تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

هذا عن النصرانية، فماذا عن الإسلام؟ إن من صفات المؤمنين أنهم يبادلون ربهم الحب والرضا، فهو يحبهم وهم يحبونه، وهو راضٍ عنهم وهم راضون عنه. ويلح القرآن الكريم والحديث الشريف على غفران الله ورحمته ويلفتاننا إلى أن باب التوبة مفتوح دائما أبدا لا يغلق ليل نهار، ويؤكدان أنه سبحانه يعفو عن كثير، بل يغفر الذنوب جميعا مهما تكررت من الإنسان الذنوب ما دام يفىء إلى ربه ويستغفره وينوى ألا يعود إلى المعصية، إذ الإنسان بطبيعته خَطّاء، والمهم عدم الإصرار على الخطإ. كما يقرر الإسلام أنه سبحانه لا يكلف نفسا إلا وسعها، ومن ثم إذا ما اجتهد الشخص واستفرغ وسعه ثم أخطأ فليس عليه من بأس، بل له أجر بمشيئة الله، وهو ما لا وجود له فى أى دين أو مذهب: سياسيا كان هذا المذهب أو فلسفيا أو تربويا. وهذا كله دون وثنيات تجعل من الله خروفًا يُضَحَّى به فداء لعباده.

ولنطالع هذه الدرر العبقرية التى ليس لها نظير فى أى دين. ونيدأ بالآيات القرآنية: "يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الإِنْسَانُ ضَعِيفًا (28) " (النساء)، "لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلا تُحَمِّلْنَا مَا لا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (286) " (البقرة)، "قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (31) " (آل عمران)، "وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا (110) " (النساء)، " ... وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ (135) أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ (136) " (آل عمران)، "وَالَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ ثُمَّ تَابُوا مِنْ بَعْدِهَا وَآمَنُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (153) " (الأعراف)، "إِلاَّ مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (70) " (الفرقان)، "وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَحْسَنَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ (7) " (العنكبوت)، "وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ (25) " (الشورى)، "إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ (12) " (الحجرات)، "إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ (32) " (النجم)، "وَيَعْفُ عَنْ كَثِيرٍ (34) " (الشورى)، "وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ (156) " (الأعراف)، "إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ (34) " (فاطر)، "قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (53) " (الزُّمَر)، "الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3) " (الفاتحة)، "مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجْزَى إِلاَّ مِثْلَهَا وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ (160) " (الأنعام).

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير