تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

يؤتَه أحد فى الأولين، ولا أظن أحدا سيؤتاه أيضا فى الآخِرين!

تذكرت هذا وأنا أقرأ بعض ما كتب القمنى (الدكتور المزيف الذى يذكرنا بحلاق الصحة أيام زمان حين كان يتصدى لمحاولة علاج الناس من كل الأمراض ويزعم أنه "دكتور"، والذى حصل على درجة الليسانس بتقدير "مقبول"!)، إذ وجدته ينقل كصاحبنا الأصعل من الكتب دون فهم ولا عقل، وهذا إن كان هو صاحب تلك الأفكار ولم يلقَّنْها تلقينا ليرددها على الورق كما حفّظوها له، فأنا كثير الشك فى أن يكون هو صاحب تلك الأفكار كما شككت من قبل فى الهالك خليل عبد الكريم، الذى كان "يُوَنِّج" معه فيكتبان الكلام الماسخ ذاته ويرددان الأفكار السخيفة المسيئة للإسلام ذاتها كأنهما الصوت والصدى، مع اختلاف الأسلوب فقط، ذلك الأسلوب المفعم بالأخطاء الفاحشة فى الحالتين حين لا يكون هناك مراجع لغوى، وأرى أن هناك جهة واحدة تمدهما بالأفكار والأطروحات التى تخدم هدفا بعينه فى حلبة الصراع الثقافى المراد منه طعن الإسلام فى مقتل، فضلا عن تقارضهما الثناء أيضا، وبطريقة ممجوجة بل مُقَيّئة.

وللقمنى هذا كتاب بعنوان "الحزب الهاشمي وتأسيس الدولة الإسلامية"، وهو لا يختلف فى شىء ذى بال عما قاله خليل عبد الكريم فى الكتاب الذى يحمل اسم "قريش من القبيلة إلى الدولة المركزية". فهما يزعمان أن أجداد الرسول، وبالذات جده المباشر عبد المطلب بن هاشم، كانوا يعملون على إشاء دولة تحمل اسمهم، وأنهم توسلوا إلى ذلك باستغلال وسيلة الدين وأن تحقق هذا المطمح قد تم على يد محمد، الذى لم يكن نبيا ولا خلافه، بل مجرد رجل من بنى هاشم تنبه إلى مطامع عشيرته فى السلطان والحكومة فاستخدم كل وسيلة ممكنة لتحقيقها، ونجح أخيرا فيما كانوا يضعون الخطط من أجله طوال تلك الأجيال. ومن الواضح أنه هو والقمنى ينزعان عن قوس واحدة ويرددان كلام جهة واحدة، ولهذا نراهما يتقارضان الثناء ويصف كلاهما الآخر بأنه كذا وكذا فى عالم البحث والتأليف مما أفضتُ فيه القول فى كتابى عن عبد الكريم: "اليسار الإسلامى وتطاولاته المفضوحة على الله والرسول والصحابة"، وهو الكتاب الذى بينت فيه بالأدلة الموثقة تهافت الكلام المنسوب لعبد الكريم فى الكتب التى تحمل اسمه وسخفه وزيفه وبطلانه، وأحيل القارئ عليه إذا أراد أن يعرف وزن ما يقوله القمنى فى كتابه الذى معنا الآن.

وظاهرة أخذ أفكار الآخرين سرقةً أو عن طريق التراضى بين الآخذ والمأخوذ منه، بل أحيانا بأمر المأخوذ منه للآخذ أن يأخذ ما يكتبه وينشره باسمه، هى ظاهرة معروفة. وخليل عبد الكريم قد أخذ كتاب أبى موسى الحريرى: "قَسّ ونبىّ" ولفق منه كتابه هو: "فترة التكوين" حسبما وضحت بالأدلة القاطعة التى لا تقبل نقضا ولا إبراما فى كتابى: "لكن محمدا لا بواكى له". كما أمدته بعض الجهات بمضمون كتابَىِ كلير تسدال ( C. Tisdall): وجون بلير ( J. C. Blair) المسمى كل منهما بـ" The Sources of Islam: مصادر الإسلام" كى يصنع كتابه: "جذور الشريعة الإسلامية". وبالمناسبة فثم صفحات لصمويل زويمر المبشر الأمريكى المعروف حول الموضوع ذاته يجدها القارئ فى كتابه: " Arabia- The Cradle of Islam". كما تناول إدوار مونتيه المستشرق السويسرى هذه المسألة فى مقدمة ترجمته الفرنسية للقرآن المجيد التى صدرت فى أواخر العقد الثالث من القرن المنصرم. ولمن يود من القراء الاطلاع على تلك المقدمة أن يعود إلى الفصل الثانى من الباب الثانى من كتابى: "المستشرقون والقرآن"، ففيه ترجمة لها. كذلك لابن وراق كتاب فى نفس الموضوع ويتغيا نفس الغاية عنوانه: " The Origins of Islam: أصول الإسلام"، وإن كان قد ظهر لاحقا.

وقد ظل عبد الكريم، إلى أن بلغ مبلغ الشيوخ، شخصا خاملا لم يكتب كلمة واحدة فى العلم ولم يسمع به إنسان، ثم فجأة أصبح مؤلفا لعدد من الكتب كلها مضروبة، أى مسروقة، وكلها فى التطاول على الله والرسول والصحابة والتشكيك فى الإسلام والسخرية منه ومن المسلمين وتاريخهم وحضارتهم، مثل القمنى سواء بسواء، بالإضافة إلى أنهما قد ظهرا فى نفس التاريخ. والقمنى لا صلة بينه وبين كتب التراث، وبخاصة فى مجال الإسلاميات. وكثير من الكتب التى يشير إليها فى المؤلفات التى تحمل اسمه لا يعرفها إلا "المدعبسون" من المستشرقين ذوى الأنياب الزرقاء، علاوة على أنه يسوق لنا فى

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير