تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[أمير عبدالله]ــــــــ[12 Sep 2008, 03:20 م]ـ

قال الله تعالى:

بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ

1 - الإثبات بكل الاوجُه و الأدِلة بُطلان وعدم منطقية أن يكون ابن مسعود قد أنكر القُرآنية ...

(في حين أخفق المسيحي في ترجيح ولو مجرد دليل واحِد

قد يُستفاد مِنه إنكار ابن مسعود للقرآنية) ...

هل أنكر ابن مسعود قُرآنيّة المُعوِّذتيْن .. ؟!!

1 - " لو كان قد أنكر قُرآنيَّة السورتين على ما ادعوا، لكانت الصحابة تناظره على ذلك، وكان يظهر وينتشر، فقد تناظروا في أقل من هذا، وهذا أمر يوجب التكفير والتضليل فكيف يجوز أن يقع التخفيف فيه؟! وقد علمنا إجماعهم على ما جمعوه في المصحف، فكيف يقدح بمثل هذه الحكايات الشاذة المولدة في الاجماع المتقرر، والاتفاق المعروف؟ " [1] ( http://www.imanway1.com/horras/showthread.php?p=82879#_ftn4)

2- حصل الإجماع على قرآنيتها في عهد الرسول وفي عهد ابي بكر حين دُوِّنت في الصُحُف ولم يُشكِّك أحد قط في قرآنيّتِهما .. ولو كان ظهر أي اعتِراض على قُرآنيّتِهِما في عهد أبي بكْرٍ لزاع وانتشر ... بل أجمع الصحابة جميعاً بِمن فيهم ابن مسعود والذي كان في المدينة , على شهادة تدوين القُرآن نسخاً في الصُحُف البكرية من الرق و الجلود ومُراجعتِهِ مِن تلقين وحِفظ الصحخابة في الصدور ...

3 - حصل الإجماع التام في عهد عُثمان حين نُسِخت الصُحُف في المصاحِف , و ثبُت إقرارُهُ بالجمع .. وشهادتُهُ بِكُفْرِ من أنكر شيئاً مِن مُصحفِ عُثمان ... ومُصحف عُثمان يحوي المُعوِّذتيْنِ ... فرغمِ اعتِراضِهِ على حرق مُصحفِهِ ... إلا أنه رفض تماماً أن يرفض أحد أي حرف من مُصحفِ عُثمان ... فثبُت عن ابن مسعود نفسه رضي اللهُ عنهُ قولُهُ لاتباعِهِ حين سألوهُ عن جمع الصحابة في المصاحِف العُثمانية فقال:"لا تختلفوا في القرآن ولا تتنازعوا فيه فإنه لا يختلف ولا يتساقط، ألا ترون أن شريعة الإسلام فيه واحدة، حدودها وقراءتها وأمر الله فيها واحد، ولو كان من الحرفين حرف يأمر بشيء ينهى عنه الآخر كان ذلك الاختلاف ولكنه جامع ذلك كله، ومن قرأ على قراءة فلا يدعها رغبة عنها فإنه من كفر بحرف منه كفر به كله". [2] ( http://www.imanway1.com/horras/showthread.php?p=82879#_ftn4)

4- أخيراً وبعد الإثباتاتِ أعلاهُ كُلُّها .. نأتي إلى أهم نُقطة: فلم يُصرِّح ابن مسعود قط بأن المُعوِّذتيْن ليستا قرآناً يُتلى .... وإنما هو وهم توهّمهُ من سمِع أنه حك المعوذتين من المصحف ... ولقد أثبتنا أن المصاحِف قبل الجمع العُثمانيِّ لم تكُن تُطلقُ على القُرآن بل كانت تُطلقُ على بعض الأوراق , وعلى أي كتاب ولو كان إنجيلاً أو توراة ... [3] ( http://www.imanway1.com/horras/showthread.php?p=82879#_ftn4) ولِذا فلا يعني احتِواء أو عدم احتِواء مُصحف ابن مسعود على الشيء إيمانه أو كُفرهُ بِهِ .. !!

5 - بل لا يُمكِن أن يكون قد رفض شيئاً مِن القُرآن , وهو نفسُهُ رضي اللهُ عنهُ قد قال بِكفّر من حاولوا رفض ولو آية من الجمعِ العُثماني .. فقد ثبُت عِنْد إقرارُ ابن مسعود للجمْعِ العُثماني كامِلاً بِما بيْن الدّفّتيْنِ وفيه المُعوِّذتيْنِ ... أنه قال لأصحابِهِ: " مَنْ كَفَرَ بآيةٍ مِن القرآنِ فقد كَفَرَ به كلِّه " [4] ( http://www.imanway1.com/horras/showthread.php?p=82879#_ftn4)

6- بل إنه لو صحَّ أنه أسقط المعوذتين من مصحفه، فقد أسقط الفاتِحة أيضاً , وبالإجماع على إيمانِهِ ويقينِهِ التامِ بِقُرآنية الفاتِحة. [5] ( http://www.imanway1.com/horras/showthread.php?p=82879#_ftn4) فإن ذلك يدل على ان عدم وجود السورة لا يعني إنكاره كونَهما من القرآن .. فمصحف ابن مسعود لم يكن مصحفا جامعا و إنما كتب فيه بعض السور و لم يكتب أخرى ... وعليه عدم اثبات المعوذتين في المصحف غير كاف للحكم بعدم قرآنيّتِهِما ... وما ينطبِقُ على الفاتِحةِ ينطبِقُ على المُعوِّذتيْنِ.

7 - قد ثبت عن النبي صلى اللهُ عليْهِ وسلّم قُرآنيتهما .. وقد كان ابن مسعود أشد الناس ملازمة لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم في حلّه وترحاله، وليله ونهاره، وصلاته بالمسجد، وقيامه الليل، والسورتان مدنيتان، ومن سنّة النبي صلّى الله عليه وسلّم قراءتهما في الوتر، وعبد الله صحبه في قيام الليل، ولابد أنه سمعه يقرؤهما في تلك النافلة، وفي غيرها من المناسبات ..

8 - أخيراً فلقد ثبُت عنه بالدليل القاطِعِ أنه أقرأ بالمُعوِّذتيْنِ قُرآناً - وأخذتِ الأمة القُرآن الكريم ومازال يُقْرأ بِقراءة ابن مسعود ... كما سُنُبيّن في خِتام هذا الحِوار.


(1) اعجاز القرآن للباقلاني 1/ 292
(2) (ابن عساكر في كنزِ العمال 2/ 346 , (4212). , و المعجم الكبير للطبراني 10/ 97, (10076).
(3) الفارِق بين المصحف والقرآن الكريم
http://www.imanway1.com/horras/showthread.php?t=8544
(4) السُّنَنُ الكُبرى للبيْهقيِّ 10/ 43 , (19686).
(5) أخرجه أبو عبيد بسند صحيح.
¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير