تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ولا أظن القارئ إلا تنبه إلى أن القمنى (حلاق الصحة الذى ظن أنه يستطيع أن يلحق بطبقة الدكاترة بمائتى دولار) قد فتح همزة كلمة "إعلام" فى اسم كتاب ابن القيم: "إعلام الموقعين" والصواب كسرها، إلى جانب بعض الغلطات الأخرى، وإن لم نكن هنا فى مقام مؤاخذته بأخطائه اللغوية والإملائية، وما أكثرها رغم أن مثل هذه المقالات تخصع للمراجعات اللغوية. فما بالنا لو لم تخضع؟ لقد أحصيت له مئات الأغلاط اللغوية والإملائية فى بعض المقالات المنشورة له بموقع "الحوار المتمدن"، فهو لا يستطيع أبدا التمييز بين همزة القطع وهمزة الوصل أو بين التاء المربوطة والهاء المقفولة، شأنه فى ذلك شأن أى تلميذ ابتدائى فى سنواته الأولى، ودائما ما يفتح همزة "إن" بعد القول، كما أنه كثيرا ما ينصب المبتدأ واسم "كان"، ويرفع المفعول به أو المضاف إليه، ويرتبك فى استعمال الضمائر وأسماء الإشارة، ويحذف نون الأفعال الخمسة فى حالة الرفع أو يثبتها فى حالة النصب، ويثبت الياء فى الاسم الناقص النكرة فى حالتى الرفع والجر، ولا يستطيع استعمال تركيب "بعضهم بعضا" أبدا، فضلا عن الركاكة المخزية التى تدل على أنه عديم الذوق فى اللغة والأدب والأسلوب وأنه يجرى على طريقة "كله عند العرب صابون"! مع ملاحظة أننا إنما نتحدث هنا عن الكتابة. والكتابة، كما نعرف جميعا، تخفى كثيرا من الفضائح والمخازى بسبب خلوها من التشكيل.

ويكفى أن يسمعه الإنسان منا على التلفاز مرة واحدة بلغته الفظة ولسانه الطويل وعباراته الشوارعية التى يوجهها إلى العلماء وحركاته السوقية وشتائمه المنهمرة من فمه كالسيل لا يستطيع أن يتحكم فيها حتى يدرك أنه لا علاقة لهذا الشخص بالفكر والأدب واللغة الراقية على الإطلاق. ولعل من المناسب أن ننقل هنا ما قاله القمنى (فى مقال له يرد به فى موقع "الحوار المتمدن" على نادر قريط المدوّن العراقى) عما نصحته به والدته إذا أراد أن يهين شخصا محترما: "تذكرت المرحومة أمى الحاجة صفية، وهى تحذرنى: خد بالك يا سيد يا ابنى. إذا عايز تبهدل راجل محترم سلّطْ عليه مَرَه شَرْشُوحه". ويا لها من نصيحة غالية! ويا له هو من ابنٍ بارٍّ مطيعٍ ينفذ نصائح والدته بنفسه بمنتهى الإخلاص دون الحاجة إلى امرأة شرشوحة! وآخر هذه الفظاظات ما ذكره الصحفى بسيونى الحلوانى فى جريدة "المصريون" الضوئية بتاريخ 5/ 8/ 2009م من أن "المفكر المبدع الحاصل على جائزة الدولة التقديرية من وزارة فاروق حسنى قال لصحيفة "نيوزويك" العربية إنه سيقف "بلبوصا" أي عاريا أمام كل الذين انتقدوه وهاجموه"، وهو ما علق عليه الحلوانى قائلا إننا "يجب أن نأخذ الشطر الأخير من التهديد على محمل الجد، فليس بغريب على كاتب عَرَّى نفسه فكريا وثقافيا وارتكب كل الحماقات ضد شريعته وهويته الإسلامية أن يعري نفسه جسديا ويكشف عوراته وسوءاته الجسدية للناس". وهذه ثمرة الدكتوراهات المزيفة أم مائتى دولار!

ولم يقف أخذ سيد القمنى فى "الحزب الهاشمى" من الكتب الأخرى دون نَصٍّ عليها عند هذا الحد، بل هناك أشياء أخرى وأشياء، منها زعمه أن من بين ما لجأ عبد المطلب إلى استغلاله بغية إقامة الدولة الهاشمية دون أن يكون له أصل فى الواقع التاريخى دعواه أنه هو والعرب أبناء لإبراهيم وإسماعيل. وهذا كلامه نصا: "ويبدو أن أخطر شأن في هذه الملة وفي أمر عبد المطلب جميعه هو إدراكه للنسب وخطورته بين الأعراب بحسبانه العامل الجوهري في تفككهم السياسي لاعتزاز كل قبيلة بنسبها القبلي، والذي ظل مستبطنا في بطن التحول الجديد للبنية الاجتماعية المكية. ومن هنا كان إعلانه أن العرب جميعا، وقريش خصوصا، يعودون بجذورهم إلى نسب واحد. فهم، برغم تحزبهم وتفرقهم، أبناء لإسماعيل بن إبراهيم. لذلك، ولأنه ينتمي إلى هذه السلالة الشريفة، فقد أعلن في الناس تبرؤه من أرجاس الجاهلية، وعودته إلى دين جده إبراهيم. ودين إبراهيم هو الفطرة الحنيفية التي ترفض أي توسط بين العبد والرب. فإذ أهل رمضان صعد إلى غار حراء متحنفا، ثم عاد ينادي قومه أنه قد حرم على نفسه الخمر وكل ضروب الفسق، حاثا على مكارم الأخلاق، داعيا الناس لاتباعه، مؤمنا بالبعث والحساب والخلود، هاتفا: والله إن وراء هذه الدار دارا يُجْزَي فيها المحسن بإحسانه، ويُعَاقَب فيها المسيء بسيئاته. ثم لا يلبث أن يبشر

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير