تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وصفية، وزوَّج ابنه عبد الله آمنة بنت وهب أخي وهيب فولدت له رسول الله صلى الله عليه وسلم. فكانت قريش تقول: فلح عبد الله على أبيه. أي فاز وظفر. ثم رأيت في"أُسْد الغابة" أن عبد المطلب تزوج هو وعبد الله في مجلس واحد. وجاز أن يكون الملك والنبوة اللذان تكلم عنهما الحبر هما نبوته وملكه صلى الله عليه وسلم لأنه أُعْطِيَهما".

هذا ما قاله القمنى، ومعناه أن عبد المطلب كان يعرف سلفا أنْ سيكون له حفيد ذو شأن وأنه سوف يعلن النبوة، على حين أن صاحب "السيرة الحلبية" لم يقل شيئا من هذا بتاتا. وإلى القارئ نص ما قال: "والسبب الذي دعا عبد المطلب لاختيار بني زهرة ما حدّث به ولدُه العباس رضي الله تعالى عنه، قال: قال عبد المطلب: قدمنا اليمن في رحلة الشتاء، فنزلنا على حبر من اليهود يقرأ الزبور، أي الكتاب، ولعل المراد به التوراة، فقال: ممن الرجل؟ قلت: من قريش. قال من أيهم؟ قلت: من بني هاشم. قال: أتأذن لي أن أنظر بعضك؟ قلت: نعم ما لم يكن عورة. قال: ففتح إحدى منخريّ فنظر فيه، ثم نظر في الأخرى فقال: أنا أشهد أن في إحدى يديك، وهو مراد الأصل بقوله: في منخريك، مُلْكًا، وفي الأخرى نبوّة. وإنما نجد ذلك، أي كُلاًّ من الملك والنبوة في بني زهرة، فكيف ذاك؟ قلت: لا أدري. قال: هل لك من شاعة؟ قلت: وما الشاعة؟ قال: الزوجة، أي لأنها تشايع، أي تتابع وتناصر زوجها. قلت: أما اليوم فلا. أي ليست لي زوجة (من بني زهرة إن كان معه غيرها، أو مطلقا إن لم يكن معه غيرها). فقال: إذا تزوجت فتزوج منهم. أي وهذا الذي ينظر في الأعضاء وفي خيلان الوجه، فيحكم على صاحبها بطريق الفراسة يقال له: "حَزّاءٌ" بالمهملة وتشديد الزاي آخره همزة منونة. وقد ذكر الشيخ عبد الوهاب الشعراني عن شيخه سيدي علي الخواص، نفعنا الله تعالى ببركاتهما، أنه كان إذا نظر لأنف إنسان يعرف جميع زلاته السابقة واللاحقة إلى أن يموت على التعيين من صحة فراسته. هذا كلامه". واضح أن الحبر اليمنى، إن صحت هذه الرواية، هو الذى خبّره بأن حفيده سوف يكون له شأن، وبناء عليه نصحه أن يصهر إلى بنى زهرة. وهذا غير ما قاله القمنى أو من أَوْحَوْا إليه بوضع اسمه على الكتاب. على أننى لا أعطى مثل تلك الرواية أذنى أبدا ولو لثانية واحدة، إذ تقوم على أن هناك من البشر من يمكنه معرفة الغيب، وهذ مستحيل، فلا يعلم الغيب إلا الله، أما البشر جميعا فالغيب مستور عنهم تماما حتى لو كانوا رسلا وأنبياء. ومن المضحك أن يحرص الحبر على مصلحة رجل لا يعرفه ولا يهمه أمره ولم يقصده فى شىء فينصحه ويشدد النصح أن يتخذ زوجة من بنى زهرة. وهل كان عنده خريطة بقبائل العرب وأبنائها وبناتها يعرف منها مصير كل زواج يتم بين فلان وعلانة. ومن أين له بمثل تلك الخريطة يا ترى؟ ثم كيف يعرف ذلك الحبر الغيب، وقد كان يجهل مَنْ عبد المطلب، وإلى أية قبيلة ينتسب. ألم يسأله: من هو؟ ومن أية قبيلة؟

والقمنى حريص فى أى كتاب أو مقال يكتبه على الإساءة للرسول فى كل سانحة. ومما قصد به الإساءة له صلى الله عليه وسلم فى الكتاب الذى نحن بصدده اختياره من بين الروايات التى تقص خِطْبَته لخديجة بنت خويلد رضى الله عنها الرواية التى تقول إن أبا خديجة قد سُقِىَ خمرا كى يغيب عن الوعى فيوافق على زواج محمد من ابنته حسبما يقول المبشرون الموتورون، ولولا ذلك ما وافق. أى أن الزواج تم بخديعة خبيثة لأن محمدا لم يكن أهلا لمصاهرة خويلد. وإلى القارئ عينة مما يقوله المبشرون وأتباعهم من السذج والدهماء فى هذا الموضوع، إذ وجدت فى أحد المواقع النصرانية المغربية كلمة بعنوان "خديجة تُسْكِر أباها ليزوجها من محمد! " كتب صاحبها ما يلى: "من المعلوم في حياة محمد أن أول زيجاته كانت من شريفة الحسب والنسب وأغنى أمراة في قريش، وهي خديجة بنت خويلد ابنة عم قس مكة ورقة بن نوفل! وكانت إحدى المشاكل المعيقة لهذا الزواج هو والد خديجة، الذي كان لا يريد محمدا زوجا لابنته رغم أنها تزوجت مرتين قبل محمد، الذي كان اسمه قُثَم. ربما بسبب فارق السن الذي تفوق به خديجة على محمد أو لأنه رأى "طمعا" من محمد في أموال خديجة، وهو الشاب العامل اليتيم راعي الغنم و المشكوك في قواه العقلية! وما كان لهذا الزواج أن يتم دون "كيد" النسوان! فدبرت خديجة الحيلة والمكيدة وقررت أن تضع أباها

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير