-لم تنقل أقلام المستشرقين حقيقة الإسلام إلى ملايين الأوربيين، وحجبوا أنواره عن نفوسهم؛ وتركوا حول القرآن أباطيل وترهات فظلت صورة الإسلام مشوهة إلى الآن.
– ركزوا على الجوانب القاتمة من تاريخ الإسلام وأولوا اهتماما خاصاً بالحركات الباطنية.
كان من آثار جهود الاستشراق تبني أهل التنوير من العرب لطروحاته؛ فظلوا يُشيعون التخاذل في نفوس بعض المسلمين إلى الآن. ولكن هل استطاعت تلك الجهود أن تُطفئ نور الحق في العالم؟ أما أهل التنوير بين أهل الإسلام فقد استحبوا العمى؛ فهم في التيه يعمهون، وفي قيود التقليد يرسفون.
و في الأخير، أعود إلى سورة الحجر لأقرأ:
" الر تلك آياتُ الكتابِ وقرآن مبين رُبَما يَوَدُّ الذين كفروا لو كانوا مسلمين ذَرْهُمْ يأكلوا ويتمتعوا ويُلْهِهِمُ الأملُ فسوف يعلمون " [الحجر: 1 –3]
وإلى جزء من هذه الآية من سورة النساء: 89 {وَدُّوا لو تكفروا كما كفروا فتكونون سواء ... } صدق الله العظيم.
وعلى كل فإن المؤسسات الاستشراقية كانت تحركها نوازع أرضية. ودهاقنة الاستعمار يتسربون إلى خيرات أرض المستضعفين وفي ركابهم مستشرقون يفتشون في ماضي أولئك المستضعفين، يُشهرون العقلانية والتاريخانية والفيلولوجية، وغايتهم بتر الصلة بين السماء والأرض، وجَعْل المستضعفين مشدودين إلى الأرض؛ قصد إفراغهم من محتوياتهم، وإطفاء نور الله تعالى في نفوسهم، وتركهم في العراء يتخبطون في القلق والضياع.
هوامش:
(1) ينظر: الدراسات العربية والإسلامية في الجامعات الألمانية (المستشرقون الألمان منذ نولدكة): رودي بارت: 1901 – 1982، ترجمة: مصطفى ماهر - ط1، القاهرة، دار الكتاب العربي للطباعة والنشر، 1967، ص 11 – وذكر د. عبد اللطيف الطيباوي أن خلفاء البيزنطيين في القرون الوسطى، فاقوا البيزنطيي في تنمية العداء والتحامل على الإسلام ن وبث المعلومات المشوهة عنه." وهكذا كان الإسلام بالنسبة لهم من " عمل الشيطان " وكان القرآن " نسيجاً من السخافات "، وأن محمداً (صلى الله عليه وسلم) " نبي كذاب ". أما المسلمون فهم ليسوا سوى نوع من المتوحشين لا يكاد يحظى بأية ميزة إنسانية " (المستشرقون الناطقون بالإنجليزية، دراسة نقدية، ترجمة: د. قاسم السامرائي، السعودية، جامعة الإمام محمد بن سعود 1991، ص19).
(2) المستشرقون: نجيب العقيقي: 1/ 124 (ط4) – الموسوعة الميسرة [مادة: قرآن]: إشراف محمد شفيق غربال – د. ط، القاهرة، مؤسسة فركلين للطباعة والنشر – الاستشراق والمستشرقون: عدنان محمد وزان – سلسة دعوة الحق، السنة 3، العدد 24، يناير 1984، ص107
(3) الدراسات العربية والإسلامية في أوربا: ميشال جحا – ط1، بيروت، معهد الإنماء العربي،1982، ص 185
(4) الدراسات العربية والإسلامية في أوربا: ميشال جحا: 186 – المستشرقون: نجيب العقيقي:: 2/ 341
(5) الدراسات العربية والإسلامية في أوربا: ميشال جحا، ص 190
(6) موسوعة المستشرقين: د. أحمد بدوي – ط2، بيروت، دار العلم للملايين،، 1989، ص: 205
(7) الدراسات العربية والإسلامية في الجامعات الألمانية (المستشرقون الألمان منذ نولدكة، ص17
(8) موسوعة المستشرقين: د. عبد الرحمن بدوي، ص 310
(9) الدراسات العربية والإسلامية في الجامعات الألمانية (المستشرقون الألمان منذ نولدكة): رودي بارت: 1901
(10) المستشرقون: العقيقي: 2/ 418 – وقال أولريش هارمان (مدير معهد غوته ببيروت من 1978 - 1980): " كانت الدراسات الألمانية حول العالم الإسلامي قبل عام 1919 أقل براءةً وصفاء نية، فقد كان كارل هاينريش بيكر، وهو من كبار مستشرقينا منغمسا في النشاطات السياسية، حتى أصبح في عام 1914 شديد الحماس لمخطط استخدام الإسلام في إفريقيا والهند كدرع سياسة في وجه البريطانيين. وقد أعرب فيما بعد عن أسفه لتورطه في هذا الموضوع (الإشراق الألماني، منجزات ومراجعة ومواقف - مجلة الباحث، السنة 5، العدد الخامس والعشرون، كانون الثاني 1983، ص145).
(11) الدراسات العربية والإسلامية في الجامعات الألمانية (المستشرقون الألمان منذ نولدكة): رودي بارت:20 - الدراسات العربية والإسلامية في أوربا: ميشال جحا، 187
¥