تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

- بروكلمان (1868 – 1956) عرض لتاريخ القرآن ولمسألة الوحي في الجزء الأول من كتابه " تاريخ الأدب العربي "، وخص بالذكر تلامذة أسهموا إلى جانب شيخهم في بناء تاريخ القرآن، وركزوا جهودهم العلمية على توثيق النص القرآني، مع ما يتطلبه ذلك من جمع النصوص وتحقيقها وفهرستها. وبروكلمان أوضح من تناول القرآن فرفع عنه قداسته الدينية؛ فاعتبره مرحلة من مراحل الأدب العربي، وقارن بين القرآن وسجع الكهان فقال: " ولكن محمداً التاجر المكي هو الذي ساقته ضرورة دينية أعز وأقوى إلى أن يُعلن صلتَه بالله ... واستخدم محمد في دعوته أساليب الكاهن ... كان محمد في أقدم مراحل دعوته الدينية يُطلق ما يدور بخلده، وهو صادق الاستغراق والغيبوبة، في جُمَلٍ مؤثرة يغلب عليها التقطع والإيجاز وتأخذ طابع سجع الكهان " (34).

- شفالي (1863 – 1919)، تخرج باللغات الشرقية على نولدكه، وأعاد طبع " تاريخ القرآن " لنولدكه في مجلدين (1909 – 1919)، وقدم دراسة حول القرآن بمناسبة تكريم سخاو 1915 (35).

- جوتهلف برجشترسير (1886 – 1933)، متخصص في اللغات السامية والدراسات الإسلامية. ومنذ أن عُين أستاذاً في جامعة منشن، وضع مشروعا لنشر المؤلفات الأساسية في قراءات القرآن تولت الإنفاق عليه ورعايته أكادمية بافاريا للعلوم. حصل على الدكتوراه في موضوع " أدوات النفي والاستفهام في القرآن " 1914، على يد أوجست فيشر، ونهض بعد وفاة شفالي وأخذ الأستاذية بكتاب " معجم قراء القرآن وترجمهم ". باستكمال تعديل كتاب نولدكه " تاريخ النص القرآني "، وبإعادة كتاب الجزء الثالث من الكتاب على نوع جديد. ومات قبل أن ينشره، فنشرة بريتسل Otto Pretzl .

وقدِم برجشتريسر مصرَ أُستاذاً زائرا (1931 – 1932) ً وألقى في جامعاتها في مطلع الثلاثينيات سلسلة محاضرات في تطور النحو العربي، ومحاضرات في قواعد نشر النصوص العربية (أعدها للنشر أحمد البكري وخليل عساكر، وهما في تلاميذه الذين ألقيت عليهم هذه المحاضرة، ونشرها في الأخير د. أحمد البكري سنة 1967). وفي القاهرة استمع برجشترسير إلى القرآن الكريم من قارئ مشهور، فذهب إليه ودون أنغامه بالنوتة. وكتب برجشترسير في موضوع القرآن في إسلاميكا (1929). ومن مقالاته " قراءة الحسن البصري " سنة 1936، ونشر تاريخ قراءات القرآن 1929، وحقق القراءات الشاذة في كتاب المحتسب لابن جني سنة 1933. وعُني بـ " غاية النهاية في طبقات القرآن " لابن الجزري 833هـ، في مجلدين سنة 1832. ونُشِر بعد وفاته كتاب ابن خالويه " مختصر شواذ القراءات " سنة 1934 بفهارس من إعداد بريتسل. وقد أنشأ للقرآن متحفاً في ميونيخ Munchen، وذلك بعد أن قرر المجمع العلمي البافاري في ميونيخ جمع المصادر الخاصة بالقرآن الكريم وعلومه، وضبط قراءاته لنشرها، فتولى برجشترسير هذه المهمة الفريدة. وقد جُمعت في ذلك المعهد آلاف النسخ من القرآن الكريم مطبوعاً أو مخطوطاً أو مصوراً.

وهكذا ضم المتحف الصور الشمسية لسائر مخطوطات القرآن في أرجاء العالم.

كما ضم آلاف المخطوطات باليد من جميع العصور، حتى ولو كانت ورقة واحدة.

- وكذا المطبوعات الخاصة بتفسير القرآن وعلومه، وجعل لكل آية منه علبة خاصة يوضع فيها تفسير كل مفسر لها من عصر الصحابة إلى اليوم (36).

وكان الهدف من كل ذلك أن يُقارنوا بين نصوص القرآن الكريم في مختلف نسخه المخطوطة بين بلد وآخر، وناسخ وآخر ... ولهذه الغاية تمَّّ تدوين كل آية في لوح خاص مع ما عُثر على كل رسم لها في مختلف المصاحف، وبيان قراءتها وتفاسيرها المتعددة.

وقد بُذلت جهود كبيرة، وأُنفِقت أموال طائلة في تحضير هذا المعهد أو المتحف القرآني، وكان هذا المتحف يضم: أهم المراجع العربية التي تتناول التفسير والقراءات وعلوم القرآن وصوراً من المخطوطات التي تتناول هذا الموضوع من جميع المكتبات في العالم، وصوراً من النسخ المخطوطة من القرآن الكريم من مختلف العصور؛ من القرن الهجري الأول حتى القرن العشرين.

وبعد وفاة برجشترسير المبكرة إثر سقوطه في الجبال سنة 1933، انتدب المجمع المذكور بريتسل لاستكمال هذا المشروع (37).

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير