تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

في عام 1655م لا حظ اللاهوتي من طائفة حركة الإصلاح المسيحي: إسحاق لا بيرير Isaac La Payrére اشتمال الخماس على وثائق زعم بأن موسى حررها (الخروج, الصحراء, وسيناء) واشتماله كذلك على اقتباسات من مؤلفين سالفين (هم الآباء مثلا إبراهيم واسحاق ويعقوب ... ) ومؤلفين لاحقين.

ثم في عام 1685م ظن يوحنا لوكلير Jean le Clerc أنه ربما وقعت بأيدي المؤلف أو المؤلفين لتلك الأسفار الخمسة وثائق قديمة كانت في ملكية الخواص (العدد21:14) تناقلتها الأجيال جيلا عن جيل.

ثم في عام 1711م يسلم ويتر H. B. Witter بمسلمة مفادها وجود مصدرين مختلفين في حكاية الخلق. برهان ذلك عنده هو رود اسمين للرب متباينين في كلتي الحكايتين: (التكوين 1: 1 - 2:3,والتكوين 2:4 - 3: 24) وأن المصدرين نقلا بالرواية الشفهية إلى موسى.

فبهذا أصبحت السبل ممهدة ليوحنا أستروك Jean Astruc (1684-1766) إذ لا يصح القول بأنه أول من فكر في المصادر التي أسست عليها تلك الأسفار كما قد يتبادر لقارئ كتاب الدكتور يوسف الكلام, فغفلته عن أسلاف أستروك جعل رصده لحركة نقد الكتاب المقدس مبتورا وناقصا لهذا عرضت عليكم تاريخ المسألة هنا بتفصيل دقيق استقيته من تآليف أهل هذا الشأن ولم أعول فيه كما فعل الدكتور الفاضل على مقدمة ويلفريد هارينتون.

قلت إن أستروك هو الذي استثمر ثنائية اسم الرب في سفر التكوين وفصل في الكلام على ذلك عام 1753م في كتابه (باللسان الفرنسي) المسمى: خواطر بشأن المذكرات الأصلية التي يبدو أن موسى استند إليها في تأليفه لنص سفر التكوين.

فصل أستروك من التكوين نصا للمذكرة (أ) ونصا للمذكرة (ب) هما الأساسيان ثم فصل نصوصا جزئيةعدتها ثمانية.

لقد كان غرضه من هذا كله إسناد حصة الأسد لموسى في تأليف أسفار الخماس ليتفادى الشكوك التي راجت وتروج حول على نسبتها إليه.

ثم بدا فيما بعد لمن خلفه أن المسألة الكبرى لا تكمن في تفتيت النص إلى مكوناته الأصلية وإنما تكمن في تقصي وتتببع السبيل أوالسبل التي سلكتها تلك المكونات والمصادر الأولى لتجد نفسها مرصوصة في صعيد نص واحد متصل.

إنها مسألة مصير الأسفار وستكون موضوع مسألتنا الثالثةإن شاء الله تعالى.

ـ[سمير القدوري]ــــــــ[09 Jun 2009, 05:33 م]ـ

لم يدرك يوحنا أستروك و لا ويتر ولا إيكهارن الإشكالات التي ترد على أصل وتطور الخماس لأنهم قصروا همهم على حل المناقضات والخلافات الظاهرة في نصوص الخماس. لكن مذ أن قال سبينوزا وريتشارد سميون بتأخر زمان تحرير الخماس إلى وقت عزرا الوراق, فلا مفر من بيان ماضي الأسفار الخمسة قبل عزرا وإيجاد جسر العبور الرابط بين البداية والنهاية. فالبداية تمثلها الأحداث الرئيسة. والنهاية يمثلها التحرير الأخير على يدي عزرا.

زعم ريتشارد سيمون [نقلا عن المؤرخ يوسف فلافيوس اليهودي بدون تصريح باسمه] أن سند تلك الأسفار متصل من لدن موسى إلى عزرا. وأن في زمن موسى ظهرت مدارس للكتبة ربما سجلوا الأحداث والعقائد لتاريخ بني إسرائيل. وبعد الجلاء إلى بابل [587 ق. م] جمعت تلك الوثائق وضم بعضها لبعض وكونت الخماس والأسفار التاريخية.

فهنا نشهد علما وفنا جديدا هو تاريخ الرواية. لكن كيف تم نقل الرواية؟ وكيف كانت الوثائق التي حملت الرواية؟ وما محتواها؟ وكيف جمعت في المجموع المسمى بالخماس؟

فعلى امتداد القرنين التاليين للقرن 17م ظهرت ثلاثة أجوبة [نماذج نظرية] غرضها تفسير الكيفية التي تم بها لصق تلك القطع الأدبية المختلفة الأصول لتعطي نصا واحدا متصلا.

[1] الجواب الذي قدمه أصحاب الفرضية الوثائقية العتيقة. وزعيمهم هو كارل دافيد إلخين [1798م] Karl David Ilgen 1763-1834

[2] الجواب الذي قدمه القائلون بفرضية الشذرات. وشيخاها هما الإنجليزي ألكسندر جديس Alexander Geddes1737-1802 و الجرماني يوحنا سيفرين فاتر Johann Sevrin Vater 1771-1826

[3] الجواب الذي قدمه القائلون بفرضية المكملات. وشيخها هو هانريخ إيفالد [1831م]

Heinrich Ewald 1803-1875.

وللحديث على كل جواب بقية إن شاء الله تعالى.

ـ[سمير القدوري]ــــــــ[10 Jun 2009, 11:19 م]ـ

أستدرك على ما ذكرته في المسألة الأولى نقاداقبل توماس هوبز لهم نظرات نقدية بشأن نسبة الأسفار الخمسة لموسى.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير