تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

2 - الفِراسة: كما قال الأصمعي: يقال فارس بيِّن الفروسة والفراسة والفروسية، وإذا كان فارسا بعينه ونظره فهو بين الفراسة بكسر الفاء، ويقال: إن فلانا لفارس بذلك الأمر إذا كان عالما".1 و"الفراسة بكسر الاسم من قولك تفرست فيه خيرا، وهو يتفرس أي يتثبت وينظر، تقول منه رجل فارس النظر، وفي الحديث: "اتقو فراسة المؤمن"، (وهوحديث ضعيف) والفَراسة بالفتح والفروسة والفروسية كلها مصدر قولك رجل فارس على الخيل، وقد فرس من باب سهل وظرف أي حذق أمر الخيل".2

3 - الكشف: "الكشف رفعك الشيء عما يواريه ويغطيه، كشفه يكشفه كشفا، وكشفه فانكشف وتكشف"3، ومثاله قول سيدنا عيسى عليه السلام:

?وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (49) ? [آل عمران]. "من غير أصل تقدّم ذلك احتذاه، أو بنى عليه، أو فزع إليه، كما يفزَع المتنجم إلى حسابه، والمتكهن إلى رئيِّه. فذلك هو الفصل بين علم الأنبياء بالغيوب وإخبارهم عنها، وبين علم سائر المتكذِّبة على الله، أو المدَّعية علم ذلك"4.

4 - الإلهام: قال ابن منظور: "و ألهمه الله خيرا لقنه إياه، واستلهمه إياه سأله أن يلهمه إياه، والإلهام ما يلقى في الروع ويستلهم الله الرشاد، وألهم الله فلانا. وفي الحديث "أسألك رحمة من عندك تلهمني بها رشدي". الإلهام أن يلقي الله في النفس أمرا يبعثه على الفعل أو الترك وهو نوع من الوحي يخص الله به من يشاء من عباده".2

ومثاله: "عمل الصحابة رضي الله عنهم بمثل ذلك من الفراسة والكشف والإلهام والوحي النومي، كقول أبي بكر إنما هما أخواك وأختاك، وقول عمر: يا سارية الجبل، فأعمل النصيحة التي أنبأ عنها الكشف، ونهيه لمن أراد أن يقص على الناس وقال: أخاف أن تنتفخ حتى تبلغ الثريا، وقوله لمن قص عليه رؤياه أن الشمس والقمر رآهما يقتتلان، فقال مع أيهما كنت؟ قال مع القمر، قال: كنت مع الآية الممحوة لا تلي عملا أبدا".3

"وعن عباس ابن المهتدي أنه تزوج امرأة، فليلة الدخول وقع عليه ندامة، فلما أراد الدنو منها زجر عنها فامتنع وخرج، فبعد ثلاثة أيام ظهر لها زوج. وكذلك من كان له علامة عادية يعلم بها هل هذا المتناول حلال أم لا، كالحارث المحاسبي حيث كان له عرق في بعض أصابعه إذا مد يده إلى ما فيه شبهة تحرك فيمتنع منه، وأصل ذلك حديث أبي هريرة رضي الله عنه وغيره في قصة الشاه المسمومة، وفيه: فأكل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأكل القوم وقال: "ارفعوا أيديكم فإنها أخبرتني أنها مسمومة، ومات بشر بن البراء" الحديث. فبنى رسول الله صلى الله عليه وسلم على ذلك القول وانتهى هو ونهى أصحابه عن الأكل بعد الإخبار. وهذا أيضا موافق لشرع من قبلنا وهو شرع لنا، إلا أن يرد ناسخ (له من شرعنا)، وذلك فى قصة بقرة بني إسرائيل إذ أمروا بذبحها وضرب القتيل ببعضها فأحياه الله وأخبر بقاتله، فرتب عليه الحكم بالقصاص، وفي قصة الخضر في قتل الغلام وهو ظاهر في هذا المعنى، ذلك مما يؤثر في معجزات الأنبياء عليهم الصلاة والسلام وكرامات الأولياء رضي الله عنهم".

ما أوضح رحمه الله تعالى فيما ساقه بيان الفرق بين كل من الإلهام والفراسة والكشف والكرامة، كما أن هناك مجالات كبيرة سكت عنها الربانيون لا فرارا من البيان، وإنما نهوا أن تخاض هذه الأمور في مجمع العوام خشية الفتن؛ نظرا لضيق أفق المدارك.

5 - الكرامة: الكرامة اصطلاحا هي ظهور خارق مقارن لدعوى النبوة من قبل شخص مؤمن صالح ولي من أولياء الله. وما لا يكون مقرونا بالإيمان والعمل الصالح يسمى استدراجا، وما يكون مقرونا بدعوى النبوة يسمى معجزة، وما يكون من عامة المؤمنين فهي معونة"1.

كل هذه الحواس تسهم مساهمة فعالة في تنبه الذهن، ويقظة الضمير، وإرهاف الحس لاستخلاص أدنى الإشارات، بله أعظمها وأكبرها ليفقه الرباني عن الله مراده به في دنيا البلاء بالخير والشر فتنة.

ب. أثر روح القرآن على جسد وعقل الإنسان:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير