الخطأ فى كل مرة يعبثون فيها بهذه العبارة القرآنية.

وهم، لجهلهم وغبائهم، لا يستطيعون أن يفهموا أن الكلام فى قوله تعالى عن المؤمنين فى أول السورة التى تسمى بهذا الاسم قد جاء بصيغة المذكر، فتجدهم يظنون أن الفروج فى الآية التالية: "وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (5) " معناها "الأكساس"، إذ بدلوها إلى "وَالَّذِينَ هُمْ لأكساسهِمْ حَافِظُونَ"، متصورين أن الرجال عندنا كالرجال عندهم لهم " ... " مثل "القمص المنكوح"! كذلك نجدهم لا يستطيعون فهم التركيب فى قوله سبحانه: "وَالَّذِينَ يَرْمُونَ المُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَداً وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْفَاسِقُونَ (4) "، فيغيرونه إلى "وَالَّذِينَ يَرْمُونَ نيك المتزوجات ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَداً وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْفَاسِقُونَ (4) "، وهو خزى لو يعلمون عظيم. ولكن أَنَّى للخرفان عابدى الخروف أن تدرك معنى "الخزى"، فضلا عن أن تخجل منه؟ كذلك لا تقدر الخرفان على التفرقة بين "نَكَحَ" و"أَنْكَحَ": فالأولى بمعنى "تزوَّج"، والثانية معناها:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير