تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

بنت بيئته الوطن التى يتشارك فيها جميع المواطنبن، إنما هي جاءت جميعا من خارج الحدود وتم فرضها فرضا على مختلف الأمم المفتوحة.

* دولنا القومية الوطنية عادت إلى ما كانت عليه قبل الاحتلال العربي، لأنها كانت أسبق في الوجود من هذا الاحتلال بألوف السنين وكانت أعلى تحضرا و أعمق قيمة، وأن جمعها تحت ظل الخلافة كان مآساة تاريخية لشعوب متحضرة عظيمة، كان كارثة إنسانية انتكست بالحضارة فى البلاد المفتوحة إلى البداوة، كارثة صحبها تطهير عرقي و دينى و جرائم في حق الإنسانية، ستظل لطحة عار فى الجبين الإنسانى حتى يعترف عرب الجزيرة و يعتذروا اعتذارا تاريخيا يسمعة العالم كلة، بعد أن آلت معهم مصرنا وكل أمصار حضارات حوض المتوسط الشرقى إلى ما هي عليه الآن، وبين تلك الحضارات القديمة وبين وضعها الآن … شتان!

* الإسلام بحالته الراهنة، وبما يحمله من قواعد فقهية بل واعتقادية، هو عامل تخلف عظيم، بل إنه القاطرة التى تحملنا إلى الخروج ليس من التاريخ فقط، بل ربما من الوجود ذاته.

* الشريعة تفرق طبقيا وطائفيا وعنصريا ومن قال غير ذلك إما جاهل جهلا مركبا وأما هو كذاب أشر نحلم بالماضى السعيد عندما كنا سادة الأمم نفتح ونغزو ونسبى وننهب ونستعبد الآخرين فى زماننا الذهبى، فهل كان زماننا ذاك ذهبيا حقا؟ كل زمن وله ممارساته، فكان الرقص وسكب بعض الماء على الأرض فى زمن السحر تحفيزا للطبيعة لتجود بمطرها على أساس أن الشبيه ينتج الشبيه.

* كانت صلاة الاستسقاء فى زمن الدين كممارسة شبه سحرية لكنها ارتقت من طلب الأرواح إلى طلب إله واحد، وقد تجاوز العالم المرحلتين. المبدأ الإسلامى الجهادى يقوم على تبرير العدوان الغازى لاحتلال البلاد المحيطة بالجزيرة بأنه أمر إلهى وليس بشريا لا يملك المسلم معه إلا الطاعة والامتثال للقرار الإلهى، فتصبح جريمة العدوان على الآمنين ليست بجريمة لأن من أمر بها هو الله. ويكون المدافع عن عرضه ووطنه وممتلكاته هو المجرم، لأنه يقف فى طريق نشر دعوة السماء. لذلك كان العدوان على غير المسلمين وحتى اليوم من وجهة النظر الإسلامية هو شرع مشروع. ونموذجا لذلك سفاح تاريخى لا مثيل له هو خالد بن الوليد الفاتح الدموى لبلاد العراق؛ الذى كان يتسلى ويتلذذ بلذة القتل للقتل. أعلى درجات التعبد هى الجهاد لاحتلال بلاد الآخرين، ونزح خيراتها إلى بلاد المسلمين.

* ردد الصحابة الأوائل الفاتحون شعارات جميلة من قبيل أن الناس يتساوون كأسنان المشط، وأنه لا فضل لعربى على أعجمى، ولم يطبق أى من هذه الشعارات فى حروب الفتوح بل الذبح والسلخ والنهب والأسر والسبى. باختصار الإسلام أو الجزية أو القتل. نعم لدرس تاريخ الإسلام، ليس بقصد الفخر برجال ليسوا منا بل كانوا لبلادنا فاتحين، ولعرضنا منتهكين ولأموالنا ناهبين ولأوطاننا محتلين.

* كان مفهوما أن يصاحب شعار الجهاد المسلمين الأوائل طوال عصر الفتوحات، وكان مفهوما وإن لم يكن مقبولا قيام الفقه الإسلامي بتنظيم قواعد الجهاد وتقنينها من حيث نسب توزيع الغنائم والفيء والمملتكات الخاصة بالمهزوم المفتوح، مع وضع قواعد لتنظيم الجباية وطرقها من زكاة إلى جزية إلى فدية لتوضع في بيت المال تحت سلطة الخليفة الذي يقوم بالتوزيع طبقا للشريعة على العرب وحدهم، لأن أبناء الأمم المغلوبة كانوا هم الغنيمة بشرا ومالا ومتاعا، كانوا هم من يدفعون. لذلك كان العدوان علي غير المسلمين وحتي اليوم من وجهة النظر الاسلامية هو شرع مشروع، وهو الخير نفسه، بل انه أفضل عبادة يتقرب بها المسلم الى ربه، لانها تصل الي قتل المسلم نفسه في حروب ذلك الزمان بالسلاح الابيض، الذي كان لابد فيه من افتراض موت المحارب، وفي حال موته فان موته يسمي استشهادا في سبيل الله يدخل بموجبه جنات الله السماوية عريسا تزفه الملائكة للحور العين.

* واقع الاسلام الاول الذي يريدون استعادته، لا يعرف شيئا عن المساواة ولا الحريات ولا حقوق الانسان فكلها مفاهيم معاصرة بنت زماننا اليوم. ناهيك عن كون تطبيقات المسلمين الاوائل لم تعرف لا المساواة ولا الحرية ولا الحقوق، حتي بمفاهيم زمانها و ماقبل زمانها كما في دساتير روما أو كمافى ديمقراطية أثينا مثلا.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير