تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ربط السيوطي وأبو الليث السمرقندي وابن أبي حاتم بين هذه القصة وبين قوله تعالى: (وَإِن كَادُواْ لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذًا لاَّتَّخَذُوكَ خَلِيلاً) و جاء هذا الربط كذلك في رواية ابن جرير وابن سعد الضعيفتين، وهذا فيه نظر للآتي:-

- هذه الآيات ترد القصة من أساسها فلا يمكن أن تربط بها إطلاقاً وهي تناقضها؛ إذ إن الآيات تتناول تثبيت الله تعالى لنبييه: (وَلَوْلاَ أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلاً) وأمر الله لا راد له ولا معقّب عليه، ثم قال تعالى بعدها: (إِذاً لَّأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لاَ تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيرًا) وهي كقوله تعالى: (وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ) وما ذكره الله من جزاء على الركون والتقوّل لم يحدث مما يدل على أن الركون والتقوّل لم يقعا، والآية في تصور الباحث دالة على الاستحالة أكثر من دلالتها على التهديد أو الجزاء، ومعنى الآية الثانية موجه للكافرين أي لو كنتم تقولون: إن محمدا تقوّل القرآن على الله - فالله أولى منكم بأن يغار على انتهاك حرمة رسالته وأن يدافع عن جلاله، أما آية الإسراء فالغرض منها تيئيس الكفار من استجابة النبي صلى الله عليه وسلم ولو في أمر يسير، وقد ذكر الله هنا الركون، والركون دون الاستجابة ثم قلل هذا الركون بقوله (شيئا يسيرا) ثم نفاه بـ (كدت) ثم جعله مستحيلا بالعصمة والتثبيت،والمعنى: لو هم النبي صلى الله عليه وسلم هما يسيرا جدا في هذا الركون – وحاشاه – فلينظر ماذا يفعل الله به؛ فلا تنتظروا منه شيئا من الاستجابة.

- هذه الآية تشبه في معناها آيات كثيرة فلا مبرر لربطها بالقصة دون سواها، فهي كقوله تعالى: (وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّت طَّآئِفَةٌ مُّنْهُمْ أَن يُضِلُّوكَ وَمَا يُضِلُّونَ إِلاُّ أَنفُسَهُمْ وَمَا يَضُرُّونَكَ مِن شَيْءٍ) والآية تتناول استحالة إضلال النبي صلى الله عليه وسلم فالإضلال يقع على أصحاب الإضلال أنفسهم لا على النبي صلى الله عليه وسلم

ـ[جمال الدين عبد العزيز]ــــــــ[31 Aug 2009, 12:11 ص]ـ

فك الارتباط بين القصة وآية الزمر:-

ربط كثير من المفسرين بين هذه القصة وبين قوله تعالى: (وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ) وذلك لأنهم فسروا الآية بأنه: إذا ذكرت الغرانيق والآلهة مع الله استبشر الكفار وفرحوا وإذا ذكر التوحيد كرهوا ذلك، وهذا فيه نظر للآتي:-

- الآية ليست فيها للغرانيق ذكر ولا إشارة؛ وإنما تتحدث عن قوم من المشركين كرهوا التوحيد واشمأزوا من ذكر الله وحده وإذا ذكر غيره استبشروا وفرحوا، والملاحظ أن كلمة "ذُكر" مبنية للمجهول، وليس هنالك من دليل على أن الذاكر لله والذاكر لمن دون الله هو النبي صلى الله عليه وسلم، بل من الواضح جدا أن المقصود أن هولاء المشركين يكرهون التوحيد إذا سمعوه من الموحدين ويستبشرون للشرك إذا سمعوه من المشركين أمثالهم، والتوحيد له أناس والشرك له أناس آخرون غيرهم.

- هذه الآية كآيات كثيرة من القرآن تدل على ذلك المعنى كقوله تعالى: (وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْاْ عَلَى أَدْبَارِهِمْ نُفُورًا) وقوله: (إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُوا آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَّجْنُونٍ)

ـ[جمال الدين عبد العزيز]ــــــــ[31 Aug 2009, 12:12 ص]ـ

فك الارتباط بين القصة وبين آية القصص:-

- ذهب نيازي عز الدين إلى ربط قصة الغرانيق بقوله تعالى: (وَلَا يَصُدُّنَّكَ عَنْ آيَاتِ اللَّهِ بَعْدَ إِذْ أُنزِلَتْ إِلَيْكَ وَادْعُ إِلَى رَبِّكَ وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِين) وقد أراد نيازي بهذا الربط معنى خبيثاً جداً، وهو وقوع الشرك من النبي وحاشاه، وهذا قول ظاهر البطلان ومردود متهافت؛ وتفصيل ذلك كالآتي:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير