تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ويكفى أن نقرأ قوله تعالى: "قل: هل يستوى الذين يعلمون والذين لا يعلمون؟ " كى نفهم مكانة العلماء فى مجتمع المسلمين. كذلك يكفى أن يأمر القرآن الرسول بأن يطلب من الله زيادة نصيبه من العلم: "وقل: رب، زدنى علما" حتى نعرف قدر العلم فى الإسلام بوصفه الشىء الوحيد الذى أُمِر الرسول على جلالة قدره بطلب زيادة نصيبه منه. كما يكفى أن يحث ذلك الرسول العظيم كل مسلم على الاجتهاد ويشجعه عليه ويزيل مخاوفه من تبعاته ويبين له أنه حتى لو أخطأ فى ذلك الاجتهاد فإن له لأجرا عظيما، وهو ما لا تفعله ناسا ولا أية مؤسسة علمية فى أية دولة من الدول الغربية ولا غير الغربية أبدا ولا تقوله لعلمائها. وهذا مجرد مثال لما أتى به الإسلام فى عالم الفكر والعقل وتحطيم الأغلال التى كانت تقيد البشر فتمنعهم من التفكير الحر السليم. أما إيجاب طلب العلم على كل مسلم ومسلمة، ومن المهد إلى اللحد، والقول بأن الملائكة تضع أجنحتها لطالب المعرفة رضا بما يصنع، وأما تمجيد العلماء فى الإسلام وإيثارهم على العُبّاد والزهاد والتأكيد بأنهم ورثة الأنبياء فحدِّثْ كما يحلو لك من هنا للصبح فلن تنتهى ولا يمكن أن تنتهى. هكذا ينبغى أن يتناول الإنسان منا موقف الإسلام من العلم.

أما تهكم عِبْس أبى عقل جِبْس على أنه سيكون للسماء يوم القيامة فى القرآن أبواب وأنها سوف تُكْشَط أو تُطْوَى كطَىّ السجلّ للكتب، وأما الوقوف عند أجنحة الملائكة والسخرية من تلك الأجنحة، فهذا انغلاق فى الذهن، وإلا فهل شاهد نيافته ذلك اليوم وتيقن أن هذا لن يحدث فيه، أو شاهد تلك المخلوقات الكريمة ورأى أنها بلا أجنحة؟ ثم إن هذا اللون من التصوير الذى لا يعجب عِبْس هو الذى أنتج تلك الثمرات الحضارية العظيمة التى أتى بها الإسلام. أما مساومة الله كما يفعل الفلاح القرارى فى سوق الماشية والكُفْر به سبحانه إذا أتت الرياح بما لا تشتهى السفن فأصيب الإنسان فى عينيه أو فى قدميه فهى شيمة المتخلفين من أمثال عِبْس أبى عقل جِبْس، وإن ظن أنه أعلم العلماء وأكثر الفلاسفة فلسفة، على حين أن هذا إفلاس لا فلسفة!

وهو، فيما كرره مرارا عن الفَلَك والسماوات السبع والكواكب والنجوم فى القرآن المجيد ودعواه بأن ذلك مأخوذ من علم الفلك الإغريقى الأسطورى ممزوجا بأطياف شرقية، قد لطش ما قاله محرر مادة " Cosmology" من "دائرة المعارف الإسلامية: Encyclopaedia of Islam"، حيث يقول ما يلى نَصًّا:

The Qur_?n seems to reflect the Aristotelian-Ptolemaic model with the world (al-duny?) as the lowest level in the center covered by seven homocentric spheres ( falak, pl. afl?k, q 21:33; 26:40). A closer look, however, provides traces of an older, ancient Near Eastern model of the world which is also reflected in Genesis 1:6 (All?hu lladh? khalaqa sab_a sam?w?tin wa-min al-ar_i mithlahunna, q 65:12). Here, the world is viewed as not only covered by seven heavenly spheres but also as relying on as many layers of “earths.” The whole structure is surrounded by waters, “oceans,” separated by the creator through a barrier (maraja l-barayni yaltaqiy?n? baynahum? barzakhun l? yabghiy?n, q 55:19-20; cf. 25:53; see barrier; barzakh).

ومع ذلك فرغم هذا النقل لم يصب لا هو ولا من نقل عنهم كبد الحقيقة. ذلك أن الإغريق لم يكونوا على قلب رجل واحد فى أفكارهم الفلكية، بل كانت آراؤهم خليطا لا شيئا واحدا، إذ كان بعض فلكييهم مثلا يرون الأرض مركز الكون، على حين كان البعض الآخر يقولون بكرويتها ودروانها هى وبعض الواكب حول الشمس. وهذا ما تقوله مادة "الفلك" فى "الموسوعة العربية العالمية": "بدءًا من عام 600ق. م تقريبًا طور علماء الإغريق وفلاسفتهم عددًا من الأفكار الفلكية. فاعتقد فيثاغورث، الذي عاش في القرن السادس ق. م، أن الأرض كروية الشكل، وحاول أيضًا شرح طبيعة الكون وتركيبه ككل. وبذلك طور نظامًا كونيًّا في وقت مبكر. وفي نحو عام 370ق. م صمم يودوكسوس أوف كنيدوس نظامًا ميكانيكيًّا لشرح حركات الكواكب. ونادى يودوكسوس بأن الكواكب والشمس والقمر والنجوم تدور حول الأرض. وفي القرن الرابع قبل الميلاد أدخل أرسطو هذه النظرية

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير