تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

- أوتو بريتسل (1893 – 1941) أستاذ اللغات السامية في جامعة ميونيخ، تخصصه الأول كان في علم العهد القديم من الكتاب المقدس، وأصبح من المتخصصين في الدراسات الإسلامية. وعضو المجمع العلمي البافاري، وعضو في جمعية المستشرقين الألمان. وقد ارتبط اسمه بالدراسات الخاصة بقراءات القرآن. لاحظنا أنه اشترك مع برجشترسير في نشر الجزء الثالث من " تاريخ النص القرآني " لنولدكه. وبعد أن انتدبه المجمع البافاري بادر إلى إنجاز المكتبة القرآنية وتتميم مهامها، وانجلت هذه المهمة عن نشر طائفة من مصادر القراءة وعلوم القرآن، منها:

كتاب التيسير في القراءات السبع لأبي عمرو بن سعيد الداني (444هـ) استانبول 1930.

كتاب المقنع في رسم مصاحف الأمصار من كتاب النقط للداني.

كتاب الإيضاح في الوقف والابتداء لأبي بكر الأنباري، إسلاميكا (6، 224)، ثم طبع بالقاهرة (المكتبة الإسلامية). وله أيضا في مجلة إسلاميكا:

كتاب معاني القرآن لابن منظور (6، 16).

كتاب تعليل القراءات السبع للشيرازي (6، 17).

كتاب المشتبه في القرآن للكسائي (6، 241).

وأصول علم القراءة (6، 1934).

ونشر بمعاونة إيزين: فضائل القرآن وآدابه لأبي عبيد القاسم بن سلام (26، 243) (38).

ومن الغريب حقا أن يتعرض هذا المعهد الذي خصصت له الجامعة جهودا مادية وعلمية، ووفرت له جميع الوثائق اللازمة لمحاكمة النص أن يُدمر أثناء الحرب العالمية الثانية فيذهب هباء منثورا.

وأخيراً نتساءل ما سر هذا الاهتمام بدراسة القرآن الكريم ونشر ما يتعلق بآثاره؟ ما هي الغاية من توثيق النص القرآني، وجمع المصاحف من أرجاء الأرض وتصويرها تصويراً شمسياً في عدة نسخ، لتيسير الاطلاع عليها والحصول على صور منها؟ لماذا هذه العناية بجمع القراءات وتدوينها؟ فهل وجدوا فروقا وتبايناً بين أقدم نسخة وأحدثها؟ إلى أي شيء هدتهم المقارنات بين المخطوطات والقراءات؟ لاشك أن الآية التاسعة من سورة الحجر تُطل على القوم من بين ركام المخطوطات، ويتردد قول الله تعالى: {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون}

ووجدت د. محمد حميد الله يذكر السبب الذي من أجله عنيت جامعة ميونيخ بالنص القرآني، ففي القرن الماضي جمع بعض كبار قسيسي ألمانيا جميع مخطوطات الإنجيل باليونانية (وهو الأصل عندهم كالعربية للقرآن)، من العالم كله، وقارنوا سطراً سطراً، وحرفا حرفا، فوجدوا " تقريباً مائتي ألف اختلاف في الرواية، فلما رأوا هذا، أسسوا معهد البحوث القرآنية في جامعة ميونيخ، وجعلوا يجمعون نُسخ القرآن من جميع أنحاء العالم، وهذا لثلاثة أجيال متوالية، أثناء قيامه بمهمة تصوير مخطوطات القرآن في المكتبة الأهلية بباريس، وأخبره قائلا: " عندنا في هذا الوقت اثنان وأربعون ألفاً من مخطوطات القرآن، كاملة وجزئية، وعمل المقارنة جار.

وأطلت النازية، وتسلمت الحكم في ألمانيا سنة 1933 (سنة وفاة برجشتريسر)، وانتكست الدراسات الشرقية في ألمانيا، وتشتت المستشرقون الألمان في أنحاء الأرض. مَن كان من أصل يهودي هاجر إلى فلسطين وإلى الولايات المتحدة خاصة، وترك بعضهم ألمانيا؛ احتجاجا على الحكم النازي، أما مَن بقيَ منهم فقد عاش في جو من الإرهاب الفكري، كما هلك بعضهم في الحرب التي عانت فيها ألمانيا الكثير من الخراب والدمار (39).

ونُسف المعهد أثناء الحرب بقنبلة أمريكية ... لكن الأصول موجودة، فإذا كان عند أحد مال وَشَوْق، فليحاول جمعها من جديد ليصل إن شاء الله إلى النتيجة نفسها.

سادساً: خلاصات واستنتاجات

إن جهود مدرسة نولدكه لم تخرج عن الأطر المعرفية للاستشراق، فهي بدورها أنكرت سماوية القرآن ونبوة الرسول عليه الصلاة والسلام. فما هو الجديد عند شيخ المستشرقين؟ قيل هو المنهج الذي صار قدوة للمعجبين الذي جعلوه ملكا علميا مشاعا بينهم. وأي منهج يقود إلى ما قاله مشركو قريش منذ قرون. ولست أدري كيف نقبل قول د. ميشال جحا من أن نولدكه " حاول في كل ما كتب أن يكون مثال العالم المتجرد العقلاني، فلم يتجن في أبحاثه على الإسلام، ولم يحاول أن يدَّعيَ معرفة أشياء لم يكن يعرفها، ولهذا جاءت آراؤه واضحة جلية وخاضعة لصفة التجرد بعيدة عن الهوى والتضليل " (40).

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير