ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[18 Feb 2008, 10:52 م]ـ
ذكرت في الرابط التالي كلاما قد يفيد الاطلاع عليه، لتعلق بعضه بصلب الحوار الجاري هنا.
http://tafsir.org/vb/showpost.php?p=51306&postcount=12
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[19 Feb 2008, 12:53 ص]ـ
بسم الله ..
الرفق واللين والتسامح ليس أي منها مطلوبًا لذاته وإنما لمطلوب أسمى وهو رضى الله عز وجل وابتغاء ما عنده
وإلا لما كان جزاؤه عالياً يتناسب مع علو الصبر عليه ولمدافعته طبع نفسه!
ولما كان التسامح ليس هدفاً فى أصله فإذا تعارض مع ما هو أقوى منه مطلباً زال ولا شك!
فحين أتسامح فى حق أملكه فإنى أصيب مطلباً عالياً لغرض الثواب ورضا الرب عز وجل ..
لكن انظر إن كان التسامح قد تعارض مع أصل الذب عن الدين فهل يحتفظ التسامح بسموه أم أن الأولى حفظ الحقوق وكبت المعتدى!؟
وفي رأيي أن وصف هذا الـ (أباه) بأنه يلحس من قيء المستشرقين ليس سبًا، بل هو من إحسان الظن به!
والإشكال الذي يحصل لبعض الناس في هذا المقام هو: التسوية بين النوعين من السب، فيحسبون ذم الكل.
وليس كذلك، بل الفرق ظاهر بين ابتداء السب، وبين سب الساب. فالأول ابتداء بالعدوان، والثاني رد للمعتدي وكف للظالم.
ومن سوى بينهما لزمه التسوية بين قتل النفس بغير حق، وبين القصاص. فكلاهما قتل في الظاهر، لكن الأول ابتداء بالعداون، والثاني عقاب مستحسن، وكف للعدوان.
والخصم المعتدي قد لا يلجأ إلى ألفاظ صريحة في السب، لكن يستخدم أسلوب (الاستهبال)، فيزعم أنه لا يقصد (الإساءة إلى أحد)! ولكنه يبحث المسألة بحثًا علميًا! ثم يشرع المتهوك في الخوض في عرض رسول الله وأمهات المؤمنين والنيل من هذا الدين وأهله.
فينخدع بعض المسلمين بهذا الأسلوب المفضوح، ويحسبون أن ذلك ليس من السب، وأنه يجب مقابلته (بالرد العلمي المحايد)! .. وهذه غفلة أو قلة غيرة ونخوة.
وكثيرًا ما رأيت حوارات في المنتديات، يخوض النصراني في عرض رسول الله، والمسلم ملتزم (بالرد العلمي المحايد)! .. وتكون النتيجة إطالة الموضوع إلى سبع صفحات أو أكثر .. والنصراني يلتذ التذاذًا بإطالة الحوار وإعادة الكلام وتكراره، والمسلم منهمك في إيراد الاقتباسات من كتب التفسير والسيرة!
كذلك قد تكون معاملة المعاند بالشدة رفقًا بمن يقرأ له ورحمة به أن يفتتن، وأنقل في هذا المقام كلام شيخ الإسلام للدولة العثمانية مصطفى صبري رحمه الله:
" وأمر ثان: وهو أن البعض الآخر ممن قرأت عليهم من أصدقائي بعض أبحاث الكتاب وجد في أسلوب مناقشاته شيئا من الشدة والقسوة، ورأى أن التأثير على القارئ عند الملاينة يكون أكثر .. وجوابي عليه:
أن ردي على المخالفين صغته في درجات مختلفة من الشدة واللطف، وأنه ليس تعنيفي وتشديدي موجها إلى القراء، بل إلى الذين أناقشهم، وهم لا أمل لي في تحويلهم عن آرائهم الضالة المضلة بما جربتهم وجربهم غيري. وإنما أنا أهزمهم وأقضي عليهم بوابل من النقد العلمي ولا غرو إذا كان الوابل قد يصحبه الرعد والبرق. وبذلك أكون مؤثرا في عقول القراء الذين يجري النقاش في مرأى ومسمع منهم والذين عنيت بتأليف هذا الكتاب لأجلهم، ولست بشاتم للذين صوبت نحوهم سهام النقد الحاسم. ثم إني ما قسوت في القول إلا على الذين قست أقوالهم على أساس من أسس الدين أو علم من علومه أو طائفة من علمائه. ما فرطت في جنوب من ناقشتهم وفيهم المفرطون في جنب الله والمستهينون بالعقل والمنطق."
مصطفى صبري، موقف العقل والعلم والعالم من رب العالمين وعباده المرسلين (1/ 46).
" ولي جواب آخر عليه:
وهو أن موقفي في الكتاب ليس موقف الواعظ، ولو كان كذلك لكان الرفق واللين أوفق وأنجع، وكان للوعظ أهل غيري من أهل اللسان العربي. لكن موضوع الكتاب علمي بحت تنفق في سوقه الحقائق المجردة من كل تمويه وتطلية وتُقرع فيه الحجة بالحجة، ولا بدع إذا كان صوت القراع والصدام شديداً، لا سيما مع أصحاب الأقلام الذين طالما تلاعبوا بعقول قرائهم وباعوا الضلالة بيع الهدى، حتى أنهم إذا عرضوا على الناس الإيمان بالله عرضوه غير مستيقنين، إن لم يكونوا مستبطني الإلحاد. أو إذا عرضوا عليهم الإيمان بالرسول لا تكون بضاعتهم في ذلك غير سمسرة للمستشرقين أعداء الإسلام. ولا شك أن إنقاذ القراء واجتذابهم من أيديهم يتطلب عملا عنيفا وصراعاً قاسياً.
فأمامنا عند النقاش محاربون لعقيدة الإسلام محاربة مباشرة، أو من وراء الحواجز، واللين مع المحارب من شيمة الأحمق أو العاجز. "
المصدر السابق (1/ 51).
" ... ، إذ لا يكفي كون الرد شديد اللهجة مانعاً عن نشره إذا كان المردود كبيرة من الكبائر. وأي ذنب أكبر من التشكيك في الدين؟ وعند ذلك يكون التشدد في الرد عملا بمقتضى الحال الذي يُهتم به في قانون البلاغة، وإن لم أكن أنا من البلغاء، ولا يلام على الرد الشديد اللهجة إلا إذا كان مع ذلك ضعيف الحجة. أما شدة اللهجة مع قوة الحجة فلا يرغب عن نشر مقالة تجمع بينهما إلا ناشر يضمر المخالفة لمبدأ المقالة ويتظاهر بعدم الموافقة على لهجتها ".
المصدر السابق (1/ 55)
وللمزيد يُرجى مراجعة هذا الرابط:
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=2444
وجزاكم الله خيرًا.
¥