تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

لكن من بين ما قد يعاب على كتاب الطالبي أنه خلط بين رادينسون وغيره من الباحثين المستشرقين .. بينما يعلم الجميع أن بعض هؤلاء المستشرقين قدموا بدورهم دراسات متناقضة .. كثير منها نقدي لمنتوج زملائهم الغربيين "المستشرقين" .. الذين لم يكونوا أبدا حزبا واحدا ..

كما قد يعاب على الطالبي انه حاسب الشرفي وأركون ونائلة السليني وغيرهم ممن يخالفهم الراي بما نشره بعض المستشرقين مثل رادينسون .. فوقع في الاسقاط حيث عاب على خصومه ذلك .. الى حد وصف محمد أركون بـ"الفرنسي من أصل قبائلي؟؟ تلميذ الاباء البيض الذي حبس حياته كلها في هدم بنية القرآن ( .. ) وخدمة الرئيس بوش" (هكذا؟؟) فيما تهجم على الكاتب الجزائري مالك شبال ووصفه بـ"زعيم اسلام الانوار" وعرفه الطالبي بكونه "اسلام يستدعي الاستغناء عن الله والارسال به الى جبل اولانب Olympe مقر آلهة اليونان"#0236؟؟

ولاشك أنه يحق للطالبي أن ينقد خصومه بعمق أكاديميا .. لكن السؤال هو: هل يحق له أن يتهجم عليهم عقائديا ردا على وجهات نظرـ قد نختلف معها ـ لكن أصحابها قدموها وفق منهج علمي أكاديمي بصرف النظر عن نواياهم ومعتقداتهم .. التي يفترض أن لا تكون جزءا من السجال .. حتى لا ينحط مستوى الحوار العلمي .. ويتحول الى مشاكسات "مؤمنين" و"كفار" ..

* الخلط بين السجال مع البابا الحالي والتفاعل مع العلماء المعتدلين

واذ خصص الكاتب الجزء الثالث والاخير من كتابه لنقد بعض تصريحات البابا الحالي .. وقدم قراءة مطولة لمقولاته ومواقف بعض الرموز المتشددين في الثقافة المسيحية ـ اليهودية .. فان من ثغرات الكتاب أنه خلط أحيانا بين كل شيء .. بين المواقف الدينية والكتب المقدسة والتاويلات المختلفة والمتناقضة للمسيحية واليهودية والاسلام .. وآلاف الكتب والمقالات المعتدلة عن الاسلام والعرب دينا وتراثا وواقعا الصادرة عن علماء وخبراء اوروبيين وغربيين .. لم يكونوا ابدا جزءا من "المؤامرات الخارجية" على العالم العربي الاسلامي قبل أحداث 11 سبتمبر وبعدها .. التي يبدو أنها أثرت كثيرا في نفسية الكاتب .. كما أحدثت هزات في صفوف كثير من المثقفين والساسة وعامة الناس في العالم .. وفي المنطقة العربية على وجه الخصوص ..

كما خلط الكاتب بين القراءات الفلسفية والتاويلات الفكرية والتاريخية من جهة والمواقف الايمانية والعقائدية .. التي تبنى الطالبي بعضها رافعا شعار "ليطمئن قلبي" .. وذلك من حقه .. لكن هل يعني ذلك أن يسقط قراءة دينية اسلامية واحدة لتفسير بقية الاديان ومرجعياتها .. بما فيها المسيحية واليهودية .. حيث برزت آلاف القراءات الدينية .. وصراعات عقائدية تاريخية تسبب بعضها في تفجير حروب وصراعات سياسية دينية دامت قرونا بين دول أوروبية عديدة في العهدين الوسيط والحديث .. ويتواصل بعضها الى اليوم .. ؟؟

وهل يمكن أن "يطمئن قلب" المسلم اليوم .. أمام الكم الهائل من التحديات الثقافية والسياسية التي تواجهه بمجرد تقديم قراءة "ايمانية اسلامية" لتاريخ انبياء اليهود والمسيحيين وقداسهم وواضعي كتبهم المقدسة .. ؟؟

* كتاب يفتح باب السجال والحوار

تساؤلات بالجملة أثارها كتاب "ليطمئن قلبي" .. الذي ينبغي أن يقرأ بعمق .. قبل مناقشته والرد عليه بهدوء .. خاصة فيما يتعلق بمنهجه الذي بدا "ايمانيا" أكثر منه "معرفيا" .. و"عقائديا" أكثر منه عقلانيا ..

الكتاب سيثير زوبعة .. وانتقادات ضد المؤرخ والكاتب الكبير محمد الطالبي .. ستصدر عن خصومه وأنصاره .. وعن طلبته السابقين الذين كان يشدهم بحياده العلمي .. ورفضه مسايرة "المسلمات" و"الافكار المسبقة" .. عندما كان بعض زملائه المؤرخين في الجامعة يتعصبون في وصف المنهج الماركسي في تفسير التاريخ بـ"المنهج العلمي الوحيد" .. وكان الطالبي وهشام جعيط من بين قلة من المؤرخين اللذين يعترضون على هذا "التبسيط" .. وعلى القراءات "العقائدية" ويدعون الى قراءة التاريخ دون تعسف على الوقائع .. كما تبينها الوثائق .. أي المصادر والمراجع ..

ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[06 Feb 2008, 09:14 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

قرأت للطالبي كتابيه عيال الله وأمة الوسط ووجدته كاتباً رزيناً يبتعد عن السجالات والاستفزازات البراجماتية ولم أجد لديه ما يقوله الصحفي التأويل للنصوص الدينية واعني بذلك التأويل المنفلت

ويبدو من خلال سياق المقال مقال جريدة الصباح أن الكتاب شن حملة على الطالبي وانحاز إلى الشرفي وأركون ونائلة السليني وذهب يصفهما بأنهما مفكرين كبيرين .... من وزن الشرفي وأركون وهما في الحقيقة ليسا مفكرين كبيرين إلا إذا كان الطعن في المقدسات

يجعل الصغير كبيراً ... ويجعل المغمور مشهوراً .....

هل أصبح الشرفي مشهوراً لأنه قدم تحريفاً لآية الصيام انتهى من خلاله إلى أن الصيام ليس فرضاً وإنما هو بالخيار بين الفدية والصيام

أم لأنه اعتبر النصرانية متكافئة مع الإسلام في لاهوتها وهو قد علم تماماً من خلال رسالته الرد على النصارى أن النصرانية لا تمتلك أي أسس عقلية ولا تاريخية ولا لاهوتية

يبدو لي أن الكتاب مهم ونحن بأمس الحاجة إلى الاطلاع عليه ...

وانا أقدر الطالبي جداً لأنه استطاع أن ينجو بنفسه من الجو الموبوء الذي تعيشه تونس فكرياً ووو

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير