تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (35) فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ" (النور/ 36)، "قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ* مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ* وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ" (الفلق/ 1 - 3)، "اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ" (البقرة/ 257)، "يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ* يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ" (المائدة/ 15 - 16)، "قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ وَالنُّورُ" (الرعد/ 16)، "الر كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ" (إبراهيم/ 1). نعم كان بمستطاعه ذلك، وما أسهله وأبعده عن إثارة اشتباه المسلمين، وأَسَرَّه لقلبه ما دام يحب عقيدته القديمة ويحرص على الدعوة إليها والإشادة بها على هذا النحو المزعوم. لكنه لم يفعل شيئا من هذا ولم يحاوله بأى سبيل، فما دلالة هذا التصرف؟

ومما قاله أيضا كاتب الرسالة عن النور: "اضطرت عظمتُه أعداءه الجاهلين له والعامين عنه إلى تعظيمه. لا يجد الأعمى بُدًّا، مع قلة نصيبه من النهار، أن يسميه: نهارا مضيئا". وهو كلام أربأ بمثل ابن المقفع أن يقوله. ترى هل هناك من يعادى النور؟ فكيف يا ترى؟ وهل يقال عن الأعمى إنه قليل النصيب من النهار؟ إنه لا نصيب له البتة منه. كذلك فإن التركيب التالى حيث يسبق الخبرُ ومعطوفُه النكرتان المبتدأَ المحلَّى بـ"أل" هو أمر غريب تماما على أسلوب ابن المقفع، علاوة على ما فى اسم المفعول: "مُسَبَّح" من غرابة رغم صحة صيغته، إذ لا أذكر أنى قرأته ولا حتى فى الشعر، فما بالنا بالنثر، فما بالنا بنثر ابن المقفع؟ وهذا هو التركيب: "ومسبَّحٌ ومقدَّسٌ النور الذى مَنْ جَهِله لم يعرف شيئا غيره، ومن شك فيه لم يستيقن بشىء بعده". وهل يمكن أن يغيب عن ابن المقفع أو أى إنسان يتمتع بشىء من الفهم أن الأكمه يجهل النور تماما، وهو مع ذلك يعرف ما لا يحصى من الأشياء لمسًا وشمًّا وسمعًا وذوقًا باللسان وشعورًا باطنيًّا وتفكيرا عقليًّا؟ لا لا، هذا لا يمكن أن يصدر عن ابن المقفع ذلك الكاتب الكبير!

ومما لحظته وأنكرته أيضا فى تلك المعارضة المنسوبة للرجل استعمال كلمة "لاشىء" لفظا واحدا، وهى من مصطلحات الفلاسفة والمتكلمين بعد عصر ابن المقفع. ولنقرأ: "وإنما هم لاشىء، ومن لاشىء". وهذا الاستعمال، على كل حال، غير موجود فى كتابات ابن المقفع التى نعرفها له بتاتا. كذلك تذكّرنا العبارات الدينية الجدلية التى تمتلئ بها المعارضة المذكورة بخطب الجمعة وما أشبه، مما لا يعرفه ابن المقفع ولا يشاكل أسلوبه وعقليته، مثل: "هل تعلم يا هذا لم خلق الله الخلق؟ "، "إن سألناك يا هذا فما أنت قائل؟ أتقول: كان الله وحده لم يكن شىء غيره؟ "،. ثم عندنا السجع الذى يصطنعه صاحب المعارضة أحيانا، ولا وجود له فى كتابات ابن المقفع بتة، مثل: "وتَلَعَّبَ فى بعض كلامه، وجَوَّزَ ما حَكَم به لنفسه من أحكامه"، "فأين كانت مَرَدَةُ قريشٍ عن الرسول به، ودلالتها للعرب فيه على كذبه، وهو يزعم لها أنما رمى بها عند بعثته، وأن الرمى بها عَلَمٌ من أعلام نبوته؟ "، "فلو كانت عند قريشٍ على ما قال حالها، لكثرتعلى الرسول فيه أقوالها"، "ألا خَلَقَ الناسَ أبرارا، ومَنَعَهم أن يكونوا أشرارا"، "كان السور كما لم يكن، لم يبق فيه أحدٌ ممن سُجِن".

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير