تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ومعلوم كذلك: تشديد الإسلام في أمر الدماء، حتى إن القرآن يقرر مع كتب السماء: {أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا} (المائدة: 32). ويقول رسول الإسلام: "لا يزال المؤمن في فسحة من دينه حتى يصيب دما حراما". رواه البخاري عن ابن عمر.

كما أن تدمير المنشآت الحكومية إنما هو في الحقيقة: تدمير لممتلكات الشعب في النهاية.

ومن أساليبهم: ضرب السياح، وهم قوم (مستأمنون) بلغة الفقه الإسلامي، قد أُعطُوا الأمان من قبل الدولة، التي أمنتهم بإعطائهم سمة (تأشيرة) الدخول، فيجب أن يحترم أمانهم، ولا تخفر ذمتهم، ولا يعتدى عليهم في نفس ولا مال، ولو كان الذي أعطاهم الأمان عبد من المسلمين، فقد جاء في الحديث: "المسلمون يسعى بذمتهم أدناهم" [36] وقال عليه الصلاة والسلام: "ذمة المسلمين واحدة، فمن أخفر مسلما، فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين". [37]

وقال الرسول الكريم لأم هانئ وقد أجارت أحد أحمائها من المشركين: "قد أجرنا من أجرت يا أم هانئ". [38]

وقد فصلنا الحديث عن الأمان في دراستنا الموسعة عن (فقه الجهاد).

هل يحقق العنف هدفا؟

وقد تبين للدارسين والمراقبين لأعمال العنف والمقاومة المسلحة: أنها لا تحقق الهدف منها، فلم تسقط بسببها حكومة، بل لم تضعف بسببها حكومة. كل ما يمكن أن تنجح فيه جماعة العنف في بعض الأحيان: قتل رئيس دولة أو رئيس وزارة أو وزير، أو مدير أمن أو نحو ذلك. ولكن هذا لا يحل المشكلة، فكثيرا ما يأتي بدل الذاهب من هو أشد منه وأنكى وأقسى في التعامل مع الإسلاميين، حتى يقول القائل:

رب يوم بكيت منه، فلما صرت في غيره بكيت عليه!

أو كما قال الآخر:

دعوت على عمرو فمات، فسرني بليت بأقوام، بكيت على عمرو!

خسائر جماعات العنف

لقد انتصرت الحكومات دائما على جماعات العنف التي لم تكسب شيئا، بل خسرت على عدة مستويات:

1 - مستوى الخسائر الشخصية، فكثيرا ما يُقتل هؤلاء الشباب، ومن لا يقتل منهم يساق إلى السجون، ويقضي سنين كثيرا ما تطول، ويتعرض للأذى البدني والنفسي، ويخسر كثير منهم جامعته إن كان طالبا، أو وظيفته إن كان موظفا، أو تجارته إن كان تاجرا، وتتعرض أسرته للضياع المادي والأدبي في غيبته. وهذه خسائر كبيرة وحقيقية، وقد رأيناها ولمسناها. وهي لهم إن شاء الله في ميزانهم بنياتهم ـ إن كانوا مخلصين في نياتهم، وكانت أعمالهم مبنية على اجتهاد صادر من أهله في محله ـ ولكنها بمقياس دنيانا: خسائر مجانية!.

2 - مستوى الخسائر للدعوة الإسلامية نفسها، في الداخل والخارج، باستغلال حوادث العنف، التي تحدث من هذه الجماعات، لتشويه صورة الإسلام وأهله، وتصوير الإسلام بأنه خطر على العالم، وتصوير المسلمين بأنهم وحوش، لا قلوب لهم، ولا تعرف الرحمة إلى أفئدتهم سبيلا، وخصوصا بعد حوادث قاسية، مثل مذبحة الأقصر في صعيد مصر، وحوادث (بن طلحة) [39] وغيرها في الجزائر، وما حدث فيها من فظائع مروعة، تتفتت منها الأكباد، ويندى لها الجبين.

3 - إعطاء الذريعة لضرب التيار الإسلامي%2

ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[08 Jun 2008, 07:22 م]ـ

بغض النظر عن كون الدكتور القرضاوي غير متفق على إمامته في العلم الشرعي ..

فهذا الكلام عن الجهاد ضد المجتمعات المسلمة بعد تكفيرها لا نختلف في إنكاره ..

ولم يقصر العلماء في إنكاره والتحذير منه ..

حتى الصليبي توران نفسه يقول:

((بينما يدين أغلب رجال الدين المسلمين الأعمال الإرهابية، فإنهم في حاجة ليتخذوا موقفًا أكثر وضوحًا بشأن "الجهاد" خاصة مع تكراره الكثير في القرآن)).

كما هو مكتوب في المداخلة الأصلية.

فليت شعري ما هي مسئولية علمائنا عن مزيد من الجهد في بيان معاني الجهاد؟

وهم لم يقصروا في إنكار هذا الانحراف كما هو معلوم؟

ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[08 Jun 2008, 07:49 م]ـ

بغض النظر عن كون الدكتور القرضاوي غير متفق على إمامته في العلم الشرعي ..

أحترم وجهة نظرك. وأذكر أنك ذكرتنا برأيك هذا في د. القرضاوي في مداخلة سابقة في المنتدى.

غير أنني لا أرى سببا وجيها لهذا التذكير. وإلا اضطررنا لإبداء هذه المقدمة كلما ذكرنا اسم أحد الفقهاء أو المشايخ. فلا يخلو عالم من عدم اتفاق على إمامته أو علمه.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير