تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

حاشية أولى: أود أن أورد هنا رأى سيد المزورين والمدلسين فى وفاء سلطان المرأة المسترجلة التى تتكلم فتذكّرك، حين تنطق بصوتها القبيح الغليظ الخشن بما حفّظوه لها تحفيظا، بالجَمَل الذى يضرب بالقُلَّة، والتى تشتم دائما الله والرسول والقرآن والإسلام، وتقول إنه دين الإرهاب والعدوان والتخلف والرجعية والكراهية والقتل والدموية، وتلعن سنسفيل المسلمين: القدامى والمعاصرين والذين لم يُخْلَقوا بعد، مؤكدة أنهم يستحقون ما ينزله بهم الغرب من دمار وتقتيل وتهجير وأكثر، وأنهم لا ينتمون إلى العالم المتحضر، فهم أمة بدائية تجرى على سنة رسولها الذى كان يمارس القتل والنهب والاغتصاب وكل الموبقات، وتاريخهم ينحصر فى الغزو والغنائم وما طاب من النساء والنكاح وتقطيع الأيدي والأرجل وشرب بول الإبل، وإلههم يثرثر فى القرآن.

وهذا نص ما قاله القمنى فى تلك المرأة الذَّكَر، وقد ورد فى سياق رده على انتقاد نادر قريط المدوّن العراقى لها لطول لسانها وسفاهتها وقلة أدبها وتعصبها البغيض المريض ضد الإسلام والمسلمين لا لأن قريط ذو اتجاه إسلامى، فهو ليبرالى أيضا، بل لأن كلامها فى هذا الصدد قد تجاوز الحدود، فضلا عن أن المسلمين ليسوا وحدهم المعيبين، كما أنهم ليسوا كلهم عيوبا. ويجد القارئ كلام قريط فى موقعه المسمى: "كتابات نادر قريط". قال القمنى: "أعترف أن هذه السيدة ترهبنى شجاعتها ويبهرنى منطقها، وتلسعنى لسعا سرعة بديهتها وحضورها. وهى، اختلفنا معها فى الوسائل أم اتفقنا، السيدة الأولى لـ"بَنِى لِيبْرَال". هذا رغم علمى اليقينى أنه فى البيت العلمانى سيدات يبرزنها (الصواب: "يبززنها"، ودعنا من الأخطاء الإملائية الشنيعة، وهى سمة قمناوية بامتياز) علما ومعرفة بالتراث الإسلامى وتمكنا منة. لكن لهذه السيدة طريقتها، وهى التى تضيف إلى رصيدها نقاط تعلو بها الدرجات. فهى تؤدى دورا نعجز عنه جميعا ربما خوفا من المجتمع (مثلى)، أو ترفعا وتكبرا على تلك السجالات (مثل أخى قريط). وفى رأيى أنها كلها طرق محترمة ما دامت تقوم على عمد من معرفة سليمة ومنطق محجوج، وتهدف إلى مبادئ وقيم المجتمع المدنى الحر فى النهاية".

وموقفه من تلك المرأة ورأيه فيها ينسجمان تمام الانسجام مع ما يقوله عن الحضارة الإسلامية، التى لا يعترف لها بشىء البتة، بل ينسب إليها كل الموبقات ولا يرى فيها شيئا طيبا بالمرة، مؤكدا أن كل ما فيها سواد فى سواد وتخلف ما بعده تخلف، وإرهاب وقتل ودمار وتجريف لكل شىء جميل وجهل وقبح وتسلط واستعباد وسرقة واغتصاب وتداوٍ ببول الإبل، ساخرا من كل شىء يتعلق بتلك الحضارة، ناسبا كل فضل إلى اليونان قديما، والغرب الأوربى حديثا، ومكررا ما تقوله المرأة الذَّكَر من أنه لا أمل للمسلمين إلا بالالتحاق بالغرب ونبذ ما عندهم كله، وهو ما كان طه حسين قد دعا إليه قديما، فهى عصبة بعضها من بعض. وقد مدح القمنى المرأة الذَّكَر، كما رأينا، بأنها شجاعة تقول ما لا يستطيع هو وغيره أن يقولوه. أنعم وأكرم!

حاشية ثانية- من كتابات سيد القمنى:

* الدولة عبر تاريخها القديم الابتدائي الأول كانت دولة دينية فعلا، لأن ذلك كان يناسب ظرفها الابتدائي الأول، لأنها كانت وثنية، والوثنية كانت تعني توافق المجتمع على آلهة بعينها تتفق مع بيئاتهم وظروفهم، فتجد مصر مثلا تقدس سوبك التمساح لوجوده في نيلهم بوفرة، بينما بدوالجزيرة يقدسون الخروف، ومصر تقدس من ظواهر الطبيعة أعظمها الشمس لدورها الهام في نضوج المحصول ودورتها الفصلية في البذار والحصاد، بينما بدو الجزيرة كانوا يقدسون القمر لدوره في إضاءة ليل الصحراء المقفر الموحش، كانت الأمم تصنع أربابها بنفسها لنفسها بما يوافق جغرافيتها ومصالحها وطريقة تفكيرها ومتطلبات عيشها، كذلك لم يحدث أن وقع صراع اجتماعي في المجتمعات الوثنية بسبب الدين، لأن الدين كان من إبداعهم على التوافق بينهم، أما الأديان الكبرى كاليهودية والمسيحية والإسلام المنسوبة إلى رب كوني فإنها ذات طابع صراعى لأنها لا تجيز اعتراف بعضها ببعض، فلا يمكن وصف الدولة ذات الأديان الكبرى المتعددة بأحد هذة الأديان وإلا وقع الصراع بين اطراف هذا المجتمع، صراعا لا زال يطل برأسه كل يوم حتى اليوم في بلادنا. لأن تلك الأديان لم يتم التوافق الإجتماعي والتواضع الشعبي عليها، وليست

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير