تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

?اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً مُّتَشَابِهاً مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَن يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ? [الزمر: 23]

وقال السيد قطب رحمه الله عند قوله تعالى: ?لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُّتَصَدِّعاً مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ? [الحشر: 21].

وهي صورة تمثل حقيقة. فإن لهذا القرآن لثقلاً وسلطاناً وأثراً مزلزلاً لا يثبت له شيء يتلقاه بحقيقته ... واللحظات التي يكون فيها الكيان الإنساني متفتحاً لتلقي شيء من حقيقة القرآن يهتز فيها اهتزازاً ويرتجف ارتجافاً. ويقع فيه من التغيرات والتحولات ما يمثله في عالم المادة فعل المغنطيس والكهرباء بالأجسام، أو أشد.

وروح القرآن: يراها الرباني نور ا مخضرا يسري في هدوء، وحبذا لو عدنا لاستعارة عبارات السيد قطب رحمه الله، فهو يقول:

" إن في هذا القرآن سرا خاصا يشعر به كل من يواجه نصوصه ابتداء، قبل أن يبحث في مواطن الإعجاز فيها أنه يشعر بسلطان خاص في عبارات هذا القرآن، يشعر أن هناك شيئا وراء المعاني التي يدركها العقل من التعبير، وأن هناك عنصرا ما ينسكب في الحس بمجرد الاستماع لهذا القرآن، يدركه الناس واضحا، ويدركه بعض الناس غامضا، لكنه على كل حال موجود. هذا العنصر الذي ينسكب في الحس يصعب تحديد مصدره: أهي العبارات ذاتها؟ أم المعنى الكامن فيها؟ أهو صور الظلال التي تشعها؟ أهو الإيقاع القرآني الخاص المتميز من إيقاع سائر القول المصوغ من اللغة؟ أهي هذه العناصر كلها مجتمعة؟ أم أنها شيء آخر وراءها غير محدود؟ "

إن ما يدفع السيد للاستفسار عن حقيقته هو ما بينه البهي الخولي رحمه الله بقوله: " وآية واحدة من كتاب الله كفيلة بهذا لو أحسنا الاتصال بها، وأنا أعني ما أقول، فإن التحقق بمعنى آية واحدة سلبا وإيجابا، وعملا واعتقادا والتزاما بتكاليفها في غير تهاون ولا رخاوة، مع مخالطة روحها لخفايا القلب يحيى الإنسان ظاهرا وباطنا ويجدده وينيره ... كالذي يلمس السلك الكهربائي، إذا لمسه من أي طرف، أو من أي نقطة فيه، سرى سر الكهرباء فيه واضطرب وانتفض، دون أن يتوقف ذلك على لمس أجزائه كلها مرة واحدة في وقت واحد ... القرآن حبل الله المتين، كما يقول الرسول صلى الله عليه وسلم طرفه بيد الله، وطرفه بيد الناس، فأي جزء أخذنا منه بجد وقوة، سرى سره إلى القلوب، فارتجفت به وحييت? اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً مُّتَشَابِهاً مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَن يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ ? [الزمر: 23]

إن ما اشترطه البهي الخولي رحمه الله في لمس روح القرآن ليس شرطا فليس في الوجود حقيقة إلا رب وفضل، ومن هنا أقول: اسألوا الله أن نكون أهلا للمس روح القرآن ... فمهما اجتهد المرء إلا وكان جهده حجابا بينه وبين ربه، لكن تفضله سبحانه على عبده لا يعد ولا يحصى ... وليس من سبيل إلى فضله إلا الدعاء ... وربنا الأكرم لا يخيب من رجاه.

{أَوَ مَن كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} [الأنعام: 122]

تأثير القرآن وثقله

تأثير القرآن وثقله

بعض معاني قوة القرآن وثقله لدى المفسرين

تعقيب:

حقيقة قوة القرآن وثقله تأثير القرآن وثقله

ثبات أولي العزم من الرسل

ثبات المؤمنين

غرور العلوم الإنسانية:

الكذب آفة من لم يؤمن بآيات الله:

سنة الله في الكذب والكذابين

سيمياء الكذب والكذابين

خلاصة القول في الكذب والكذابين عموما:

تأثير القرآن وثقله

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير