ـ[محمد العبادي]ــــــــ[16 Nov 2008, 10:11 م]ـ
والعجيب أن من يروج لهذه الشبهة هم النصارى!
فليت شعري على من ينبغي أن يكون الرد؟!
ـ[شمس الدين]ــــــــ[16 Nov 2008, 11:42 م]ـ
والعجيب أن من يروج لهذه الشبهة هم النصارى!
فليت شعري على من ينبغي أن يكون الرد؟!
فصرت إذا أصابتني سهام ... تكسرت النصال على النصال
إلى الله المشتكى أيها الحبيب، وهذا هو ديننا منذ نشأته، محارب من الداخل والخارج، ولكن "يخلف هذا العلم من كل خلف عدوله ينفون عنه تأويل المبطلين وتحريف الجاهلين وانتحال الغالين". أو كما قال صلى الله عليه وآله وسلم.
وكما قال ابن القيم رحمه الله:
والحق ممتحن ومنصور فلا ... تجزع فهذي سنة الرحمن
وجزاك الله خيرا على نقل البحث.
ـ[د. عبدالرحمن الصالح]ــــــــ[20 Nov 2008, 03:29 ص]ـ
انطلق الدكتور محمد عمارة حفظه الله من حمية الدفاع عن المشهور مما استقر عليه رأي جمهور علماء اهل السنة. وقد أعجبني ردّه وأثار فيّ بعض الأفكار أحببت أن أضعها هاهنا. وأنا من محبي الدكتور عمارة ومُواليه ولا أتفق معه في كل ما يذهب إليه.
وقد رجعت إلى تلك المصادر التي اعتمد عليها الصحفي وعلى غيرها من أمهات الكتب فلم أجد ما زعمه إلا روايات لا تشهد له بشيء؛ ففي كتاب معرفة الصحابة لأبي نعيم (6/ 3208)، والبداية والنهاية (3/ 131)، وسير أعلام النبلاء (3/ 427)، وأسد الغابة (7/ 7، 186، 216)، وتاريخ الإسلام (3/ 604، 698)، والسمط الثمين في مناقب أمهات المؤمنين لمحب الدين الطبري (صـ 36)، أضف إلى ذلك ما ذكره ابن هشام في السيرة وهو أسبق من هؤلاء جميعًا في عدم تمييز عائشة البكاء من الفرح قبل الهجرة لصغر سنها.
قول الدكتور لصغر سنها مدرج في رواية ابن هشام، فهو رأي الدكتور عمارة وليس رأي غيره. فهي لم تكن تعرف أن أحدا يبكي من الفرح إلا حين شاهدت أبابكر يبكي من فرحه بصحبة النبي صلى الله عليه وعلى آله.
وهو أمر نادر الحصول، وربما عاش إنسان قرنا كاملا دون أن يرى أحدا يبكي من الفرح
، فقد أبعد الأستاذ النُّجْعة!
وحتى لو وجدنا من يظن هذا الظنّ من السابقين لكان مُبعدا للنجعة، وقد رأينا ما لا يحصى من إساءات الفهوم لعلماء لسنا إلا من حملة أحذيتهم
وقد حرف النص كما ترى ليصل إلى مراده، ومعلوم أن بدء الهجرة إلى الحبشة كان في بداية الإسلام ليثبت أن عائشة كانت قد ولدت قبل البعثة، لاحظ أيضًا أن هذا الحديث يؤكد صغر سن عائشة لقولها: "لم أعقل أبوي قط ... " وهذا يؤكد أنها ولدت في الإسلام كما أثبتناه.
بوصفي مختصا ً بتحليل النص وعلم الدلالة، فإنّ هذا النص أعني قول عائشة (لم أعقل أبويّ قطّ إلا وهما يدينان بالإسلام) إذا ثبت تاريخيا أنها قالته فعلا بهذا اللفظ، فهو يدل فعلا على ما ذهب إليه الصحفي الشاب وليس ما ذهب اليه الدكتور عمارة،
لم أركز تفكيري قبل اليوم على هذا الحديث، وليس علينا سوى استخدام الباحث الآلي لتتبع رواياته كلها.
فإنها ستكون دليلاً قويا على صحة الرواية بلفظها
أو بقريب من لفظها
وهي تدل دلالة قاطعة في تصوري وفهمي على أن عائشة قد ولدت قبل البعثة بقليل وأنها لم تعقل أبويها إلا وهما يدينان بالإسلام، لأننا لا نستطيع أن نفترض تأخر إسلام أبويها من أجل أن نؤمن بصغر سنها إبان البناء المبارك بها.
وعليه يكون رأيي المتواضع واجتهادي الذي أدين الله به أنها قد بني بها وهي ابنة 14 سنة أو خمس عشرة سنة.
والله أعلم
سادسًا: عدم الأمانة العلمية في نقل النصوص؛ إذ نقل الكاتب عن كتاب الإصابة أن فاطمة ولدت عام بناء الكعبة وعمر النبي -صلَّى الله عليه وسَلَّم- 35 سنة، وأنها أسن من عائشة بخمس سنوات، ولم يبين أن هذه رواية من روايات عدة ذكرها ابنُ حجر؛ منها أيضًا أن فاطمة ولدت سنة إحدى وأربعين من ميلاد النبي، وقد رجح ابن حجر أن مولدها كان قبل البعثة بقليل وهو ما يتفق مع ما ذكرناه قبل ذلك.
رواية من روايات عدة ذكرها ابن حجر
لا شأن لي شخصيا بالنزاع ولكن ها هي ذي رواية تشهد لما ذهبتُ إليه في معنى قول عائشة لم أعقل أبويَّ قطُّ إلا وهما يدينان بالإسلام
سابعًا: الجهل بالنصوص وعدم الفهم؛ ومن ذلك قوله عن الطبري: "بأنه جزم بيقين أن كل أولاد أبي بكر قد ولدوا في الجاهلية"، وهذا كذب وخلط وعدم فهم؛ لأن نص الطبري المذكور يتحدث فيه عن أزواج أبي بكر الصديق وليس عن أولاده (راجع تاريخ الطبري 2/ 351)، وقد قسم الطبري أزواجه اللاتي تزوجهن؛ فمنهن من تزوجهن في الجاهلية وولدن له، ومنهن من تزوجهن في الإسلام، ثم سمى أولاد أبي بكر من زوجتيه اللتين تزوجهما قبل الإسلام وقال: "فكل هؤلاء الأربعة من أولاده ولدوا من زوجتيه اللتين سميناهما في الجاهلية"، فالحديث عن الأزواج وليس عن الأولاد، ويمكن أيضًا مراجعة تاريخ الطبري ج 2 صـ 212 في ذكر زواج النبي بعد خديجة، وهو يجزم بأن النبي بنى بها بعد الهجرة وكان عمرها تسع سنين.
رائع جداً الأستاذ عمارة في هذا التصحيح فجزاه الله خيراً
وأخيرًا:
الأولى أن يترك هذا لأهل الاجتهاد والعلم وليس لأهل الجهل، فقد أوقعوا بأنفسهم نتيجة عدم البحث والدراسة، والإصرار على التعالم، فعليهم أن يعملوا فيما تخصصوا فيه لا فيما يدعونه؛ فإن ذلك يوقع بهم فيما نرى، وأرجو أن تكون آخر بلايا جمال البنا.
إذا لم يكن عون من الله للفتى فأول ما يجني عليه اجتهاده
والله تعالى أعلم.
د. محمد عمارة
أستاذ الفقه بكلية الدراسات الإسلامية "جامعة الأزهر"
نصيحة رائعة، وعسى أن يتريث الناس فيما يكتبون، وأن يأتوا البيوت من أبوابها،
ويصعدوا السلم خطوة خطوة، ولكن على تلاميذ العلوم الشرعية وأهلها أن يقللوا من تقديس فهوم السابقين فهم بشر يصيبون ويخطئون. وليس بمستبعد أن يوافق الحق في مسألة معينة من لم يُعرف بأنه من أنصار الحق.
والحمد لله
¥