تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ما هي نصوص الكتاب التي دلت على إعجاز القرآن لنعيد النظر فيها ونتأملها ونتملاها إلى أن تنفتح علينا بأجوبة شافية كافية؟

يقول الله تعالى ? قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً ? [الإسراء: 88].

? أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّثْلِهِ وَادْعُواْ مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ? [يونس: 38].

? وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ وَادْعُواْ شُهَدَاءكُم مِّن دُونِ اللّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ [23] فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ وَلَن تَفْعَلُواْ فَاتَّقُواْ النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ ? [البقرة: 24].

? فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِّثْلِهِ إِن كَانُوا صَادِقِينَ ? [الطور:34].

وتعتبر الآية الأخيرة حاسمة في الموضوع بحيث طلبت كلاما مماثلا للقرآن، من هنا يضحي قليل القرآن وكثيره معجزاً سواء منه حرفا واحدا أو أكثر، وهذا ما يمكننا من إدراك أين يكمن إعجاز القرآن؟ ولئن سبقت الإشارة لإعجاز الكلمة الواحدة فكيف بالحرف الواحد؟ إذ كل ما في القرآن قرآن، والقرآن معجز كليا وجزئيا.

حينما طالعنا أسماء القرآن وجدنا بأن من جملة أسمائه الروح ولعل التنقيب عن هذا الاسم يأتينا بالجديد الذي نبحث عنه.

1 - يسألونك عن الروح

{وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً} [الإسراء: 85]

والروح جسم لطيف، تبصره البصيرة النيرة بنور ربها. وأصلها:

1. إما كلام فصل ليس بالهزل: {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُوراً نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاء مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} [الشورى: 52]؛

2. وإما نفخة ربانية، لقوله تعالى: {فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُواْ لَهُ سَاجِدِينَ} [الحجر: 29]؛

وكل ما له علاقة بالذات العالية لا علاقة له بالخلق؛ إذ الخلق صنع الله والروح نفخة ربانية أو كلام رباني، ومن هنا كان القرآن أمرا من أمر الله وليس خلقا من خلق الله. وقد اختص سبحانه وتعالى: بالخلق والأمر: {أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} [الأعراف: 54]

وهنا كمن خطأ المعتزلة في ادعائهم بأن القرآن خلق من خلق الله. كما أخطأ أهل السنة في ردهم القول بأن القرآن مُحْدَث، فالقرآن محدث غير مخلوق بدليل: {مَا يَأْتِيهِم مِّن ذِكْرٍ مَّن رَّبِّهِم مُّحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ} [الأنبياء: 2]

فالقرآن أنزل ونُسخ أي نقل من اللوح المحفوظ حيث كان مكنونا إلى دنيا الناس حيث أضحي في رق منشور وهذا معنى حدوثه. وليست بين الخلق والحدوث لا علاقة ترابط بحيث إذ وجد إحداها وجد الثاني لزوما، ولا نسبية بين العبارتين، فالحدوث وقع بنزول القرآن الأرض والخلق صنع الله، والقرآن الكريم أمر من أمر الله وليس صنعا من صنع الله. وهذا ما غاب عن الشيخ عبد العزيز بن عبد الله الراجحي في الرد على شبهة الجهمي القول بخلق القرآن: التوجيه الصحيح للآي حيث جاء تحت عنوان: الدليل على بطلان شبهة الحدوث ما يلي: ""والدلالة على أنه جمع بين ذِكْرين لقوله: {مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ} فأوقع عليه الحدث عند إتيانه إيانا، وأنت تعلم أنه لا يأتينا بالأنباء إلا مبلِّغ ومذكِّر، وقال الله تعالى: {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ} {فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى} {فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ}.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير