تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

فقد قرر مديرو المعركة مع غزة في قناة العربية أن يكون الهدف هو إحباط المشاهد العربي وتثبيطه، ويتم ذلك من خلال ثلاثة محاور: المحور الأول: الصور والمشاهد المنقولة. المحور الثاني: الكتابات النصية التي تظهر على الشاشة، وشريط الأخبار العاجلة. المحور الثالث: التعليقات التي تجري على الأخبار من قبل المحللين والشخصيات التي يتم انتقاؤها واستضافتها بخبرة شديدة وبحذر بالغ.

بينما القنوات المستقلة تكشف الصورة على حقيقتها وتُبرز المأساة على مرارتها، وتُنوّع في اختيار الأنماط المؤثّرة، والنّماذج المعبّرة عن واقع مؤلم وجريمة بشعة. فمن الكلمات المؤثرة التي سمعناها في المظاهرات التي نقلتها لنا قناة الجزيرة:

مظاهرة في فرنسا عبر المراسل في نهاية رسالته بكلمة ختامية قال فيها: وهكذا نجد أن هناك من يتظاهر لدعم غزة، وأن هناك من يتظاهر بدعم غزة، والمعنى واضح فهو يقصد بعض الأنظمة العربية التي تتظاهر بدعم المقاومة، ولكنها في حقيقة الأمر طرف في المؤامرة الداعمة للحرب، والحريصة على مسح المقاومة من الخريطة، وهذا كان واضحاً في موقف الحكومة المصرية والسعودية. ولسان حال الشهداء يقول لهؤلاء:

لا ألفينك بعد الموت تندبني وفي حياتي ما زودتني زادا

مظاهرة أخرى في السودان تحدثت فيها امرأتان قالت إحداهما افتحوا لنا المعابر مش عايزين كراسيكو، نريد أن نموت في غزة، وصورتها وهي تبكي في مخيلتي، أما انفعالاتها المرافقة لصرختها فلا يمكنني نقلها لكم. أما المرأة الثانية فقالت كلمة لم أملك إلا أن أصيح بأعلى صوتي: الله أكبر: قالت وهي تلوح بخمارها: أقول للحكام العرب خذوا خماراتنا، إلبسوها واتركونا نحارب، وخليكوا على كراسيكوا، إنكم تجلسون على عظام الأطفال، وفي مظاهرة أخرى في القدس صاح أحد العلماء: وامعتصماه، وإسلاماه! ولكن صرخاته وصيحاته التي أوصلتها لنا قناة الجزيرة لم تجد ذلك المعتصم الذي يرد عليه بالفعل لا بالقول: لبيك يا أخيّاه أو لبيك يا أختاه!.

فشكراً وألف شكر، وتحية وألف تحية لقناة الجزيرة.

إنها حرب أخرى تجري بين الشاشات، والجيوش الإعلامية، فالقنوات المشبوهة والمُموّلة من قبل أعداء هذه الأمة تبذل قصارى جهدها لتشويه الحقيقة، وتزييف الوعي، وتثبيط الهمم، وتخوير العزائم، وتحطيم الآمال، وطمس الجرائم، وإخفاء الوقائع، وتزوير الأرقام. وهنا أحب أن ألفت النظر إلى ضرورة مقاطعة قناة العربية لأنها قناة عميلة، فإذا كانت فرنسا حجبت قناة الأقصى أثناء الحرب الأخيرة، وحجبت قناة المنار أيام حرب لبنان تحت ضغط اللوبي اليهودي، وتنكرت لكل مبادئها في الديمقراطية والحرية، فنحن أيها الإخوة والأخوات نستطيع أن نحقق هذا الهدف من خلال إرادتنا القوية، فنحذف قناة العربية من تلفازنا نهائياً، والواقع أن هذه المقاطعة ضرورية ليس فقط لقناة العربية، بل ولغيرها من القنوات العميلة، كذلك فإني أدعو إلى تفعيل سلاح المقاطعة لكل البضائع الأمريكية واليهودية التي نسهم نحن بشرائها في دعم إسرائيل دون أن نشعر، ولتكن هذه المقاطعة استراتيجية ثابتة وليس مجرد نزوة عاطفية عابرة.

الدرس السادس

المعتصم المنتَظر!

والحقيقة أن الإنسان يستغرب أيها السادة لماذا لا يوجد هذا المعتصم الذي يلبي هذه النداءات، ويستجيب لهذه الصرخات؟! وإن الظرف موائم جداً لكي يبرز قائد مظفر يُخلّد ذكره في التاريخ كقائد أسطوري، وستقف الأمة كلها معه، فالأمة حيّة ومشاعرها متدفقة، وطموحاتها عظيمة، وقدراتها جبّارة، وهي بحاجة ماسة اليوم لمن يستثمرها في الوحدة، والاعتصام، والبناء، والنهوض، وعندئذ لن يجرؤ أحد على النيل منها أو العدوان عليها، وهذا معنى قوله تعالى:

] وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآَخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ [[سورة الأنفال آية 60].

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير