تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

إذن يقول: "الدليل على أنه جمع بين ذِكرين لقوله: {مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ} فأوقع عليه الحدث عند إتيانه إيانا" يعني عند إتيانه إيانا، من الذي أتانا به؟ الرسول -عليه الصلاة والسلام-، وأنت تعلم أنه لا يأتينا بالأنباء -يعني بالأخبار- عن الله إلا مبلغ ومذكر؛ فالرسول هو المبلغ -صلى الله عليه وسلم- {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ} إذن من المذكر؟ الرسول {فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى} {فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ}.

إذن الرسول -عليه الصلاة والسلام- حينما أتانا بالأنباء إذن هو مذكِّر، هذا ذكر أتى به الرسول من عند الله -عز وجل-، فالحدث يقع على الذكر الذي جاء به الرسول -عليه الصلاة والسلام-، يقع على أيش؟ الحدث يقع على الذكر عند إتيانه إيانا، وعند إتيانه إيانا إنما جاء به محمد -صلى الله عليه وسلم-، واضح هذا؟ نعم.

"فلما اجتمعوا في اسم الذكر جرى عليهم اسم الحدث" لما اجتمعوا -ذكر الله وذكر النبي- جرى عليهم اسم الحدث، وذكر النبي إذا انفرد وقع عليه اسم خلق، وكان أولى بالحدث من ذكر الله الذي إذا انفرد لم يقع عليه اسم خلق ولا حدث.

ذكر الله إذا انفرد ما يقع عليه اسم خلق ولا اسم الحدث، وذكر النبي إذا انفرد -صلى الله عليه وسلم- وقع عليه اسم الخلق والحدث، فقال: {مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ} المراد ذكر النبي -صلى الله عليه وسلم-؛ لأنه حينما أتى به من عند الله ذكَّر، ذكَّر بقوله وبكلامه. نعم."

وهو مسلك جليل القدر لولا أن التكلف جنح به بعيدا عن الصواب.

بيان إعجاز القرآن

ما تاه المتكلمون في الإعجاز القرآني إلا لما قالوا برأيهم في القرآن؛ لذا وجب علينا الوقوف مع كتاب الله نستنطقه عن جوهر إعجازه.

عن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن هذا القرآن مأدبة الله فتعلموا من مأدبة الله ما استطعتم، إن هذا القرآن هو حبل الله وهو النور البين والشفاء النافع، عصمة لمن تمسك به ونجاء لمن تبعه لا يعوج فيقوم، ولا يزيغ فيستعتب، ولا تنقضي عجائبه، ولا يخلق من كثرة الرد".1

"اللهم رب جبريل وإسرافيل وميكائيل، فاطر السماوات والأرض، عالم الغيب والشهادة، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدنا لما اختُلِف فيه من الحق بإذنك، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم"2.

بعد الضراعة إلى الله ننظر إلى الموضوع من زاويتين:

1. أثبت القرآن الكريم الروح للقرآن في عدة آيات؛

2. قوة الفعل وثقل التأثير القرآني؛

ومن الإجمال إلى التفصيل.

1. روح القرآن

1 - إنه كلام رب العالمين ميزه الله وخصه بالروح: ?وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُوراً نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاء مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ? [الشورى: 52] [الشورى: 52].

فمن خصه الله بنور البصيرة أدرك روح القرآن تسري سريان الطيف، متلألئة بنورها الوهاج، مخضرة اللون، أو قد تبييض أحيانا تسبح بأمر ربها في كون الله.

ومن هذه الخاصية نفي الله سبحانه وتعالى أن يكون القرآن مفترى من دون الله لأنه لا قدرة لأحد على الخلق والأمر، وأيضا من هنا كان التحدي مرفوعا في وجه الإنس والجن لكون الروح من أمر ربي.

وهو كريم لما يغدقه على قارئه من حسنات، وما يهديه إليه من رشاد، وما ييسره له من أبواب الفتح والكرم من ذي الجلال والإكرام، ولما يفتح الله به للعبد من فهم ومعرفة، وبخاصة ما يتعلق بمعرفة ربه بأسمائه وصفاته وبخاصة أفعاله والتي هي عهوده وكلماته التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر، فضلا عما يستحيل في حقه تعالى وما يرتبط به من علم بذات الرب الأكرم، ولما ينجي من تمسك به، واهتدى بهديه.

فهل وصف كلاما غير كلامه ? بالروح؟ إنها خاصية القرآن وميزته الأولى.

سر إعجاز القرآن روحه

بعيدا عن مجال الفلسفة نسأل القرآن الكريم عن سر إعجازه؟ فيجيب:

1 - روح القرآن سر من أسرار تحدي الخلق:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير