تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وقد وقع الشيخ نفسه فيما حذر منه طوال حلقته

فقد قال إن بعض المسلمين ممن لم يتضلعوا في العلوم الشرعية

يقومون بردّ الروايات حين يرون أن أحد المستشرقين أو الغربيين قد

وظف تلك الرواية لهدم أصل من أصول الدين،

لكنه نسي فعمم نقده للاستشراق

فقال إن جهاز الاستشراق لم يقدم خدمة للتراث الإسلامي بل قام كله

لهدم الدين،

والصواب كما تنوقش في الموضوع هاهنا في ملتقى أهل التفسير أن

الاستشراق ليس شرا كله بل قد خدم الاستشراق تراث المسلمين وحفظ لهم كثيرا من مخطوطاتهم

وليس كل المستشرقين كولدتسيهر وبرنارد لويس

بل منهم نولدكة وبرجشتراسر ونيكولسون وفنسنك وجاك بيرك صديق العرب

ما تزال جامعات ألمانية تشتغل شغلا منظما لتصنيف التراث الإسلامي وحفظه.

أقولُ ذلك مُتذكِّراً قوله تعالى

ولا يجرمنكم شنآن قوم على أن لا تعدلوا

والسرّ في حصول بعض الخلط هو أن خطاب العامة لا يمكن أن يكون خطاب الخاصة

، او على أقل تقدير مما يصعب صعوبة لا يمكن تجاوزها.

وللإخوة المتخصصين في علم لحديث أثير التساؤل الآتي

تحدث أبو إسحق الحويني عن شرط مسلم الذي بينه في مقدمة صحيحه،

وعن شرط البخاري الذي قال إنهم استنبطوا شرطه من عمله في صحيحه

ولم يفصّل بل لمّح إلى تأييده لما فعلوا.

فمن المشهور بين تلامذة المحدثين أن شرط مسلم كان المعاصرة لا اللقاء

وأرادوا على ما يبدو أنْ يرفعوا قدر البخاري فوق مسلم

فجعلوه اشترط اللقاء لا الاكتفاء بالمعاصرة؟

وأودّ بمحبة أن أضع التساؤل التالي:

لو صحّ ما قالوه من شرط البخاري، ونحن نعلم أن صحيح مسلم قد أُلف بعد البخاري

، لوجب أن تكون دائرة رواية مسلم أوسع من دائرة رواية البخاري، أي أن شرط مسلم أخف وأوسع من شرط البخاري

ولمّا كان مسلمٌ لم يقل إنه سيتجنب ما رواه البخاري بل جعل لنفسه نفس الهدف وهو اختيار أصح الروايات

كان لا بدّ أن يتضمن صحيح البخاري كاملاً [لأن اللقاء متضمن في المعاصرة] ثم يزيد عليه ما تنازل عنه من شروط

فلماذا اتفق الشيخان على نصف أحاديث البخاري فقط؟

ـــــــــــــــــــــ

الأمر الثاني

أن الخطر الحقيقي على الدين ليس ما يذكره الحويني أن بعض الناس ناقش

بعض المسائل العلمية، وهي بقصد الدفاع عن الإسلام وعن السيرة وعن الدعوة

،فهو أمر جديد حديث

لكن الخطر الحقيق الذي تُسترعى له أنظار الحكماء

ويتسنفر له أولي الأمر هو الفضائيات القادمة من الشرق والتي تتبنى

فكر الصفويين حين أرادوا خلق حاجز بين من يحكمون وبين دولة بني عثمان،

فسعوا إلى صُنع روايات وأطر فكرية تعبئ الناس ضد أمة الإسلام وتربط

أهواءها ومطامعها بثورة الحسين رضي الله عنه، وتبرمج أتباعها على كره الأمة وتوهمهم أن خلاصهم ونجاتهم ليس في القرآن والسنة بل في اتباع القيادات

الدينية للمد الصفوي الذي زعم اتصاله بكائن أسماه صاحب الزمان!

هذا هو الخطر ولهم اليوم عدة فضائيات تسمي من لا يؤمن بأوهامهم نواصب

وتتوعدهم بطائر العنقاء الذي جعلوا بينه وبين آل محمد نسبا ليأتي فيقتل العرب

لأنهم أبناء بني أمية كما يزعمون

كيف نواجههم وعلماؤنا يُحرِّمون كل وسائل المواجهة؟

ثبت أن العقل يتلقى بصرياً، وهم يستخدمون كل وسائل السمع والبصر لنشر

بدعهم فكيف نواجههم ونحن لا خطة لنا لذلك. ولا قرار سياسيا لمنع فضائياتهم

؟

هل بعد ما كشفوا عن أطماعهم وسوء أخلاقهم، وموقفهم من أمة الإسلام

قاطبة إلا من صدقهم وآمن بإلاههم الجديد الذي جعلوا بينه وبين آل محمد

نسبا ليقودوا الناس من خلاله،

هل بعد كل ما فعلوا نطمع في فيئهم أو أن يرقبوا في مسلمٍ إلاً أو ذمة؟

إذا كان للساسة رؤاهم فماذا فعلت مؤسسات المجتمع المدني والجمعيات الدينية

والجمعيات الثقافية والجامعات لمواجهة هذه الأعاصير من الجراد الشرقي؟

ـ[محب]ــــــــ[11 Nov 2008, 12:28 ص]ـ

ما أودّ أن يُعرض الموضوع على هذه الهيئة، بوصفه تصديقا أو تكذيبا لكتاب من كتب الحديث! فما هو إلا محاولة تسليط الضوء على رواية من الروايات وتتبع مظانها ومحاولة تطبيقها على الواقع

وعلى الرغم من انطلاق الكاتب من هدف تفنيد الفكرة مما جعله يستفرغ وسعه لتبيين بطلانها، وهو منهج لا نرتضيه.

وقبل انتقاد طريقته في التفكير انتقادا علميا يحسن الدفاع عنه، إذ لا يسوغ أن نصنع صِداماً مصطنعا بين أي كاتب وبين العلماء الأجلاء.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير