تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ج - غستاف فلوجل Gustav Flugel ( 1802 – 1870 ) ، وضع طبعةً للنص العربي للقرآن (ليبزيج Leipzig : 1834 – ط2، 1842، ط3، 1885) صارت هي المعتمدة عند المستشرقين من ذلك الوقت إلى اليوم، على الأقل في ترقيم آيات القرآن، كما وضع أول معجم مفهرس لألفاظ القرآن الكريم، مع ذكر رقم السورة والآية التي ترد فيها، وأسماه " نجوم الفرقان في أطراف القرآن " في مدينة ليبزيج عام 1934، وقد أسدى من خلاله خدمة جلى للباحثين عموما (وقد اعتمده فؤاد عبد الباقي في كتابه " المعجم المفهرس للقرآن الكريم "، وتعقب عليه ما فاته). [وفلوجل هو ناشر كتاب الفهرست لابن النديم وكشف الظنون في أسماء الكتب والفنون لحاجي خليفة]

د - غوستاف فايل Gustav weil ( 1808 – 1889 ) وضع الأساس لعلوم الإسلام في القرن التاسع عشر، وذلك في كتاب " النبي محمد: حياته وتعاليمه " (اشتوتجر 1843)، وذكر د. عبد الرحمن بدوي أن كتابه هذا كان أشد الكتب تحاملا على النبي، وبعداً عن الموضوعية العلمية والدقة التاريخية. وكتابه " مدخل تاريخي نقدي إلى القرآن " (1844)، قسم فيه القرآن إلى ثلاث مراحل بالإضافة إلى مرحلة مدنية (وقد بنى نولدكه هذا التقسيم)، وزعم فايل وهو يهودي الديانة) أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعرف القراءة والكتابة (19).

(2) أطروحة نولدكه: " تاريخ النص القرآن "

كان موضوع أطروحته هو " أصل القرآن وترتيب سوره "، قدمها سنة 1858. ولما أعلنت أكاديمية باريس عن جائزة، لبحث يكتب في موضوع القرآن؛ رحل في طلب المزيد من المصادر لرسالته، وتوسع فيها، ثم أرسل مساهمته بعنوان " تاريخ القرآن " إلى مسابقة تلك الأكاديمية (مجمع الكتابات والآداب في باريس). فنال الجائزة سنة1858 (تقاسم الجائزة هو وشبرنجر ( Spenger : 1813 – 1893) ، والمستشرق الإيطالي وميكليه أماري ( Michele Amari : 1806 – 1889) عن بحثه " الترتيب الزمني لآيات القرآن " Memoire sur la Cronologie du Coran . وبعد أن أعاد نولدكه النظر في تلك الرسالة، ترجمها إلى الألمانية، ونشرها بعنوان: " تاريخ النص القرآني " سنة 1960.

وظهرت الطبعة الثانية من الكتاب وقد زيدت ثلاث مجلدات في عام 1909 و 1919 و 1938. وقد أسهم في إنجاز كل من تلميذه المستشرق شفالّي SCHWALLY الذي أصدر في مجلدين (ليبزيج 1909 – 1919)، فلما مات قام برجتستريسر وبريتسل بإخراج الجزء الثالث منه بعنوان " تاريخ النص القرآني ". وسأخص تلامذة نولدكه هؤلاء بكلمة قصيرة، بعد تقديم " تاريخ القرآن " والتنبيه على مدى ما كان له من أثر في توجيه أفكار كثير المستشرقين.

وكتاب " تاريخ النص القرآن " عبارة عن عرض تاريخي مفصل لكل ما يتصل بالقرآن منذ نزول الوحي حتى آخر طبعة ظهرت في القرن التاسع عشر. خصص الجزء الأول للسور المكية والمدنية. وتطبيقاً للمنهج التاريخي تابع نولدكه " فايل " في تقسيمه للسور زمنيا إلى ثلاث فترات مكية وفترة مدنية (وهو تقسيم لقي استحساناً عند كثير من الباحثين)، كما حدَّد في هذا الجزء مميزات السور المكية والمدنية؛من حيث الأسلوب والمضمون. أما الجزء الثالث فقد خصصه لمعالجة تاريخ القرآن (21). وبذلك أعاد نولدكه ترتيب القرآن زمنيا على غير الطريقة الإسلامية، فأصبح الترتيب الذي انتهجه نولدكه يشغل أذهان المستشرقين جميعاً، ويُعلقون عليه أخطر النتائج في عالم الدراسات القرآنية (24).

فالبحث في تاريخ القرآن هو بحث في توثيق النص القرآني: ملابسات نزوله، جمعه وتدوينه، قراءاته ... والغاية ربطه بمناخه العام؛ لإثبات بشريته.

ويعتبر هذا الكتاب أخطر كتاب أنتجه الغرب في تاريخه مع تعامله مع النص القرآني، ويكفي هذا الكتاب شهرة ومكانه أنه أصبح عمدة في فرع تخصص " قرآن "، وأنه أصبح ملاذا للمستشرقين، وعلى من يريد الاشتغال علميا بالقرآن على أي نحو من الأنحاء. وذكر د. ميشال جحا أنه أصبح راسخ القدم في العلوم القرآنية، وأنه وضع أسس البحث العلمي للدراسات القرآنية التي جاءت من بعده (20).

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير